استمع إلى الملخص
- **التحديات البيئية والصحية**: تواجه منتجات تابروير انتقادات بسبب المواد البلاستيكية المستخدمة فيها، والتي تثير شبهات صحية وتلوث البيئة.
- **الثقافة والاستخدامات المتنوعة**: أصبحت منتجات تابروير جزءاً من الثقافة اليومية، لكنها تواجه مشاكل في التخزين وانتشار النسخ المقلدة التي تزيد من التلوث البيئي.
أعلنت شركة تابروير الأميركية (Tupperware) إفلاسها بسبب "نقص الطلب". تابروير التي تصنع المستوعبات والعلب البلاستيكيّة، يعود تاريخ تأسيسها إلى الأربعينيات، وتحولت منتجاتها إلى جزء شديد اليوميّة في حياتنا، كونها قدمت حلاً رخيصاً لحفظ الطعام ونقله، بعد أن كان المعدن هو الوسيلة الوحيدة.
لا يمكن إنكار أن تابروير تمثّل جزءاً مهمّاً من حياتنا، ولا نتحدث هنا عن استخدامها العملي، بل ما يحيط بها من حكايات، فهناك تحذير دائم من ضرورة إعادة الوعاء إلى صاحبه، لا الاحتفاظ به، فضلاً عن أزمة إيجاد غطاء كل واحدة منها، تلك التي تلاحق أصحابها دوماً، وينتهي بهم الأمر بامتلاك العشرات منها مقابل بضعة أغطية فقط.
المشكلة الأهم التي تتعلق بالتابروير هي البلاستيك، وما يحيط به من شبهات صحية، إلى جانب تلويثه الهائل للبيئة، كونه لا يتفتت ولا يفنى، مع ذلك هي أقل تلويثاً من غيرها، كونها تستخدم لعدة مرات، وليس لمرة واحدة وترمى، فهي من الملوثات الأقل تأثيراً مقارنة بالأكياس البلاستيكيّة.
على الرغم من الفوائد والاستخدامات الكثيرة الفعالة لهذه الأوعية البلاستيكيّة، فإنها تواجه بالكراهية، بسبب انتشار النسخ المقلدة منها والأرخص ثمناً، ما يضاعف الأخطار على البيئة. والأهم، تحولت المنافسة الرأسماليّة بين الأصلي والمقلّد إلى سباق على من يستطيع إنتاج البلاستيك المرن بكمية أكبر وسعر أرخص، إضافة إلى اختراع مفهوم "حفلات تابروير" التي تشير إلى "حفل" يقدم فيه ضمن التابروير ما بقي من حفلة سابقة.
كل ما يحيط بالتابروير كان مرتبطاً بربة المنزل، وأسلوب توضيب الطعام، إلى حد وصفه باختراع نسوي، ليتحول لاحقاً إلى وعاء لطعام النزهات والمغامرات في الطبيعة. مع ذلك، يبقى التابروير إشكالياً، فكثير من الفيديوهات ترصد كيف يقع دائماً من رفوف المطبخ، إلى جانب محاولات إغلاق خزانة المطبخ قبل أن يقع "كل" التابروير. ووصل الأمر إلى حد انتشار فيديوهات تشرح كيفية توضيبها.
لم يمر خبر إفلاس الشركة التي تصنع التابروير مرور الكرام. الناقدة التلفزيونية في صحيفة ذا غارديان، كتبت مقالاً/تدوينة ضد الشامتين، قائلة إن أحد أسباب إفلاس الشركة هو "كسل" الجيل الجديد الذي لا يجيد إغلاق هذه الأوعية.
على الرغم من المديح الذي يُكال لهذه الأوعية البلاستيكيّة، فإن شيئاً ما فيها يثير الكراهية، إذ يجب الحذر مثلاً وعدم وضع ما هو ساخن فيها، ويجب التأكد دوماً من أن الغطاء محكم الإغلاق، هذا إن لم يكن ضائعاً، فندخل في متاهة إيجاد الغطاء المناسب، والحذر من ألا ينقلب الوعاء في الحقيبة، ويتحول ما فيه إلى كوكتيل.
السبب الرئيس لإفلاس الشركة هو المنافسة، ورغبة المستهلكين بأوعية أرخص ثمناً، إلى حد هدّد قدرة الشركة على الاستمرار والحفاظ على النوعية ذاتها. وهنا المشكلة الأشد تأثيراً؛ فالأوعية الأرخص قد تصل إلى حد تحولها إلى غرض يستخدم لمرة واحدة فقط ثم يُرمى، كحالة الأكياس البلاستيكيّة، تلك التي تحولت إلى سوط يُجلد به المستهلكون، كونها تنتهي في المحيط في معدة دولفين، أو تغطي وجه سلحفاة.
بصورة ما، فإن تطبيع استخدام الأوعية بالشكل ذاته (وهذا ما يقوم به الكثيرون) يعني أننا أمام سوط آخر نُجلد به حين نكتشف واحدة منها في بطن حوت ضل طريقه نحو شاطئ ما، لنُلام بالنهاية نحن المستهلكين، لا الشركة نفسها التي واظبت على المنافسة، وإنتاج أطنان من البلاستيك التي تستحيل إعادة تدويرها.