قضاء كردستان العراق يؤكد أحكاماً بالسجن بحق صحافيين وناشطَين

05 مايو 2021
وجهت إليهم تهم "التحريض على التظاهر" خلال احتجاجات الموظفين الحكوميين في 2020 (الأناضول)
+ الخط -

أكدت محكمة تمييز إقليم كردستان العراق، الثلاثاء، أحكاماً بالسجن ست سنوات بحق ثلاثة صحافيين وناشطَين، ما أثار استنكار مدافعين عن حقوق الإنسان.

وصرّح مصدر حكومي كردي، لوكالة "فرانس برس"، أن سلطات المنطقة ذات الحكم الذاتي تؤكد أن الرجال الخمسة "على صلة بكيانات أجنبية وبحزب العمال الكردستاني"، المعارضة الكردية في تركيا.

وقال المصدر الحكومي الكردي إن "طبيعة عمل هؤلاء الأفراد لا تمت بصلة إلى الصحافة أو الأنشطة المطلبية، بل تندرج في إطار مؤامرة أكبر وأعمال تخريبية"، في حين نشرت السلطات الكردية "اعترافات" مسجّلة للمدانين الخمسة.

من جهة ثانية، أفاد محامي المدانين الخمسة، آسو هاشم، في تصريح لـ"فرانس برس"، بأن "ثلاثة من خمسة قضاة في محكمة التمييز أكدوا الحكم" الصادر في 16 فبراير/ شباط من محكمة في أربيل عاصمة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ويديرها "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، بزعامة مسعود بارزاني.

وأكد القاضي والنائب السابق، لطيف مصطفى، أن محكمة التمييز أصدرت حكمها بتأييد ثلاثة قضاة واعتراض قاضيين، علماً أنه خرج من السلك القضائي معتبراً أنه مسيّس.

المدانون هم الصحافيون أياز كرم بروشكي وكوهدار محمد زيباري وشيروان شيرواني، والناشطان شفان سعيد وهاريوان عيسى.

وبين التهم الموجهة إليهم "التحريض على التظاهر ضد الحكومة وزعزعة الاستقرار في الإقليم"، خلال احتجاجات عام 2020، للمطالبة برواتب الموظفين الحكوميين في الإقليم، و"التجسس".

شيرواني معروف بتحقيقاته حول الفساد، وانتقد رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني على صفحته على "فيسبوك".

كان مسرور بارزاني قد اتهم، في مؤتمر صحافي، بعض المعتقلين بأنهم "جواسيس" لدول أخرى، معتبراً أن البعض الآخر "مخربون".

وفقاً لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن اتهامات عدة استندت إلى منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي و"مخبرين سريين" لم يتسن لمحامي الدفاع استجوابهم.

وصرّحت الباحثة المتخصصة بشؤون العراق في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بلقيس والي، لـ"فرانس برس": "نشعر بقلق، لأن هؤلاء الرجال حُكم عليهم بسبب إرادة سياسية منحازة وتوجهات محكمة الاستئناف التي تتجاهل معايير المحاكمة العادلة". وأضافت "هذه النتيجة تبين إلى أي مدى تسمح سلطات الإقليم بانتهاك حرية التعبير".

كانت "لجنة حماية الصحافيين" قد ندّدت، في فبراير/شباط، بما اعتبرته إدانة "مجحفة وغير متناسبة"، معتبرة أن هذا الأمر يثبت أن كردستان لم تعد ملاذاً للحريات الصحافية.

من جهة ثانية، قال مسرور بارزاني، في مؤتمر صحافي، إن "كردستان تدعم الصحافة وحقوق الصحافيين".

واعتقل يوم الإثنين، في "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، صحافي آخر هو كاروخ عثمان في محافظة السليمانية، ثاني محافظات الإقليم، ويديرها "الاتحاد الوطني الكردستاني".

بحسب رئيس "مركز إنماء الديمقراطية وحقوق الإنسان" في السليمانية، كارزان فاضل، "هناك 74 معتقلاً سياسياً في سجون مديرية الأمن في أربيل ودهوك"، جميعهم "معارضون أو متظاهرون اعتقلوا عشوائياً".

(فرانس برس)

المساهمون