ماذا لو عدنا إلى الحجر المنزلي؟

19 يناير 2022
لن تكون هذه المرة الأولى التي يفرض علينا فيها البقاء بمنازلنا (ملادين أنطونوف/فرانس برس)
+ الخط -

افتُتح هذا العام بقائمة جديدة لمتحورات فيروس كورونا، التي من الممكن أن تقودنا إلى إغلاق كليّ وحجر منزليّ سيطاول الجميع، أبرز هذه المتحورات هو أوميكرون، الأكثر شهرة حالياً، وفلورونا الناتج عن "مزيج" بين كورونا والإنفلونزا. ونسمع حالياً عن متحور ما زال قيد التشكل باسم دلتا كرون. كل هذه المتحورات تبشر بمستقبل ديستوبي، نعيش فيه أسرى منازلنا.
الاختلاف هذا العام عما سبقه بسيط، ففي حال عاد الإغلاق التام، لن تكون هذه المرة الأولى التي يفرض علينا البقاء في منازلنا، والمفترض أننا تعلمنا من أخطائنا، أو على الأقل، أصبح لدينا تخيل عن طبيعة الحياة في الحجر الصحي، الشأن الذي تناولته السينما والمسلسلات والمنتجات الثقافيّة بأشكال مختلفة.
هنا، قائمة بما يجب الحذر منه أو اتباعه في حال عدنا إلى منازلنا مجبرين. هذه القائمة مقتبسة مما شاهدناه على الشاشة وأساليب "تمثيل" الحجر الصحي وما ينتج عنه، هي أقرب إلى تمارين من أجل النجاة، وتجنب الإحراج في حال عاد المنزل ليصبح مكان العمل والحياة والنوم والأكل والشرب ومشاهدة الأفلام.

لا تشتر كل محارم التواليت

ربما هذا الدرس هو الأشد أهميّة، والأكثر انتشاراً؛ إذ شهدنا كيف أصيب العالم بحمى "محارم التواليت"، التي تحولت إثرها السوبرماركت إلى مساحة للصراع والضرب. لكن الأهم، هو اعتبار ذاك الذي اشترى "كل" محارم التواليت وأخفاها في منزله عدواً للجميع، يستحق الشتم والازدراء، كما شاهدنا في مسلسل Curb Your Enthusiasm؛ إذ تعرض صديق لاري ديفيد لأشد أنواع الشتم والقدح من أًصدقائه، حين اكتشفوا المخزن السريّ لـ"محارم التواليت" الموجود في منزله.

زوم

أصبح تطبيق "زوم" عصباً رئيسياً في حياتنا، نعمل خلاله، نتحدث مع من نريد عبره، ويبقينا دوماً مستعدين لأي اجتماع، لكن تعلمنا العام الماضي أن علينا إجادة استخدامه وغيره من برامج التواصل. بصورة دقيقة، تعلمنا كيف لا نضغط زراً خاطئاً كي لا نتحول إلى "قطة"، كما حصل مع المحامي رود بونتون، الذي وجد نفسه فجأة، أثناء جلسة محاكمة تتم عبر الزوم، قد تحول إلى meme عنوانه "أنا لست قطة"، العبارة التي رددها بينما يحاول تدارك الخطأ.
إتقان استخدام هذه التكنولوجيا يقينا من الحرج والتحول إلى Trend في نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعيّ، فضلا عن أن هذا الإحراج ينتمي إلى الإنترنت التي لا تنسى، بعكس ما قد يحصل في الشارع أو الجلسات الخاصة، حيث الحدث أو الإحراج محكوم بذاكرة الموجودين.

علاج منزلي؟

انتشرت على الشاشات الجدية والساخرة الكثير من أساليب العلاج الهاوية، كأن نشرب مبيض الملابس أو نحقن أنفسنا به، أو نأكل ذنب الضفدع، أو التدخين. لن نعلق على كل واحدة من هذه الافتراضات، لكن ما نعرفه، أن كل ما يمكن أن يوجد في المنزل، أو يمكن شراؤه من السوبرماركت، ليس علاجاً أو لقاحاً، بل مجرد ارتجالات شخصية.
نطلب هنا من كل قارئ تجاهل ما تبثه الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات لآلاف الأشخاص الذين يقومون بشرب مبيض الملابس، ونطلب منه ألا يقلدهم. لماذا؟ لأنه من الممكن جداً أن يكون هناك آلاف الحمقى ــ كحالة المؤمنين بالأرض المسطحة والعنصريين وغيرهم ــ ممن يستعرضون ما هو غير منطقي، من دون أي رادع لا من مجتمعاتهم أو وسائل التواصل الاجتماعي.

النهاية قادمة

يبدو هذا التمرين شديد العموميّة، لكن كما رأينا في فيلم "لا تنظر إلى أعلى"، وقبله بعشرات السنوات في فيلم "Dr. Strange Love"، لستانلي كوبريك، النهاية قادمة لا محالة، سواء كانت وباء، أو نيزكاً، أو قنبلة نووية.

نقول ألا ترهق نفسك لأننا شاهدنا في "لا تنظر إلى أعلى" مصير القلقين والمترقبين، الذين أُصيب بعضهم بانهيارات عصبية، والبعض الآخر فقد القدرة على تصديق السخافة التي نعيشها. لذا نقول لا تقلق، وافعل كما شاهدنا في الفيلم، اجلس مع من تحب، تبادل معهم أطراف الحديث، وانتظر موتك وموتهم المحتم بكل هدوء.

المساهمون