قميص أحمدي نجاد يثير غضب أنصار رئيسي

21 مايو 2024
محمود أحمدي نجاد يصل إلى بورصة، 27 فبراير 2015 (علي أتمجة/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اختيار محمود أحمدي نجاد لارتداء قميص أبيض بدلاً من الأسود في افتتاحية مجلس خبراء القيادة الإيراني أثار جدلاً واسعاً، خاصة في ظل حداد البلاد على وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي وثلاثة مسؤولين كبار.
- الانتقادات توالت على أحمدي نجاد، معتبرة قراره خروجاً عن الأعراف المتبعة في الحداد، وصلت إلى حد الهجوم الشخصي من قبل بعض الشخصيات الإعلامية والمغردين.
- دافع أنصار أحمدي نجاد عنه، معتبرين الهجوم مدفوعاً بأجندات سياسية ومقدمين تفسيرات تبرر اختياره، مما يسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل المجتمع والسياسة الإيرانية ودلالات الرموز والألوان في السياقات السياسية والاجتماعية.

ارتدى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قميصاً أبيض، اليوم الثلاثاء، في افتتاحية الدورة الجديدة لمجلس خبراء القيادة الإيراني، وذلك في أجواء الحداد على ضحايا طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. وأثار القميص انتباه رواد شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية، وتساؤلات وتفسيرات عن سبب الخطوة، فضلاً عن سجال بين مؤيدي أحمدي نجاد ومعارضيه ومنتقديه.

وأعلنت الحكومة الإيرانية، أمس الاثنين، وفاة إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وممثل الولي الفقيه في محافظة أذربيجان الشرقية، ورجل الدين محمد علي آل هاشم، في تحطّم مروحية كانت تقل رئيسي والوفد المرافق له في طريق عودتهم من الحدود بين إيران وجمهورية أذربيجان إلى مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية.

واستهجن إيرانيون على شبكات التواصل قيام أحمدي نجاد بارتداء القميص الأبيض بدلاً من الأسود، أسوة ببقية المشاركين في افتتاحية مجلس خبراء القيادة الإيراني، حداداً على وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

أحمدي نجاد في مرمى الانتقاد

هاجمت مراسلة التلفزيون الإيراني، آمنة السادات ذبيحي بور، أحمدي نجاد، مخاطبةً إياه بالقول: "كمراسلة رافقتك ثماني سنوات، أكرهك". وختمت تغريدتها على منصة إكس قائلة: "لا قيمة لك". كما كتب المغرد حميد زمان على "إكس" أن محمود أحمدي نجاد حضر جلسة افتتاحية مجلس خبراء القيادة بالقميص الأبيض، فيما رفعت ثماني دول أعلاماً سوداء حداداً على وفاة رئيسي، معلنةً عن حداد عام. وأضاف زمان أن ارتداء القميص الأبيض في هذا الموقف "يعني رفع العلم الأبيض أمام الصهاينة".

كما اكتفى البعض بإعادة نشر الصورة، مع القول إنها لا تحتاج إلى عنوان أو شرح، فهي توضح نفسها. وغردت فردوس، مسائلةً أحمدي نجاد: "لو افترضنا أنك تعادي رئيسي وأمير عبد اللهيان، ألم يحزن قلبك على فقدان الحاج آل هاشم (خطيب جمعة تبريز) الذي لم يؤذِ حتى نملة"، على حد تعبيرها. وأضافت مخاطبة الرئيس الإيراني السابق: "يعني أنت كذلك تحقد على هذا الرجل ولم تلبس الأسود لأجله؟ كيف سقطت عنك الإنسانية سيد أحمدي نجاد".

كما رد البعض على ناشطين محافظين هاجموا أحمدي نجاد، وكذلك إصلاحيين أعادوا نشر الصورة، بتذكيرهم بأن هذا هو أحمدي نجاد وكان وما زال، "يبدو أنكم أصبحتم تعرفونه حديثاً". علماً بأن تعليقات بعض الإصلاحيين كان دافعها النكاية بخصمهم المحافظ الذي ينتمي إليه بالأساس أحمدي نجاد قبل أن ينقلب عليهم.

أنصار أحمدي نجاد يدافعون

أما أنصار أحمدي نجاد فهبوا للدفاع عنه، وسط رمي اتهامات لخصومه من المحافظين والإصلاحيين بأنهم يستغلون الموقف لتسجيل نقاط انتخابية في أعتاب الانتخابات الرئاسية المقبلة في 28 يونيو/حزيران المقبل لاختيار خليفة للرئيس الإيراني الراحل. فاتهمت المغردة نجين شريفي منتقدي أحمدي نجاد بأنهم يرعبون منه، لتمتعه حسب قولها بـ"مكانة اجتماعية قوية لأنه شخصية محبوبة"، مضيفة أن هناك من يدفع هؤلاء لاستهداف أحمدي نجاد خشية ترشحه للانتخابات المقبلة، فهو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يجذب الناس إلى صناديق الاقتراع.

أما آخرون على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، فانتقدوا تناول الموضوع من أساسه، معتبرين أنه شيء عادي، ضاربين مثالاً على ذلك بالإشارة إلى عدم ارتداء نجل وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، قميصاً أسود، خلال زيارة رئيس السلطة القضائية لبيتهم للتعزية. كما نشر المغرد أمير رضا آل حبيب، الداعم لأحمدي نجاد، صورة قال إنها لاجتماع اليوم لمجلس خبراء القيادة، مضيفاً أن البعض لم يلبسوا الأسود. وتساءل آل حبيب "عن سر عدم التعليق على سلوكهم؟ قائلاً إن السيد حجازي من مكتب المرشد أيضاً لم يرتد القميص الأسود، فهل جعلوا عدم ارتداء أحمدي نجاد قميصاً أسود وسيلة لتخريب سمعته؟".

أما الصحافي الإيراني، هادي كسايي زادة، فقال في تغريدة إنه لا يريد تبرير ما قام به أحمدي نجاد، مقدماً تفسيراً مغايراً للتفسير السائد والغالب على شبكات التواصل، إذ ذكر أن ارتداءه القميص الأبيض كان لأجل احترام رئيسي. وأضاف كسائي زادة أنه خلال الحرب الإيرانية العراقية "الجميع كانوا يلبسون اللباس الأبيض خلال مراسيم الشهداء"، قائلاً إن ذلك "ليس دليلاً على الفرح والسرور، وإنما المباركة والتعزية".

المساهمون