يصح القول إن أغنية "تقلان" للمغنية مايا دياب، هي محاولة أخرى للتقليد والدخول إلى خريطة التريند. وهو ما حصل فعلاً بعد ساعات من إطلاقها على موقع "يوتيوب". إذ تسعى مايا دياب دائماً إلى "الصيد الثمين".
مقدِّمة البرامج التي اختارت التمثيل ودخول عالم الغناء، تستعيد في أغنيتها الجديدة باللهجة المصرية جزءاً من نجاحها. نجاح لم يعتمد يوماً على الصوت ولا على التقنيات في المغنى، بل مجرد "إثارة" للبعض الذي يقف متفرجاً أكثر منه مستمعاً.
عند متابعة مسيرة دياب على الساحة الغنائية، تبرز أسئلة عدة: ما الذي تقدّمه مايا دياب تحديداً؟ وهل إصدار المزيد من الأغاني يجعلها "نجمة" غناء؟ هل فعلاً تُطلب المغنية اللبنانية إلى المهرجانات أو الحفلات؟ وما الذي يجعلها متعددة الاهتمامات والأشغال إلى هذا الحد؟
كل هذه الأسئلة تُطرح مع صدور أغنية جديدة لدياب بعنوان "تقلان"، كتبها الشاعر أيمن بهجت قمر ولحنها وليد سعد. والواضح أنّ شريك دياب في أغانيها الموزع اللبناني هادي شرارة، قرر العمل على تقنيات جديدة زادت من قدرة الأغنية على الجذب، وتحولت مع الوقت إلى لغة المتابعين الذين أصبحوا يرددونها بطريقة سهلة على مواقع التواصل.
ثمة رابط في اللحن مع أغاني كثيرة قدمت في التسعينيات، لعل أبرزها تلك التي تعيدنا إلى ألحان الراحل صلاح الشرنوبي، خصوصاً المقطع الثاني المتجانس تماماً مع لحن "بتونّس بيك" للراحلة وردة الجزائرية.
يشهد إذاً لهادي شرارة في هذا العمل انتقاله من مقعد الموزّع حصراً إلى مقعد المنتج المنفّذ أيضاً، مضيفاً لمسته الخاصة إلى هذه الأغنية كما غيرها من الأغاني التي عمل عليها مع فنانين لبنانيين وعرب آخرين.
وإن كان التوزيع والأغنية بكلماتها وألحانها نجحت في الوصول إلى الجمهور، فإنّ الفيديو كليب بات مكرراً ومستهلكاً إلى حد كبير. فلا الألوان ولا الأزياء التي ارتدتها دياب في الكليب للمخرج جو بو عيد أعفتها من الانتقادات بالتكرار والتشابه مع كليبات أو أغانٍ قدمت في التسعينيات وما بعدها، مطلع الألفية.
أحداث الشريط المصوّر تدور داخل باص أو مترو، فكرة بدورها مستهلكة وتتشابه مع ما سبق وقدمه بو عيد، الذي يركّز حالياً على عالم الكليبات، بعد تنفيذ فيلمه السينمائي الوحيد "تنورة ماكسي"، وها هو في هذا الفيديو كليب يحاول استعادة أجواء فيلمه بشكل أو بآخر، وإن بطريقة غير فجة ولا مباشرة.
الحديث عن مايا دياب وفيديو كليباتها يعيدنا إلى بداياتها الغنائية كمغنية منفردة، وعملها مع المخرج الراحل يحيى سعادة. حاول هذا الأخير التجديد وتغيير مفهوم الفيديو كليب. وقتها هوجم سعادة، خصوصاً في عمله مع دياب، إذ بدا خارجاً عن قاعدة الكليب العربي التقليدية. لكن في العودة إلى زمن سعادة يتضح العكس، وأن هذا التجديد الذي اعتمده بات اليوم يُقلّد من قبل مخرجين كثر مع تعديلات بسيطة في ما يتعلق بالألوان والسيناريوهات.