بين 28 نوفمبر/تشرين الثاني و3 ديسمبر/كانون الأول 2023، تُقام النسخة الثالثة من "اللقاءات الدولية للفيلم السياسي (Politik)"، في لياج (بلجيكا)، الذي أسّسه فيليب رينارت (ناقد سينمائي سابق، ومدير سابق لـ Wallimage، صندوق الاستثمار السمعي البصري)، وبول ـ إيميل موتّار. فكرة اللقاءات ـ المهرجان السينمائي تكمن في "تمثيل السياسيين وسياسة التمثيل"، وذلك بـ"اختيار أفلامٍ تُسلّط الضوء على الممارسة السياسية بشكل عام"، لكنّها أيضاً "مواضيع تهمّ السياسيين والمواطنين".
"الزمن يسمح بذلك"، يقول فيليب رينارت، المدير الفني للحدث، الذي يعتبر أنّ "كلّ فيلمٍ سياسةٌ"، مُضيفاً، في تصريحٍ لـ"لو سوار" (صحيفة يومية بلجيكية باللغة الفرنسية)، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنّ "هناك رغبة في التحدّث مرة أخرى"، فبعد انتهاء جائحة كورونا، "أصبحت السينما حيّزا يجمع الناس معاً".
الصحافية السينمائية غايل موري تكتب (لو سوار) أنّ Politik أكثر من أنْ يكون مهرجاناً، فـ"اللقاءات" تلك تريد أنْ تكون مكاناً، يلتقي الناس فيه. وهذا حاصلٌ في مهرجاناتٍ مختلفة، تساوي بين عروضٍ ولقاءات ونقاشات وتبادل معرفة وأفكار وتأمّلات، وهذا المهرجان، لاهتمامه بالسياسة الغالبة، راهناً، على يوميات الناس في أمكنة كثيرة في العالم، يجذب مهتمّين ومهتمّات إلى فضاءاته، مانحاً إياهم مساحةً للمُشاهدة، وللتواصل مع الحاضرين والحاضرات.
افتتاح النسخة الثالثة معقودٌ على جديد الفرنسي لادج لي ("البؤساء"، 2019)، بعنوان "المبنى 5" (2023): تكتشف آبي كِيْتا (أنْتا دْيو)، الشابّة المنخرطة جداً في حياة مدينتها، خطّة إعادة تطوير الحيّ الذي تُقيم فيه أعواماً. بيار فورج (ألكسي مانَنْتي)، طبيب أطفال شاب أصبح عمدة المدينة، يخطّط بـ"مكرٍ" لهدم المبنى الذي تنشأ فيه الشابّة، التي ستُواجه مع عائلتها البلدية، والطموحات الكبيرة لعمدتها، والتي تجهد في منع تدمير المبنى 5: "الفيلم مستوحى من أحداثٍ حقيقية، يعيشها المخرج شخصياً"، تكتب موري، وتنقل عن رينارت قوله إنّ الشخصيات الأساسية غير ناشطة، "لكنّها تواجه ما يُسيء إليها، وتنخرط في حراك سياسي من دون أنْ تدري".