أفلامٌ أجنبية تُعرض في الدورة الـ7 لـ"أيام فلسطين السينمائية"، التي تُقام بين 20 و26 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، في القدس ورام الله وبيت لحم وغزّة وحيفا، والتي تُنظّمها "مؤسّسة فيلم لاب فلسطين"، منها الوثائقيّ "مارادونا" للبريطاني آصف كاباديا، المستند بكلّيته على تسجيلات تلفزيونية إيطالية، توثِّق مرحلة من حياة لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا في "نادي نابولي"، ومنها وثائقيّ آخر بعنوان The Mole Agent للتشيلية مايتي ألبيردي، المتمحور حول تجنيد عجوز لمكتب تحريات جاسوسية، وتكليفه بمهمة البحث عن عجوز مُقيمة في منزل للعجزة في سانتياغو.
بالإضافة إليهما، هناك "غبت طويلاً يا بُنيّ" للصينيّ وانغ كسياو شواي، المليْء بقسوة الحياة والفراق والتمزّق العائلي، والباحث في مسارات عجوزين يعانيان غياب ولدهما بعد حادثٍ أليم، والساعي إلى كشف المبطّن في ذاتٍ مكسورة ومنعزلة. وهذا كلّه مصنوع بلغة سينمائية تجمع إيقاعاً هادئاً في سرد الحكاية، باضطرابات وغضب وارتباكات جمّة، تُشكّل مصائر وهواجس.
مع مارادونا، يصنع التوليف فيلماً يلتزم أرشيفاً يتم اختيار المناسب منه بالنسبة إلى مخرج، يهجس في بحثٍ سينمائي دائم عن كيفية تحويل هذا الأرشيف المُسجَّل إلى أفلامٍ وثائقية بحتة. بينما تتحرّر ألبيردي كلّيا من هاجسٍ كهذا، لانهماكها في كشف عوالم ونفوس وحالاتٍ وتفاصيل، تحدث كلّها في إطار محدّد، مكانياً وعمرياً، ولتوثيق يوميات أناسٍ يمضون أوقاتهم في دردشات عادية، ورغبات متواضعة، وتطلّعات معطّلة.
وإذْ يتبوّأ التوليف صدارة المشهد في صُنع حكاية مارادونا في نابولي الإيطالية، فإنّ التصوير الدقيق لتفاصيل وخبريات ونفوسٍ يُساهم في صُنع مشهدية مبسّطة لأحوال أفرادٍ متقدّمين في العمر، لا همّ لهم سوى تمضية الوقت بأقلّ الخسائر الممكنة. أما وانغ كسياو شواي، فيعتمد إيقاعاً هادئاً للغاية كي يتسنّى له الانصراف إلى أعماق تلك النفوس المتوترة والخائفة والمنزوية، مستنداً إلى اشتغال سينمائي باهر، صورة وصوتاً وتوليفاً وتمثيلاً.