استمع إلى الملخص
- في هوليوود، ندد المخرج جوناثان غليزر بالإبادة في غزة خلال تسلمه جائزة أوسكار، وفي إسبانيا، عبّر نجوم السينما عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني خلال حفل جوائز غويا.
- في فرنسا، دعت المخرجة كوثر بن هنية والممثل آرييه فورتالتير إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال تسلمهما جوائز "سيزار".
عادت موجة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في المهرجانات الفنية الدولية. وبعد أشهر تراجع فيها الحديث بين الفنانين عن حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أعاد مهرجان فينيسيا السينمائي الزخم إلى القضية الفلسطينية، بداية من خلال الدعوة إلى مقاطعة عروض فيلمين إسرائيليين هما Al Klavim Veanashim (الكلاب والرجال) للمخرج داني روزنبرغ، و(لماذا الحرب) للمخرج آموس جيتاي. ثمّ خلال حفل الختام وتسليم الجوائز، نددت المخرجة سارة فريدلاند، بصفتها فنانة أميركية يهودية، بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، وذلك أثناء تسلمها جائزة في المهرجان مساء السبت الماضي. وحصلت المخرجة على جوائز عدة، عن فيلمها Familiar Touch الذي عُرض في قسم "أوريتزونتي" (Orizzonti) الموازي، ويتتبع رحلة امرأة ثمانينية في دار لرعاية المسنين.
وقالت فريدلاند على خشبة المسرح في الحفل الختامي الذي أقيم في قصر السينما في المدينة الإيطالية: "باعتباري فنانة يهودية أميركية (...)، لا بد لي أن أشير إلى أنني أقبل هذه الجائزة في اليوم الـ336 للإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والعام الـ76 للاحتلال". وأضافت: "أعتقد أن من مسؤوليتنا نحن العاملين في مجال السينما استخدام المنصات المؤسسية التي نعمل من خلالها للتصدي لإفلات إسرائيل من العقاب على الساحة العالمية. وأنا متضامنة مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير".
فريدلاند لم تكن الصوت اليهودي الأوّل في هوليوود الذي يندّد بالمجزرة في غزة. ولعلّ أشهر من رفع الصوت ضد حرب الإبادة، كان المخرج جوناثان غليزر، الفائز بجائزة أوسكار خلال دورة هذا العام عن فيلمه "ذا زون أوف إنترست". في خطاب تسلمه جائزة أوسكار، في 11 مارس/آذار الماضي، قال: "اتُّخذت جميع خياراتنا لتعكس صورتنا وتوجهنا في الحاضر. لا أريد القول: انظروا ماذا فعلوا آنذاك، بل أقول: انظروا إلى ما نفعله الآن. فيلمنا يبين أسوأ ما قد ينتج عن التجريد من الإنسانية. نحن نقف الآن بصفتنا أشخاصاً ينكرون يهوديتهم والمحرقة التي سلبها منهم الاحتلال، ما أدى إلى صراع طاول كثيراً من الأبرياء". وأضاف: "سواء كان حديثنا عن ضحايا السابع من أكتوبر في إسرائيل، أو ضحايا العدوان المتواصل في قطاع غزة الفلسطيني، فكيف نقاوم؟". وقد هاجمه مئات من مناصري الاحتلال العاملين في هوليوود، عبر رسالة مفتوحة قالوا فيها، ضمن ما قالوه، إن خطاب غليزر "أضفى مصداقية على هجوم الدم الحديث الذي يغذي الكراهية المتزايدة ضد اليهود في كل أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة، وفي هوليوود".
ومع بدء حرب الإبادة، كان موقف الفنانين الإسبان هو الأبرز. فبعد أسابيع قليلة من بدء العدوان، عبّر نجوم إسبانيا خلال حفل توزيع جوائز غويا، مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، علماً أن حفل توزيع جوائز غويا هو أهم حدث سينمائي في إسبانيا. وقد ارتدى وقتها عدد من الضيوف شارات تضامنية مع غزة وضعوها على صدورهم، من بينهم المقدمة المشاركة للحفل آنا بيلين.
واعترفت الممثلة ألبا فلوريس (نايروبي في مسلسل "لا كاسا دي بابيل")، التي كانت ترتدي شارة غزة أيضاً، بأنه "من الصعب" عليها الذهاب إلى أي مكان للاحتفال نظراً إلى الوضع في فلسطين. وعلى هامش الحفل، عادت النجمة الإسبانية وكررت تضامنها مع الشعب الفلسطيني.
وارتدت الفنانة شارة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وصرّحت لصحيفة "إل باييس" الإسبانية: "في هذه الأوقات المظلمة، مع مقتل 30 ألف شخص، من الصعب أن نحتفل. نأمل أن تتّخذ حكومة بلادنا أيَّ خطوة لوقف ذلك".
من جهتها، وعند تسلّمها جائزة أفضل مخرجة جديدة عن فيلمها الأول "20 ألف نوع من النحل"، قالت المخرجة الباسكية إستيباليز أوريسولا سولاغورين: "من المهم تسمية الأشياء بمسمياتها، إن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، نطالب حكوماتنا بوقفها فوراً".
في فرنسا، لم تخلُ المهرجانات من مواقف واضحة من حرب الإبادة. فدعت المخرجة التونسية كوثر بن هنية والممثل الفرنسي البلجيكي آرييه فورتالتير إلى وقف إطلاق النار في غزة لدى تسلّم كل منهما جائزة "سيزار" في شهر فبراير الماضي خلال الاحتفال الـ49 لتوزيع هذه المكافآت في مسرح أولمبيا في باريس. وقال فورتالتير بعد نيله جائزة أفضل ممثل عن "لو بروسيه غولدمان" (Le Proces Goldman): "أنضم أنا أيضاً إلى النداء من أجل وقف لإطلاق النار في قطاع غزة لأن الحياة تتطلب ذلك، حياة سكان غزة والرهائن، لأننا موحدون بصفتنا جنساً بشرياً".
وسبقته كوثر بن هنية بقولها بعد نيلها جائزة سيزار لأفضل وثائقي عن فيلمها "بنات ألفة" إن "وقف قتل الأطفال أصبح مطلباً جذرياً"، بعدما وجهت تحية خاصة إلى المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، ومؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج.