لم يُفاجأ النقاد ولا الجمهور بإلغاء شبكة HBO مسلسلها الشهير ويستوورلد، إذ بالرغم من انطلاقه كعمل ضخم مرشح للجوائز، تحوّل مع السنوات إلى قصة فشلت في جذب الجمهور، بالإضافة إلى تغيرات عرفتها الشركة الأم جعلت المسلسل ضحية للمشاكل المالية.
وWestworld (ويستوورلد) مسلسل خيال علمي عُرض الموسم الأول منه عام 2016، تلاه الموسم الثاني عام 2018، والثالث في 2020. أما الموسم الرابع والأخير، فعرض بين 26 يونيو/حزيران و14 أغسطس/آب الماضيين.
كان المسلسل جذّاباً
"ويستوورلد"، الذي ألّفه كل من ليزا جوي وجوناثان نولان، كان من المحتمل أن يكون "صراع العروش" التالي بالنسبة لـHBO، إذ حصل على تسعة جوائز إيمي.
تقول مجلة إنترتاينمنت ويكلي إن المسلسل كان مثل رحلة وجودية، ومليئاً بالمحادثات حول طبيعة الهوية وكيفية تعريف الواقع. وقالت قناة HBO في بيان: "على مدار المواسم الأربعة الماضية، اصطحب كل من ليزا وجونا المشاهدين في رحلة مثيرة للعقل، ورفعوا سقف التوقعات في كل خطوة".
وجمع المسلسل عناصر جذّابة مثل وادي السيليكون والحنين إلى الماضي والفاشية، لكن مع تقدم المسلسل، فقد وهجه.
فقد المسلسل وهجه وجمهوره
من المحتمل أن الشبكة اتخذت القرار بعد رصد معدلات مشاهدة "ويستوورلد" وهي مستمرة في الانخفاض.
على سبيل المثال، اجتذبت الحلقة الأخيرة من الموسم الثالث 1.8 مليون مشاهد فقط عبر منصات متعددة، ما يعني انخفاضاً بنسبة 18 في المائة عن نهاية الموسم الثاني، وفقاً لموقع ذا راب.
وكان الرئيس التنفيذي في شركة وارنر بروس. ديسكوفري المالكة لـ"إتش بي أو"، ديفيد زاسلاف، قد تعهد بخفض التكاليف.
وقال زاسلاف في اجتماع حول الأرباح: "دعوني أكون واضحاً للغاية، لم نتخلص من أي مسلسل مربح لنا، لكننا نفضل أن نأخذ هذه الأموال وننفقها مرة أخرى عندما تكون هناك فرصة لتقديم مسلسل يثير التفاعل والبهجة".
لكن موقع هوليوود ريبورتر نقل عن مصادر، وصفها بالمطلعة، أن العامل المادي لم يكن السبب وراء إيقاف "ويستوورلد".
ورصدت "إنترتاينمنت ويكلي" ثلاثة أخطاء رئيسية في الحبكة، خسر المسلسل بسببها جمهوره:
- مشكلة الحجم: بدأ المسلسل بمساحة جغرافية محدودة، ما منح الشخصيات فرصة ثابتة للتفاعل مع بعضها. لكن عالم المسلسل أضحى كبيراً بسرعة كبيرة، وغطّى الكرة الأرضية نظرياً، ما اضطره إلى اختراع أسباب غير محتملة لجمع بعض الشخصيات.
- جرعة زائدة في التقلبات: حاول المسلسل زيادة التقلبات للانتصار على حبكة الموسم الأول، استخدم المؤلفون أزمنة منفصلة وأجساداً جديدة، وواقعاً مزيفاً يحتوي على واقع افتراضي رقمي، مع تكرار العودة إلى الحياة بعد الموت.
- كثرة القضايا التكنولوجية: ركّز الموسم الأول على بعض مفاهيم الخيال العلمي الأساسية مثل منتزه الروبوت، والمراقبة المستمرة، وتطوير الذكاء الاصطناعي، لكن المواسم التالية استخدمت الكثير من المفاهيم التكنولوجية مثل نقل الأدمغة بين الأجسام، وإطالة العمر، ونقل الوعي إلى جنة رقمية، والذباب المهدد للبشرية.