كيف أربك العدوان على غزة أهم مجلة فنية أميركية؟

نيويورك

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
10 ديسمبر 2023
جدوى حملات المقاطعة.. "آرتفوروم" الأميركية تقلصت إلى ما يقارب النصف
+ الخط -

لم تمر إقالة رئيس تحرير مجلة آرتفوروم، وهي واحدة من أهم المجلات الفنية في العالم، بسبب نشر رسالة دعمت تحرر الفلسطينيين، مرور الكرام. وها هي النتيجة تظهر بوضوح في عددها المخصص لديسمبر/كانون الأول، وهو الأهم، إذ يتضمن مراجعة للعام كله في قطاع الفنون.

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، طردت "آرتفوروم" رئيس التحرير ديفيد فيلاسكو، بعد نشر رسالة مفتوحة تؤيد تحرير الفلسطينيين، وتتجاهل- أول الأمر- ذكر القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في عملية طوفان الأقصى التي نفذها مقاومو "القسّام"، الجناح العسكري لحركة حماس.

فور إقالة فيلاسكو، استقال أكثر من ستة أعضاء من فريق تحرير "آرتفوروم"، ووقّع نحو 600 كاتب رسائل لمقاطعة المجلة والمنشورات الشقيقة لها، مثل "آرتنيوز" و"آرت إن أميركا". المتعاونون المنتظمون مع "آرتفوروم"، مثل الناقدة جينيفر كراسينسكي ومؤرخة الفنون كلير بيشوب، طلبوا سحب مقالاتهم من العدد المخصص لديسمبر. آخرون، مثل صانع الأفلام جون ووترز وأمينة المعارض مِغ أونلي والفنان غوردون هول، سحبوا كتاباتهم أيضاً.

وصدر عدد ديسمبر من "آرتفوروم" الذي يحمل عنوان "مراجعة العام"، لكنه تأخر أسبوعاً، وهو أصغر حجماً، إذ يبلغ عدد صفحاته 150 من المقالات والإعلانات، بينما كان عدد ديسمبر 2022 مثلاً مؤلفاً من 224 صفحة.

وفي هذا السياق، قالت مؤرخة الفن جوليا بريان-ويلسون التي أكدت أنها لن تكتب مجدداً لصالح "آرتفوروم"، لصحيفة نيويورك تايمز: هناك ما قبل (إقالة ديفيد فيلاسكو)، وهناك ما بعدها في عالم الفن. لهذه الدرجة يبدو الخطاب صارخاً منذ إقالة ديفيد (فيلاسكو)".

ورأى الفنان غوردون هول أن طرد ديفيد فيلاسكو مثّل "خيانة مثيرة للدهشة" لقيم عالم الفن. وأضاف هول، في حديثه لـ"نيويورك تايمز"، الخميس: "قد نختلف أو نسيء فهم بعضنا البعض، لكننا نقدّر كلنا القدرة على التعبير عن أنفسنا، من دون المخاطرة بالعقوبة المهنية أو الإسكات أو النبذ".

هكذا إذاً وجدت "آرتفوروم" نفسها وسط النقاش الدائر والانقسام الحاد في عالم الفنون في الغرب، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. وتحاول هذه المجلة، التي تملك 30 ألف مشترك في نسختها المطبوعة وتجذب أكثر من 8 ملايين مشاهدة صفحاتها على الإنترنت سنوياً، أن تعيد تقييد نفسها وسط هذا النقاش.

لذا، كتبت الناشرتان، دانييل ماكونيل وكيت كوزا، في عدد "آرتفوروم" المخصص لديسمبر: "خسرنا عدداً من الزملاء الذين نقدّرهم، والذين ظهرت مواهبهم على صفحاتنا ومنصاتنا. لدينا الآن سبب للتفكير في دور آرتفوروم في أوقات الأزمات الإنسانية، ومواجهته كذلك". كما كتب الرئيس التنفيذي لشركة بنسكا ميديا، مالكة "آرتفوروم" و"فرايتي" و"رولينغ ستون" وغيرها، جاي بينسكي، في العدد نفسه، أن رحيل فيلاسكو فُسّر خطأ على أنه قمع لحرية التعبير. وأشار بينسكي إلى أن للمجلة "تاريخا تفخر به في مجال المناصرة، وهي منصة تلهم النقاش والخطاب". وأضاف: "هذا لن يتوقف أبداً تحت ملكيتنا".

ولكن بالنسبة لديفيد فيلاسكو نفسه، فإن كيفية تعامل "آرتفوروم" مع ما حصل "ناقصة". وقال فيلاسكو لـ"نيويورك تايمز": "بنسكا ميديا تقلل من تقدير القرّاء، إذا كانت تعتقد أن هذه التفسيرات، التي لا تفسر شيئاً، ستعيد الثقة في مصداقية المجلة".

تأسست "آرتفوروم" عام 1962، وأصبحت الناطق بلسان المثقفين الذين حوّلوا الفن الأميركي بعد الحرب إلى قوة ثقافية. تغير اتجاه المجلة وقيادتها التحريرية، لكنها عادة ما توظف فنانين لمشاريع حصرية. وتحقق دخلاً من المشتركين وإعلانات من صالات العرض التي تمت مراجعتها في صفحاتها.

وتولى فيلاسكو، الذي انضم إلى المجلة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، الدور القيادي الأعلى عام 2017، وتولى خطة لاستعادة سمعتها بعد اتهام ناشرها، نيت لانديسمان، بالتحرش الجنسي. وكجزء من خطة فيلاسكو هذه، نشرت "آرتفوروم" مقالات كثيرة ساعدت في الإشارة إلى العلاقة المتغيرة بين عالم الفن ورعاته.

لكن الرسالة المفتوحة التي نشرتها المجلة في 19 أكتوبر، والتي دعت إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، أثارت الكثير من الجدل وترتب عنها الكثير من المواقف. إذ أكدت بعض المعارض الكبيرة، بما في ذلك "ديفيد زويرنر"، أنها ستسحب الإعلانات من المجلة، وهددت مجموعات أخرى، مثل صندوق شانيل الثقافي، بسحب دعمها، وفقاً لما كشفه أربعة موظفين في "آرتفوروم" لـ"نيويورك تايمز".

وترتفع الأصوات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي، التي تتهم عالم الفن بفرض رقابة على الأصوات المتعاطفة مع الفلسطينيين. وأعادت حرب الإبادة على غزة الأسئلة والنقاش حول سلطة المؤسسات الفنية الأميركية في هذه اللحظة ودورها. وقال قيمون وفنانون إنهم فقدوا وظائفهم ومعارضهم لدعمهم القضية الفلسطينية. 

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
رام الله، ديسمبر 2017 (getty)

منوعات

يكرّر الإعلام الغربي نزع الأحداث المرتبطة بفلسطين من سياقها، ليقدّمها وفق السردية التي تناسب الاحتلال، حتى وإن كان ذلك منافياً للواقع
الصورة
فلسطينيون يحملون طفلاً أصيب بقصف إسرائيلي في مخيم جباليا 7 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي، استشهد أكثر من 36 مواطناً فلسطينياً بينهم 15 طفلاً، وأصيب العشرات بقصف إسرائيلي لمنزل في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
المساهمون