أعلنت جمعية القناص القطرية، تمكّن مشروع قطر لجينوم الصقور، من تحليل الخرائط الجينية للأنواع الرئيسية للصقور وتطوير فحص جيني، هو الأول من نوعه، لتحديد سلالاتها والكشف عن نسب التهجين في الصقور المكاثرة.
وأكد المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، خالد السليطي، أن هذا الاكتشاف العلمي، من شأنه أن يرسخ دور قطر ومكانتها الريادية على مستوى العالم في مجال صون تراث "الصقارة" وحفظه، الذي يعتبر تراثاً إنسانياً عالمياً مسجلاً لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، وممارسة هواية الصيد بالصقور على أسس علمية، فضلاً عن مساعدة الباحثين في مجال بيطرة الصقور على تقديم رعاية لها ومعالجتها وفق أعلى المعايير.
وعن تفاصيل المشروع، يقول مدير مشروع قطر لجينوم الصقور، فاروق العجلي، في بيان أصدرته "كتارا" اليوم السبت، إن الفحص ارتكز على آخر ما توصلت إليه علوم الجينوم من رسم خرائط جينية عالية الجودة لعدة أنواع من الصقور، والتي تم إيداعها في قواعد بيانات التقنية الحيوية العالمية، تبعها مسح واسع النطاق لمجموعات الصقور لتحديد البصمات الجينية للأنواع الرئيسية والسلالات الفرعية.
ولفت إلى أن الخرائط الجينية للصقور تتميز باستيفائها لمعايير الجودة الجينومية العالية من حيث دقتها واكتمالها وتواصل تسلسلها، باستخدام التقنيات العلمية ونظم المعلومات الحيوية، مما يجعل هذه الخرائط مرجعاً أساسياً، ليس لدراسات الصقور فحسب، وإنما للجوارح وأنواع الطيور المقاربة الأخرى.
وأوضح العجلي أن الفحص الذي جرى تطويره باستخدام الخرائط الجينية، يكشف بدقة النسب الفعلية للتهجين في الصقور، لا سيما تلك التي تم إكثارها في مزارع التفريخ في دول العالم، بالإضافة إلى تحديد الأنواع والسلالات المستعملة في عملية التهجين.
وأشار إلى أنه من الأهداف الرئيسية من تطوير الفحص هو تمكين مشاريع الحفاظ على الصقور في قطر وخارجها من رصد السلالات المهجنة واستبعادها من عملية الإكثار، لضمان إكثار السلالات النقية فقط، خاصة المهددة بالانقراض، تمهيداً لإطلاقها في الطبيعة بناء على بصماتها الجينية.
كما توصل المشروع إلى العديد من النتائج المهمة على الصعيد العلمي والتطبيقي في علوم الجينات، لا سيما في سياق مساعي الحفاظ على الصقور وصحتها ولياقتها.
ووفق مدير مستشفى سوق واقف للصقور، إقدام مجيد الكرخي، فإن الإنجاز سيلعب دوراً فعالاً في الكشف عن العديد من المشاكل المبهمة التي كانت سابقاً تثير الكثير من التساؤلات، سواء من ناحية سلالات الصقور ونوعيتها ومواصفاتها وسرعتها ومقاومتها للأمراض.
وأكد أنه من خلال معرفة نسبة أنواع الصقور، سيجري تحديد أصلها، وما إذا استقدمت من أماكن باردة أو رطبة أو حارة، وبالتالي توفير الأجواء المناسبة لها، والتعرف على الأمراض التي قد تصيبها لتوفير العلاجات المناسبة، أو تجنب العوامل التي تؤدي إلى الإصابة، مثل نوع التغذية أو درجات الحرارة وغيرها.
وبحسب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية القناص القطرية، محمد بن عبد اللطيف المسند، فقد أطلقت جمعية القناص القطرية، مشروع قطر لجينوم الصقور في يناير/ كانون الثاني 2016، خلال مؤتمر قطر الدولي لبيطرة الصقور، بهدف تشكيل حلقة وصل بين الصقارين والطب البيطري ونشر المعرفة في هذا الجانب، والوقوف على تطور بيطرة الصقور.