لبنان: صحافيون يرفعون الصوت ضدّ محاولات ترهيبهم وتهديدهم

02 سبتمبر 2022
تتواصل التهديدات بحق المصوّر الصحافي حسن شعبان (حسين بيضون)
+ الخط -

رفع عددٌ من الصحافيين في لبنان، اليوم الجمعة، الصوت أمام وزارتيّ الداخلية والإعلام في بيروت في وجه الاعتداءات وأساليب التهديد والترهيب التي يتعرّضون لها، ولا سيما من قبل مناصري الأحزاب التقليدية، وآخرها الاعتداء على المصوّر الصحافي حسن شعبان وتهديده المستمرّ منذ أكثر من شهر.

وعادت قضية المصوّر شعبان إلى الواجهة من جديد بعد تلقيه تهديداً، أمس الخميس، حيث وضع مجهولون بالقرب من إطار سيارته علبة كرتون، وفي داخلها زجاجة بنزين موصولة بلوح تحكم وشريط، وذلك بينما كانت مركونة أمام منزله في بلدته بيت ياحون، جنوبي لبنان.

وذكر شعبان أنّه تواصل مع جهاز المخابرات في تبنين وأخبرهم بالواقعة، علماً أنّه ليس التهديد الأوّل الذي يتلقاه، إذ سبق أن تعرّض، مطلع أغسطس/آب الماضي، للاعتداء على أيدي مناصرين تابعين لـ"حزب الله" ووصلته جملة رسائل تهديد، وذلك على خلفية تغطيته وتصويره احتجاجات أهالي بلدته على الانقطاع الطويل للمياه.

وكان شعبان قد عثر في وقتٍ سابقٍ أيضاً على رصاصة معلقة على نافذة سيارته، ومن ثمّ وصلته رسالة تهديد لمغادرة البلدة.

وقال تجمّع نقابة الصحافة البديلة، في كلمة من أمام وزارتي الداخلية والإعلام، إنّ "هذه الرسائل المباشرة بالقتل أمرٌ خطيرٌ جداً وغير مسبوق وتصرف أمني جبان من الفاعلين".

وأشار التجمّع إلى أنّه "رغم كلّ التهديدات ومرور الوقت لم تحرّك الأجهزة الأمنية أو وزير الداخلية ساكناً، وكأنّهم عاجزين أو متواطئين أو خائفين من قوى الأمر الواقع، وفي كل الحالات لن نسمح بالاستفراد أو التهديد لأيّ صحافي أو صحافية".

وأضاف: "ما يتعرّض له الزميل شعبان يتطلّب تحركاً فورياً من المعنيين والمسؤولين، خصوصاً من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية ووزيري الداخلية والإعلام".

وحمّل التجمّع مسؤولية سلامة المصوّر الصحافي حسن شعبان لـ"حزب الله"، "الذي لا يتوقف عن ممارسة الضغوط على الصحافيين وعلى معارضيه والذي يمارس ازدواجية في تصاريحه، ويتلطّى خلف شعارات واهية".

ودعا التجمع "الدولة الغائبة والمغيّبة والغارقة في سبات عميق إلى تحمّل مسؤولياتها ومحاسبة المعتدين عليه فوراً".

وحذّر التجمّع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي من "الاستمرار في صمته وإطلاق الوعود، في وقت يتعرض الصحافيون لتهديدات مباشرة بالقتل عبر أساليب تافهة وخطيرة وإجرامية".

وأضاف: "سيتخذ التجمع إجراءات تصعيدية في حال لم يتحرّك الوزراء المعنيون والأجهزة الأمنية ضدّ حملات التخوين وتحليل الدم وكمّ الأفواه بالرسائل الكرتونية الجبانة"، مشيراً إلى أنّ "ما تعرّض له حسن بالغ في الخطورة، ويضاف إلى ما يتعرض له زملاء وزميلات من تهديد أو تحقير أو تقييد لحرية العمل والتعبير".

وشدّد على أنّ "لبنان أصبح دولة بوليسية بسبب سياسات السلطة الموجودة التي تغضّ النظر عن القمع وتمارسه وتفرضه على الناس، تماماً كما تفعل في كل الملفات الأخرى".

ويقول الصحافي صهيب جوهر، لـ"العربي الجديد"، إنّ ما يحصل "يوضع في إطار الممارسات المستمرة من قبل القوى السياسية وأحزاب السلطة الممسكة بالبلد، لتخويف الصحافيين، وخاصة في المناطق ذات سيطرة لحزب الله".

ذلك يعني، بحسب جوهر، أنّ "كل الشعارات حول لبنان كواحة واسعة للحريات العامة باتت محض خيال أمام ممارسات السلطة السياسية، وعلى رأسها حزب الله، الذي يشرع في استهداف الصحافيين والمصورين على الأراضي اللبنانية. نرى ذلك بشكل مباشر في الاعتداءات الجسدية على الصحافيين أو عبر تهديدات تطاولهم، إمّا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مبطّنة أو عبر أصدقاء ومقرّبين، وهذا يؤدّي إلى إفقاد لبنان ميزته بأنّه مساحة للحرية".

المساهمون