قلق من ارتفاع معدلات الانتحار بالأسلحة النارية... ومصر في الصدارة

05 يونيو 2022
معدلات الانتحار أعلى ستة أضعاف في حالة الرجال مما هي بين النساء (غيلس مينغاسون/ Getty)
+ الخط -

انخفض عدد الوفيات الناجمة عن حالات الانتحار باستخدام السلاح الناري في جميع أنحاء العالم في الفترة ما بين عام 1990 وعام 2019، لكن بعض البلدان شهدت ارتفاعاً متزايداً لمثل هذه الحالات. وتمثل حالات الانتحار بالأسلحة النارية مصدر قلق كبير للصحة العامة في العديد من بلدان العالم، خاصة تلك التي تسمح للأفراد بحيازتها، مثل الولايات المتحدة

في دراسة جديدة نشرت يوم الأربعاء، 25 مايو/ أيار، في النسخة الإلكترونية من مجلة PLOS ONE، قال باحثون من جامعة بلغراد في صربيا إنه في عام 2019 جرى رصد 52.694 حالة وفاة انتحاراً باستخدام الأسلحة النارية في جميع أنحاء العالم، ما مكّن المؤلفين من تقديم معدل وفيات موحّد بناء على العمر، يبلغ 0.65 حالة وفاة لكل 100.000 شخص. يمكن أن يساعد تتبع إحصاءات الانتحار باستخدام الأسلحة النارية وفهمها في إثراء الجهود المبذولة لتقليل الوفيات، وخاصة حالات الانتحار. ومع ذلك، فقد خصص عدد قليل من الأبحاث لفحص معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار بسلاح ناري على نطاق عالمي.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قالت ميلينا إيليك، الأستاذة في قسم العلوم الطبية في جامعة كراغوييفاتس في صربيا، والمؤلفة الرئيسية في الدراسة، إن بعض البلدان أظهرت مؤشرات مقلقة وغير مسبوقة، مثل مصر التي كانت من بين أعلى البلدان في عدد المنتحرين باستخدام الأسلحة النارية. وفقاً للدراسة، لوحظت زيادات في عدد المنتحرين باستخدام الأسلحة النارية في 31 دولة، لا سيما في البلدان النامية، بما في ذلك جامايكا وفنزويلا ومصر. في بعض البلدان، مثل أفغانستان، ارتفعت المعدلات للنساء ولكن ليس للرجال.

قام المؤلفون بتحليل بيانات الانتحار بالأسلحة النارية للرجال والنساء من 204 دول وأقاليم، على امتداد الفترة من 1990 إلى 2019. وباستخدام هذه البيانات، قاموا بحساب معدلات الوفيات المعيارية للعمر من الانتحار باستخدام سلاح ناري. يراعي هذا القياس الاختلافات في معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار باستخدام الأسلحة النارية التي لوحظت بين مختلف الفئات العمرية والنسب المختلفة للأشخاص من مختلف الأعمار الذين يشكلون سكان بلدان مختلفة.

في جميع أنحاء العالم، كانت معدلات الانتحار باستخدام سلاح ناري أعلى ستة أضعاف في حالة الرجال مما هي بين النساء في عام واحد، بحيث جرى رصد 45110 حالات وفاة انتحارا باستخدام سلاح ناري بين الرجال، في حين جرى رصد 7584 حالة انتحار بسلاح ناري بين النساء. كانت أعلى معدلات الانتحار بالأسلحة النارية لكل من الرجال والنساء في غرينلاند والولايات المتحدة، تليها الدول المتقدمة بما في ذلك فرنسا وكندا وفنلندا وسويسرا والنرويج. كانت المعدلات الأدنى في الصين واليابان وسنغافورة.

وأوضحت المؤلفة أن حالات الانتحار بالأسلحة النارية انخفضت في جميع أنحاء العالم في الفترة بين عامي 1990 و2019، مع أكبر الانخفاضات في أربعة بلدان، هي: سنغافورة وسريلانكا وأستراليا وسويسرا. ومع ذلك، لوحظت زيادات في عدد المنتحرين باستخدام الأسلحة النارية في 31 دولة، لا سيما في البلدان النامية. وبلغ إجمالي حالات الانتحار باستخدام الأسلحة النارية في منطقة الشرق الأوسط 2323، بلغ نصيب الذكور منها 1897 حالة، أما الإناث فبلغ عدد حالات انتحارهن 426.  

لاحظ المؤلفون أن البيانات المستخدمة في هذه الدراسة قد تعاني من نقص في بعض البلدان التي تلتزم بدرجات عالية من التحفظ في إعلان حالات الوفيات للمنتحرين، أو قد لا تسجل هذه الحالات على أنها حوادث انتحار من الأساس، فضلاً عن نقص في توحيد بيانات الانتحار بين البلدان. ومع ذلك، يمكن أن تساعد النتائج في حشد جهود الصحة العامة للحد من حالات الانتحار بالأسلحة النارية في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لإيليك: "هناك اختلافات دولية كبيرة في أنماط الوفيات الناجمة عن الانتحار بالسلاح الناري. على الرغم من الاتجاهات المتناقصة في معدل وفيات الانتحار بهذه الطريقة في معظم المناطق، والتي لوحظت في كلا الجنسين وفي جميع الفئات العمرية، في 31 دولة تم الإبلاغ عن اتجاهات متزايدة في معدل وفيات الانتحار بالسلاح الناري. وهو أمر مقلق".

المساهمون