كيليان مبابي هو نجم الإعلام الفرنسي في نهاية بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها دولة قطر بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي. "ملكٌ بلا تاج" أو "السيمفونية التي لم تكتمل"، كما وصفته صحيفتا ليكيب ولوموند.
بعد خسارة منتخب فرنسا أمام الأرجنتين في المباراة النهائية لكأس العالم بركلات الترجيح بعد التمديد لشوطين إضافيين، احتلّت صورة مبابي معظم أكشاك الصحف في المدن الفرنسية، بعدما اختارت أغلبها وضع صورته منفرداً على الصفحة الأولى. لكن صحيفة ليبراسيون اختارت جمعه مع اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي في صورة واحدة، من دون أن تعطي انطباعاً بأنهما معاً، بل بأنهما في مستوى واحد. في المساحة الكبيرة من أرض الملعب التي فصلت بينهما، اختارت الصحيفة أن ترصّ أحرف كلمة "أساطير" بالطول. كلمة توّجت اللاعبين أبطالاً لمونديال 2022، على الرغم من التتويج الفعلي لميسي بطلاً في المباراة النهائية. "ليكيب" اختارت صورة مبابي حاملاً جائزته كأفضل هدّاف وأمامه كأس العالم، وعنونت "الرأس مرفوع".
الإجماع على مبابي رافقه إجماعٌ على الفخر بالمنتخب الفرنسي لكرة القدم، إذ تكرّرت الكلمة في أكثر عناوين الصحف. وبعد يومين من المباراة النهائية، عرضت قناة تي إف1 الفرنسية وثائقيّاً عن كواليس مشاركة المنتخب الفرنسي في بطولة كأس العالم لكرة القدم. وحظي مبابي بحصة الأسد من إجمالي ما عُرض. كلماته التي توجّه بها إلى اللاعبين لتشجيعهم ما بين الشوطين في المباراة النهائية، اقتطعتها وأعادت نشرها أغلب المنصات الإعلامية.
وإلى جانب مبابي، في اليوم الذي تلا نهائي المونديال، نال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حصةً كبيرة في تغطية أغلب الوسائل الإعلامية. وما ينسحب على الإعلام، ينسحب أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ كانت صور ماكرون، بكل أشكالها، تُشارَك بخطى ثابتة مع صور كيليان مبابي.
وما بين الأخيرين، حضر خبر ثالث كان رئيسيّاً، وهو "عدد المشاهدات التاريخي" لنهائي كأس العالم على التلفزيون الفرنسي تي إف1.
صور ماكرون في كلّ مكان، تماماً كما صور اللاعبين، بدءاً بانفعالاته وكيفيّة تشجيعه للمنتخب من على المدرجات، نزولاً إلى أرض الملعب بعد الخسارة. لم تُستقبل حماسة الرئيس بإيجابية، بل وجدها كثيرون مبالغة لا يُمكن تفسيرها إلا بالرغبة في "سرقة الأنظار". أمّا صورة ماكرون محاولاً مواساة مبابي بعد الخسارة، فكانت اللقطة التي استدعت أطناناً من المقالات. أجمع الإعلام الفرنسي على أنّ النزول إلى الملعب محاولة واضحة "لتسييس الرياضة"، على عكس ما صرّح ماكرون في وقت سابق. اتفق كثيرون على أنه كان من الأجدى ترك اللحظة للتاريخ، وإفساح المساحة للمنتخب ولاعبيه للحزن على خسارتهم من دون أن يضطرّوا للتعامل مع رئيس البلاد في أرض الملعب. لم يتوقّف النقد هنا، بل امتدّ إلى حديث ماكرون مع اللاعبين في غرف تبديل الملابس الذي صوره الإعلام ونقله.
في هذا الوقت، حقّقت القناة الفرنسية تي إف1 رقماً "تاريخيّاً" في عدد مشاهدات المباراة النهائية لكأس العالم التي جمعت المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني. رقم احتفت به القناة، وتداولته الوسائل الإعلامية، خاصة أن دعوات المقاطعة رافقت المونديال من بداياته في فرنسا. 24 مليون شخص شاهدوا المباراة النهائية عبر القناة الفرنسية، ليكون هذا رقماً قياسياً للتلفزيون الفرنسي بمقارنة "بكل البرامج القنوات جميعها"، كما أعلنت القناة نفسها. عدد المشاهدات وصل إلى رقم أعلى خلال الضربات الترجيحية في نهاية المباراة، وهو 29.4 مليون مشاهد، ما يعني أن من بين كل عشرة أشخاص في فرنسا كانوا يشاهدون التلفزيون، أكثر من ثمانية كانوا متسمّرين أمام "تي إف1" لمشاهدة المباراة. المرة الأخيرة التي ارتفع فيها هكذا عدد المشاهدات على القناة كان في المباراة النصف نهائية لمونديال عام 2006 التي جمعت المنتخبين الفرنسي والبرتغالي.
ومن الجدير بالذكر أن قياس عدد المشاهدات أخذ هذه المرة بعين الاعتبار جميع المشاهدات "خارج المنزل"، أي أنه للمرة الأولى احتسبت الشاشات في المقاهي والحانات والفنادق. وفي تفاصيل الأرقام التي نشرتها القناة، حظيت كل واحدة من الـمباريات الثماني والعشرين التي عرضتها على شاشتها مجاناً بمعدّل 8.7 ملايين مشاهد. أمّا المباريات الثماني التي خاضها المنتخب الفرنسي، فحظيت كل واحدة منها بمتوسّط 16.2 مليون مشاهد.