أطلق المجلس الوطني للسياحة في قطر، مشروعاً لإعادة تأهيل وتجديد أكثر من 40 محملاً (مركباً) خشبياً تقليدياً، يتوقع الانتهاء منه بحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وهو جزء من مبادرة إستراتيجية تهدف إلى دعم التميز في خدمات قطاع السياحة في البلاد.
وقال الأمين العام للمجلس والرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر في بيان اليوم الأربعاء، إن إعادة تأهيل المراكب الخشبية التقليدية تعد أمراً مهماً من ناحية تمكين الزوار من الحصول على تجربة استثنائية للتعرف على جزء من تراث قطر وثقافتها.
ولفت إلى أن المحامل التقليدية لم تعد تعمل كسفن صيد أو في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، فهي تجربة ثقافية وتراثية هامة، يعمل المجلس الوطني على إعادة تشغيلها حتى يتمكن المواطن والمقيم والزائر من الاستمتاع برحلاتهم على متنها، على حد قوله.
وأكد مدير إدارة التراخيص السياحية في المجلس الوطني للسياحة، والمشرف على المشروع، محمد الأنصاري، اتخاذ الإجراءات لضمان تأهيل وتجديد المراكب الخشبية التقليدية بعناية لما تتمتع به من مكانة خاصة في ثقافة أهل قطر، مشيراً إلى أنه عند اكتمال المشروع سيتمكن الزوار من الاستمتاع بتجربة إضافية واستكشاف الدوحة من مياه الخليج العربي.
وينقسم المشروع إلى ثلاث مراحل، تشمل تجديد المراكب الخشبية التقليدية، وتحديث الأرصفة والمراسي، إضافة إلى تدريب أفراد الطاقم على معايير الصحة والسلامة.
وتشهد المرحلة الأولى ترخيص 40 مركباً خشبياً تقليدياً بعد إتمام عملية تأهيلها بالكامل وتطوير التجربة على متنها مع الحفاظ على المظهر الخارجي التقليدي الأصيل.
تحتفل قطر سنوياً بالتراث البحري الخليجي، عبر تنظيم "مهرجان كتارا للمحامل التقليدية"
كما ستجهز المراكب بالطاقة الشمسية لتحل محل وقود الديزل بحيث تتحول إلى مراكب صديقة للبيئة، واستبدال مصابيح الإضاءة العادية بأضواء LED لتحسين الكفاءة، فضلاً عن تجهيز المحامل بأفضل وسائل الراحة لتحقيق أقصى درجات السلامة والرفاهية للركاب.
وتتضمن المراحل اللاحقة تحديث مراسي الاستقبال والأرصفة خلال المرحلة الثانية بهدف تحسين تجربة الصعود على متن المراكب من خلال تجهيز غرف انتظار مريحة ومكاتب جديدة لبيع التذاكر.
أما خلال المرحلة الثالثة والأخيرة فيجري تقديم التدريب اللازم لأفراد الطاقم الذين يشرفون على الصيانة الدورية لمواقع "المارينا" والأكشاك المحاذية لها ومنحهم الشهادات.
وتحتفل قطر سنوياً بالتراث البحري الخليجي، عبر تنظيم "مهرجان كتارا للمحامل التقليدية"، وقد أقيمت دورته العاشرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
والمحامل التقليدية هي السفن الخشبية التي كان يستخدمها أهل قطر والخليج قديماً في رحلات الغوص للبحث عن اللؤلؤ وفي رحلات الصيد البحري، ومن أبرز أنواعها سفينة "بوم"، ومساحتها 108 أقدام وتستوعب 120 طناً، إضافة إلى سفينة "البتيل" التي تصل حمولتها إلى ما بين 20 و50 طناً، وتُستَخدم في الغوص، وتشبه سفن الفينيقيين، وسفينة "البقّارة" التي سُمّيت نسبة إلى شكل مقدمتها التي تشبه رأس البقرة، أما "جالبوت" فهي من أنواع السفن الشراعية المفضّلة خليجياً.