قطاع الموسيقى يخطو بخجل نحو مراعاة البيئة

24 أكتوبر 2021
بيلي إيليش تقترح تفادي وضع ملصقات لا حاجة إليها على أقراص الفينيل (فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال الطريق طويلاً، غير أن الأصوات ترتفع في القطاع الموسيقي للإعراب عن شواغل بيئية، مع تكاثر المبادرات التوعوية من جانب نجوم مثل بيلي إيليش إلى اتّخاذ تدابير بسيطة مراعية للبيئة كتفادي وضع ملصقات لا حاجة إليها على أقراص الفينيل.

وكثيرة هي الهيئات العاملة في القطاع التي باتت تعنى بمراعاة البيئة، أكان ذلك على الصعيد المحلي أو العالمي، في حين لم يكن الأمر بهذه الأهمية قبل 10 سنوات، بحسب ما قالت كليمانس مونييه من الفرع الفرنسي لـ"ميوزيك ديكليرز إيمرجنسي" (ام دي اي) التي تحدّثت خلال منتدى التحوّل البيئي في مهرجان "سوق الموسيقى الحالية" (ماما) في باريس.

وتجمع "إم دي اي" التي أبصرت النور في بريطانيا سنة 2019 تحت رايتها عدداً من الفنانين والاختصاصيين والمجموعات الموسيقية الذين رصّوا الصفوف لإعلان حالة طوارئ بيئية وإيكولوجية.

وسرعان ما ذاع صيتها في الإعلام مع أعضاء مشهورين في صفوفها مثل بيلي إيليش و"ماسيف أتاك". وعلى موقعها الإلكتروني صورة مثلاً للموسيقي البريطاني براين إنو يرتدي قميصاً كتب عليه "لا موسيقى على كوكب ميت" ("نو ميوزيك أون ايه ديد بلانيت").

فرقة "كولدبلاي" تعهدت منذ فترة الحرص على الحدّ من تنقّلاتها بالطائرة

وتقضي الفكرة بـ"الاستفادة من صوت الفنانين الذي قد يؤثّر أكثر على الجمهور من تقرير لهيئة الأمم المتحدة للمناخ، فجمهورنا هو أينما كان ومن النادر ألا يستمع أشخاص إلى الموسيقى"، على حدّ قول كليمانس مونييه.

وأكّدت الأخيرة أن هيئات مثل "ام دي اي" تسعى إلى "توعية الجمهور والاختصاصيين" على حدّ سواء، بشأن "مسائل مثل النقل".

المواصلات

وسائل النقل هي "أول مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة في مجال العروض الحيّة"، بحسب ما قالت خلال مهرجان "ماما" سولفيغ باربييه التي ساهمت في تأسيس جمعية "أرفيفا" (الفنون الحيّة، الفنون المستدامة) سنة 2020.

وفي نظرها، تقضي المسألة بالنسبة إلى الاختصاصيين بـ "ترشيد الاستخدام لتفادي إقامة جولات بكثرة في الولايات المتحدة وفي الصين". وكانت فرقة "كولدبلاي" قد تعهدت منذ فترة الحرص على الحدّ من تنقّلاتها بالطائرة. ولا بدّ من إيجاد بدائل للمركبات الفردية بالنسبة إلى الجمهور.

وتدرك باربييه أن أحداً قد "لا يرغب في استخدام دراجة هوائية لحضور حفل، فلا بدّ من أن نعرض عليهم حافلات جماعية تقدّم لهم فيها بعض من الفعاليات التمهيدية".

تشارك الموارد

ولا بدّ لهذه الاتحادات من أن تتشارك "الموارد والمعارف"، بحسب مونييه. وهو أيضاً رأي باربييه التي قالت "نحن نصوّر في المواقع عينها، ينبغي إذن إيجاد فنادق لا تستهلك الكثير من الغسيل (ومن ثمّ المياه ومنتجات التنظيف)، ولا تضيء الأنوار أكثر من اللازم ولا تفرط في استخدام البلاستيك، وسواها من التدابير" المراعية للبيئة.

واستعرضت لوسي بوشيه-داهان المكلّفة بالتسويق الثقافي والتنمية المستدامة في القطاع الخطوات التي يمكن لكلّ جهة اتّخاذها بحسب مستواها. وهي قدّمت مثل الفنانة الفرنسية" إيميلي لوازو التي تجنّبت استخدام الملصقات على أقراص الفينيل التي لا جدوى منها أصلاً. وهو مثل ملائم".

وتدرك الخبيرات اللواتي حضرن فعاليات "ماما" خير إدراك التحديات الواجب جبهها. وكشفت بوشيه-داهان "لا يزال من غير الممكن طرح أفكار من هذا القبيل في حفل يحضره مثلاً 30 ألف شخص".

ولا يخفى عليهن أن كثيرين يدّعون التزاماً زائفاً بقضايا البيئة. وفي أحيان كثيرة "يدّعي الجميع أنه يريد التغيير، لكن عندما نطلب المباشرة بتغيير فعلي، لا نجد أحداً"، بحسب سولفيغ باربييه.

(فرانس برس)

المساهمون