لبنان: التجديد لنقيب محرري الصحافة وسط توثيق مخالفات في انتخاباتها

01 ديسمبر 2021
خلال الانتخابات اليوم (ريتا الجمّال)
+ الخط -

انتهت انتخابات نقابة محرري الصحافة اللبنانية، مساء الأربعاء، بفوز لائحة "الوحدة النقابية" برئاسة النقيب جوزيف القصيفي الذي ينتخب لولاية جديدة مع توثيق مخالفات جسيمة شابت العملية.

وتحضّرت اللائحة التي تتألف من 12 عضواً لإعلان فوزها قبل انتهاء احتساب الأصوات. وفور بدء كلمة النقيب رفعت أصوات معارضة من قبل صحافيين مستقلين ومن "تجمّع نقابة الصحافة البديلة" ضد اللائحة المحسوبة على السلطة السياسية، مشددين على عدم شرعيتها وأنها "نقابة لا تمثل الصحافيين" الذين لا يشمل عدد كبير منهم في الجدول النقابي.

وبلغت نسبة الاقتراع لنقابة المحررين حوالي 73.5 في المائة من مجموع جدول الناخبين، مع اقتراع 671 محرراً من أصل 912 من الذين يحق لهم التصويت، في إقبال لافت.

وشهدت العملية الانتخابية جملة تجاوزات ومخالفات رصدتها "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" LADE، كما سادت الفوضى عند بدء تعداد الأصوات، إذ رفعت اعتراضات على صعيد التنظيم الذي رافق الفرز.

يقول مازن أبو حمدان المراقب في الجمعية لـ"العربي الجديد": "من التجاوزات التي سجلت اليوم قيام بعض الأشخاص بالتصويت من خارج المعزل، كذلك ضغط عدد من المرشحين على ناخبين، عدا عن مجيء أشخاص ومعهم بشكل مسبق لوائح مختارة فيها الأسماء".

ومن الشكاوى التي وصلت أيضاً إلى الجمعية، يضيف أبو حمدان "عدم السماح لبعض المرشحين بأكثر من مندوب بعكس مرشحين آخرين".

ويركز أبو حمدان على أن "هناك إشكالية في النظام الداخلي وتوصيات ستضعها الجمعية للتحسين من العملية الانتخابية، خصوصاً على صعيد تعديل النظام الداخلي لجهة السماح لهيئة إشراف مستقلة بتنظيم الانتخابات باعتبار أن هناك تضارب مصالح عندما يكون المرشح هو نفسه المنظم، إلى جانب ضرورة إجراء تعديل في كيفية احتساب الأصوات".

ومن المخالفات التي رصدت أيضاً اقتراع أشخاص لم تكن أسماؤهم موجودة على اللوائح، قبل أن يصار إلى إدخالها في الساعات الأخيرة. وقد سجل "تجمّع نقابة الصحافة البديلة" اعتراضه على ذلك وعلى الكثير من التجاوزات وأبلغ جمعية LADE بها.

وتنافست في المعركة الانتخابية اليوم ثلاث لوائح إلى جانب 4 منفردين؛ وتضمنت لائحة "الوحدة النقابية" برئاسة النقيب جوزيف القصيفي وهي مكتملة وتضم 12 عضواً، ولائحة "صحافيون لنقابة حرة" تتألف من 7 أعضاء، و"الصحافيون المستقلون" وتضم 4 أعضاء، والمنفردون إليسار قبيسي وتمثل "تجمّع نقابة الصحافة البديلة"، والصحافيون حبيب شلوق، قاسم متيرك، ريميال نعمة.

في بيان، قال "تجمّع نقابة الصحافة البديلة" الذي حصلت مرشحته إليسار قبيسي على 93 صوتاً "استطعنا تحقيق هدفنا من الترشيح بفرض رقابة للعملية الانتخابية وتوثيق الانتهاكات والمخالفات لمتابعة معركتنا القضائية والقانونية".

وأكد أنه "اليوم، انطلقت معركتنا من داخل النقابة حتى تحريرها، بعد توثيق مخالفات جسيمة شابت العملية الانتخابية، من قبل مندوبينا ومن قبل الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات وهي مخالفات تضرب مبادئ الديموقراطية والشفافية والنزاهة والتمثيل الصحيح".

وأضاف "لا عودة إلى الوراء في مواجهتنا من أجل نقابة لجميع العاملات والعاملين في قطاع الإعلام. مواجهتنا مستمرة ومفتوحة مع النقابة والمسيطرين عليها، المسار التغييري بات محتوماً، ونتواجه قريباً أمام القضاء وفي كل الساحات".

ودعا التجمّع إلى "أوسع تضامن وتكاتف لإسقاط المنظومة المهيمنة على قطاعنا والمراكمة على ما تحقق اليوم وخلال السنوات الماضية مع إليسار ومع كل صوت دعمها، ومع كل نقمة لمسناها من زملائنا خلال العملية الانتخابية، نعلن المواجهة المفتوحة".

من جهته، يقول المسؤول الإعلامي في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" جاد شحرور لـ"العربي الجديد" إن "الانتخابات اليوم لا يمكن وضعها في إطار المعركة فهي غير متكافئة نتيجة البلوك المفروض من المنظومة السياسية، باعتبار أن لائحة السلطة تضمن مسبقاً بين 200 إلى 300 صوت من أشخاص مسجلين في النقابة وقد لا يمارسون المهنة ويقتصر دورهم فقط على اليوم الانتخابي للتصويت لصالح مرشحي السلطة ولائحتها وهو ما يشكل الرافعة الكبرى لها".

ويتوقف شحرور عند الجهد الكبير الذي تبذله القوى التغييرية وقد لا يظهر في أول دورة انتخابية، خصوصاً في وقت تعتبر النقابة تحت سطوة المحاصصة، ولكن الخرق الحاصل وتنافس 3 لوائح إلى جانب منفردين أمر لافت وإنجاز بحد ذاته ويؤشر إلى وجود أشخاص يغردون خارج السرب، لافتاً إلى أن "القوى التغييرية بدأت أيضاً توسع دورها وترفع الصوت قانونياً وحقوقياً على صعيد نقابة المحررين بعد دعمها المعنوي والقانوني للصحافيين وملاحقة حقوقهم".

ويشير شحرور إلى أن لائحة النقيب تجسّد اللوائح على صعيد كل الانتخابات في لبنان، إذ تجمع الأحزاب، حتى المتخاصمة منها، في لائحة واحدة لتقرر خوض المعركة معاً، لافتاً إلى أن النظام السياسي الطائفي مؤثر على القطاع ككل من نقابة المحررين والصحافة والمجلس الوطني للإعلام من حيث تكريس الأعراف الطائفية.

المساهمون