لا غناء في الأفراح... الحوثيون يصادرون مظاهر الحياة من اليمنيين

28 يونيو 2021
أحد الفنانين يشارك في عرس في صنعاء (تويتر)
+ الخط -

أثار قرار جماعة أنصار الله (الحوثيين) منع الفنانين من المشاركة في الأعراس والغناء استياء وغضباً واسعين في أوساط اليمنيين أخيراً.

ووصف اليمنيون التعميم الحوثي الجديد بالانتهاك الصارخ لحقهم في الحياة، إضافةً إلى التضييق الذي يمارس عليهم في مناطق سيطرة الحوثيين خلال سنوات الحرب الماضية.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تظهر توجيهات من قيادة الحوثيين بمنع الأغاني في الأعراس في صنعاء، وذلك عقب سلسلة من الإجراءات المماثلة التي فرضها الحوثيون سابقاً في الأرياف والمدن المتفرقة خارج صنعاء.

وبحسب ناشطين، فقد عمد الحوثيون إلى إرسال ما يطلق عليهم بالمشرفين من الرجال والزينبيات من النساء لمراقبة التزام المواطنين بتلك التوجيهات خلال الأعراس.

وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد"، قام مسلحون حوثيون خلال الأسابيع الماضية باقتحام عدد من صالات الأعراس وقطع الكهرباء عنها لحظة مشاركة المواطنين في العرس، وذلك من أجل إجبارهم على وقف الغناء والاحتفال.

ويسعى الحوثيون إلى استبدال الغناء في الأعراس بالدروس الطائفية التي تحث الناس على اتباعهم والتعريف بأفكار مشروعهم.

ولعلّ أكثر ما يثير مخاوف اليمنيين هو استمرار الجماعة في تجريف الهوية الاجتماعية العامة واستبدالها بثقافة طائفية ممزوجة بالكراهية.

ولا تعد هذه الأوامر هي الأولى التي تصدرها جماعة الحوثي، إذ سبق أن عملت على إطلاق حملات تضييق مماثلة استهدفت الحريات العامة، وتحديداً في الجامعات الحكومية والمدارس وقامت بملاحقة الطلاب في الأروقة والممرات ومنعت الدراسة بشكل مختلط، كما قامت حتى بمهاجمة محلات الملابس النسائية في الشوارع ومطاردة الشباب وإجبارهم على قص شعرهم الطويل.

وقد أثار الأمر موجة استياء واسعة في أوساط اليمنيين، وعبّر بعضهم عن ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم عبد السلام القيسي الذي كتب "من خيط البالطوهات إلى اللولب إلى تسعير النساء إلى إجبار النساء على الرذيلة وإلى منع الحفلات في الأعراس والفنانين وإلى أشياء محرمة شرعاً وعرفاً يتجاوزنا الحوثي، بلؤم".

وكتبت سميرة الحوري "توجيهات قيادات حوثية بمنع الغناء في الأعراس والمناسبات. الحوثي خليط إرهابي يدعي الدين والالتزام ويستهدف الكعبة المشرفة".

 

المساهمون