تعود مجدداً قضية المغني اللبناني فضل شاكر إلى الواجهة، بعد كل تصريح يخرج به صاحب "والله مشتاقين" عبر الإعلام. آخر تصريحات شاكر أكد فيها أنه بريء من كل التُهم والأحكام الغيابية التي صدرت قبل نحو عام بحقه. وقال شاكر إن البعض لا يفهم معنى كلمة الحكم "الغيابي" وقام بالحكم بناء على الشكل فقط. والمعروف أن الأحكام الغيابية تسقط فور تسليم المدعى عليه لنفسه للقضاء وتبدأ محاكمته من جديد.
ثمة معضلة عالقة في ملف فضل شاكر، تكشفها "العربي الجديد" وهي تخلي القوى السياسية النافذة في لبنان عن هذا الملف أو لنقل وضع الملف جانبًا من دون سبب، وإهماله بعد كل المراجعات لتسوية أوضاعه، فيما تأجل إقرار قانون العفو العام الذي يطالب به اللبنانيون من أجل تسوية أوضاع المساجين أو المطلوبين للقضاء، وهو قرار، بحسب مصادر، يشمل فضل شاكر والمحكومين بقضايا "معركة عبرا" (2013) التي يدفع شاكر ثمنها حتى الساعة.
قبل أشهر قليلة، كان هناك مسعى بين آل الحريري (عائلة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري) وأحزاب سياسية لحل عقدة فضل شاكر، وبالفعل بدأت المفاوضات بهذا الشأن، ووصلت إلى نقاط مشتركة كادت تفضي إلى حل مرض لجميع الأطراف. لكن فجأة عاد كل شيء إلى نقطة الصفر مع تشكيل حكومة لبنان الحالية، وتبخُّر الموقف المساند، أو تخلي آل الحريري عن مساعيهم في التسوية بشكل يكاد يكون هذه المرة نهائيًا، بانتظار أي جديد طارئ قد يعيد نبش القضية واستكمال المفاوضات مع الأحزاب والأفرقاء المتصارعين ضمن الملف الذي تحول عام 2018 إلى ملف سياسي.
وأصدرت المحكمة قراراً برد الدعاوى والتهم بحق شاكر وبراءته التامة من المشاركة في معركة عبرا (2013) ضد الجيش اللبناني في صيدا بجنوب لبنان. وأصبح الملف العالق منذ ثماني سنوات، يرتبط بشكل أو بآخر بملفات سياسية وأمنية أخرى قائمة على قاعدة المحاصصة بين السياسيين أنفسهم في لبنان.
تؤكد المعلومات أن فضل يسعى إلى الحصول على ضمانات في حال قرَّر المثول أمام القضاء، للتحقيق معه. لكنه حذر جداً تجاه هذه المسألة اليوم، بعد تأجيل التفاوض بين الأطراف المتنازعة على ملفه، ما يذكر بالموقف نفسه الذي حصل معه أثناء تولي اللواء أشرف ريفي وزارة العدل اللبنانية، والمحسوب آنذاك على الفريق السياسي الممسك بخيط وقضية شاكر. ورغم ذلك لم يحصل اللواء ريفي على ضمانة واحدة أو محاولة جدية، تفضي إلى براءة شاكر من التهم المنسوبة إليه، وهي تحولت مع الوقت إلى ما يشبه النزاع بين أفرقاء، متصارعين في الأصل على ملفات أخرى.
يعمل فضل شاكر اليوم على انتزاع حقه عن طريق عودته للغناء، وإصدار مزيد من الأغاني على المواقع البديلة، كمحاولة لخرق ما يُحاك ضده في الخفايا السياسيَّة والأمنية في لبنان، ويبدو أنَّ السلطة التي تعلم جيداً مكان تواجد شاكر، ولا تعلق على إطلالاته وتصريحاته في الإعلام متأكدة تمامًا من براءته، وإلّا ما كانت سمحت بظهوره في وسائل الاعلام اللبنانية أقله.
كل ذلك، تلفت المصادر الخاصة إلى أنَّ حل قضية فضل شاكر مرهون بتوافق الكتل السياسية التي تُعتبَر بطلة اللعبة القضائية والأمنية في لبنان.