يعكف شبان هواة في محافظة إدلب، شمال غربيّ سورية، على إنتاج عمل درامي بقالب كوميدي، يحمل عنوان "لوحات من الذاكرة". يتناول المسلسل الحياة الواقعية في الشمال السوري، ليعرض في شهر رمضان، توازياً مع موسم العرض السنوي للدراما السورية والعربية.
ويُعتبَر الشمال الغربي من سورية خارجاً عن سيطرة النظام السوري منذ عدة سنوات، ويحاول مهتمون بالأدب والفن إيجاد مساحة ثقافية وتشكيل حالة فنية في الشمال، بعيداً عن دمشق والمناطق الأخرى من سيطرة النظام.
يؤدي بطولته محمد أبو الليل، وهو كوميدي برز في شمال غرب سورية من خلال شخصية "حج مسعود"، التي أدت سكيتشات كوميدية ينشرها على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعتبر أبو الليل أن "لوحات من الذاكرة" هو نقلة بالنسبة إليه، مشيراً، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنه "أول عمل درامي نصوّره في الشمال السوري"، مبرزاً أن العمل يتضمن عدداً من الشخصيات التي تجسد "أدواراً قديمة".
ويضيف أبو الليل: "قمت سابقاً بتجسيد (سكيتشات) فكاهية، والآن هذا العمل تجربة جديدة ومميزة لجمهورنا والمتابعين، من خلال تقديم محتوى يركز على رسم البسمة على وجوههم والفرحة في قلوبهم، لأن الناس هنا عانوا كثيراً من القصف والنزوح وأشكال المعاناة المتعددة، وهم بحاجة للترويح عن أنفسهم".
وعن الدور الذي ستجسده شخصية "حج مسعود" في العمل، يقول أبو الليل: "(حج مسعود) رجل مسن، سيربط مواقف حدثت معه بالسابق مع الواقع الحالي. كذلك، من خلال هذه الشخصية وغيرها من الشخصيات التي تظهر في العمل، سيُسلَّط الضوء على التحديات والصعوبات التي يواجهها الأهالي، والنتائج الإيجابية في المجتمع"، مضيفاً أن تحديد عرض العمل في رمضان يهدف للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور.
من جهته، يذكر أشرف عليان، وهو مخرج العمل، أن "لوحات من الذاكرة" يستحضر الحياة الريفية التي تميزت بها المنطقة قديماً، وربطها بالواقع والحاضر.
ويضيف عليان: "يهدف المسلسل إلى معالجة مجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية، لتعزيز المبادئ والأخلاق ونبذ السلوكيات السلبية. فعلى سبيل المثال، في إحدى الحلقات بعنوان (المرابي)، تتناول قصة شخص يتورط في الربا المالي، وتوضح سمات صاحب هذا السلوك السيّئ، وتبعاته السلبية على المجتمع".
ويشير إلى أن العمل "هو الأول من نوعه في منطقة الشمال السوري، ويتميز بأن كادره من مخرج وكتّاب ومنتجين وفريق تصوير وممثلين، جميعهم من أبناء المنطقة".
ويوضح عليان أن "(لوحات من الذاكرة) سيجسد نماذج حقيقية للحياة اليومية في المناطق الريفية، ما يجعل المشاهدين يشعرون بالانتماء والتعاطف مع قصص الشخصيات"، مضيفاً: "استُخدِمَت تقنيات تصوير مبتكرة لإبراز جمال الطبيعة وأصالة المواقع التي صُوِّر المسلسل فيها، كذلك تعتبر قصص الحلقات تطويراً للقضايا الاجتماعية بطريقة ملهمة وواقعية، ما يثري النقاش والتفكير لدى المشاهدين".
وعن الصعوبات التي واجهت إنتاج العمل الذي يتألف من 20 حلقة، أشار عليان إلى أن "الفريق واجه تحديات كبيرة، سواء من خلال ضعف الإمكانات ونقص المعدات الفنية والتقنية، أو اختيار المواقع المناسبة".