قصر باكينغهام يكسر الصمت إزاء مقابلة هاري وميغان: قضايا العنصرية تؤخد بجدية

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
10 مارس 2021
هاري وميغان
+ الخط -

أعربت الملكة إليزابيث الثانية عن تعاطفها مع الأمير هاري وزوجته ميغان، وتعهدت بمعالجة القضايا المتعلقة بالعنصرية "ضمن الإطار العائلي"، مؤكدة أنها "ستؤخذ على محمل الجدّ".

هزّت التصريحات النارية الواردة في الحوار الذي أدارته أوبرا وينفري، يوم الأحد، مع الزوجين، العائلة الملكية البريطانية، وذكّرت بما حصل خلال حقبة الأميرة ديانا، والدة هاري في التسعينيات، إذ كشفت علناً عن مشاكلها الزوجية. وقضت ديانا في حادث سيارة، فيما كان مصورون يطاردونها في باريس، عام 1997.

قصر باكينغهام: هاري وميغان وابنهما آرتشي سيظلون دائماً من أفراد العائلة المحبوبين جداً

وفي أول رد فعل على المقابلة، أصدر قصر باكينغهام بياناً نيابة عن الملكة، في حدث نادر، للرد على اتهامات الزوجين، بشأن إبداء جهة لم يسمياها في العائلة الملكية قلقاً حيال لون بشرة نجلهما آرتشي، خلال حمل ميغان به.

وجاء في البيان المقتضب أنّ "العائلة بأكملها تعرب عن حزنها لمعرفة لأي مدى كانت السنوات القليلة الماضية صعبة على هاري وميغان"، مشيراً إلى أن الزوجين وابنهما آرتشي "سيظلون دائماً من أفراد العائلة المحبوبين جداً".

وعزا هاري (36 عاماً)، الذي يحتل الترتيب السادس في تولي العرش، وميغان ماركل (39 عاماً)، الممثلة الأميركية السابقة، المقيمان منذ عام في كاليفورنيا، انسحابهما من العائلة الملكية إلى الضغط الإعلامي الممارس عليهما وعنصرية وسائل الإعلام البريطانية، وانتقدا عدم تفهّم العائلة وضعهما. كذلك قدّما صورة قاتمة عن الحياة داخل الأسرة، خصوصاً عندما روت ميغان ماركل بتأثر أن العائلة رفضت تقديم مساعدة نفسية لها بعدما راودتها فكرة الانتحار.

ومن أكثر التصريحات إثارة للجدل، كان حديث ميغان وهاري عن محادثة أعربت فيها جهة لم يسمياها في العائلة الملكية عن "قلق" إزاء لون بشرة ابنهما آرتشي البالغ حالياً 22 شهراً.

وعن هوية هذا الشخص، حرص الزوجان على إبعاد الشبهة عن الملكة إليزابيث الثانية (94 عاماً) وزوجها الأمير فيليب (99 عاماً) الموجود في المستشفى منذ ثلاثة أسابيع.

وضمن التصريحات الصادمة في المقابلة نفسها، المزاعم التي أثيرت عن حرمان الطفل آرتشي لقب الأمير، بسبب لون بشرته. فهل استُهدف آرتشي فعلاً؟ الملكة إليزابيث الثانية لديها تسعة من أبناء الأحفاد، وبينهم آرتشي، وهم لا يحملون لقب أمراء وأميرات، باستثناء الأبناء الثلاثة للأمير ويليام، الذي يحتل المرتبة الثانية في ترتيب ولاية العرش والمقدَّر له أن يصبح ملكاً يوماً ما.

الملكة إليزابيث الثانية لديها تسعة من أبناء الأحفاد، وبينهم آرتشي. وهم لا يحملون لقب أمراء وأميرات، باستثناء الأبناء الثلاثة للأمير ويليام

وقد حدد مرسوم صادر عن الملك جورج الخامس، عام 1917، ألقاب الأمير والأميرة بأبناء الملك وأبناء أبناء الملك و"الابن الأكبر على قيد الحياة للابن الأكبر لأمير ويلز"، وهو نجل ويليام الأمير جورج. وتتمتع الملكة بسلطة تعديل القواعد، فعام 2012 أصدرت مرسوماً يقضي بأن يكون جميع أطفال الأمير ويليام وزوجته كاثرين، وليس البكر فقط، أمراء وأميرات.

لكن بموجب اتفاقية جورج الخامس، فإن آرتشي ليس أميراً، ولكنه سيصبح حفيداً لملك حين يصبح الأمير تشارلز هو الوريث للعرش. لكن ميغان قالت في المقابلة إنه قيل لها: "إنهم يريدون تغيير الاتفاقية من أجل آرتشي".

كان آرتشي مؤهلاً للحصول على "لقب مجاملة" عند الولادة مثل لورد، وأفيد حينها بأنّ هاري وميغان اختارا عدم منحه لقباً. لكن ميغان أخبرت وينفري أن "هذا لم يكن قرارنا".

ويخشى البعض داخل الحكومة أن تلحق هذه التصريحات ضرراً كبيراً بالعائلة الملكية، في بلد يشهد مراجعة وطنية كبيرة للماضي الاستعماري، في ضوء الزخم المتجدد لحركة "حياة السود مهمة" في العالم، ما قد يزعزع منظمة دول الكومنولث التي ترتدي أهمية كبيرة للملكة، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

المؤرخ ديفيد أولوسوغا: بريطانيا لا تريد إجراء نقاش صادق حول العرق

وهذه التصريحات حول العنصرية يبدو أنها لم تفاجئ السود في المملكة المتحدة، إذ نقلت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) الثلاثاء، عن المؤرخ ديفيد أولوسوغا، مقدّم السلسلة التلفزيونية "أسود وبريطاني: تاريخ منسي"، قوله إنّ البلاد "لا تريد إجراء نقاش صادق حول العرق". وأضاف أولوسوغا أنّ "العديد من البريطانيين يفضلون الاعتقاد بأن العنصرية مشكلة أميركية (...) نحتاج إلى النظر إلى أنفسنا بصدق أكثر. هذه لحظة للتأمل الذاتي، ليس فقط بالنسبة إلى قصر باكينغهام، بل للبلد كله".

وفي السياق نفسه، استقال مقدم البرنامج الحواري البريطاني "صباح الخير بريطانيا" بيرس مورغان، بعد إدلائه بتعليقات مثيرة للجدل حول دوقة ساسكس.

وأفادت هيئة الرقابة الإعلامية في المملكة المتحدة، يوم الثلاثاء، بأنها بدأت تحقيقاً في العرض، بموجب قواعد الضرر والجرائم، بعد تلقيها أكثر من 41 ألف شكوى بشأن تعليقات مورغان على ميغان.

استقال المقدّم بيرس مورغان بعدما قال إنه لم يصدق كلمة واحدة من ما قالته دوقة ساسكس

وكان مورغان قد قال، يوم الإثنين، إنه "لم يصدق كلمة واحدة" مما قالته الدوقة. وأثار ذلك انتقادات الكثيرين، وبينهم جمعية الصحة العقلية الخيرية "مايند". واستقالة مورغان (55 عاماً) من قناة "آي تي في" لم تغير موقفه، إذ غرد اليوم الأربعاء: "يوم الإثنين قلت إنني لا أصدق ما قالته ميغان ماركل في مقابلتها مع أوبرا وينفري، ولا أزال عند موقفي هذا".

وانقسم البريطانيون حيال هاري وميغان اللذين يتهمهما جزء من الصحافة بإضعاف العائلة الملكية لمصالح شخصية. وبيّن استطلاع أجراه معهد "يوغوف" انقساماً بين من يرى أنهما عوملا بإنصاف (32%) وبغير إنصاف (32%) من العائلة الملكية.

لكن 61% من الأشخاص بين سنّ 18 عاماً و24 يرون أنهما لم يلقيا معاملة منصفة.

وذكرت شبكة "سي بي إس" الأميركية، يوم الثلاثاء، أنّ أكثر من 49.1 مليون شخص في أنحاء العالم شاهدوا عبر التلفزيون أو الإنترنت مقابلة أوبرا وينفري مع الأمير هاري وزوجته ميغان. ولفتت الشبكة إلى أنّ أعداد المشاهدين تتزايد، وأنها قد تعيد بثّ المقابلة في الولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل.

ذات صلة

الصورة

منوعات

جولة على أبرز الأخبار الزائفة المتداولة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي. كل الأخبار المذكورة أدناه غير حقيقية رغم انتشارها على نطاق واسع. وقد تحقق منها فريق "العربي الجديد".
الصورة

سياسة

خلال فترة انتظاره الطويلة لاعتلاء العرش، عُرف عن الملك تشارلز تعبيره العلني عن آرائه في كل القضايا.. من تغير المناخ إلى الهندسة المعمارية. والآن وقد أصبح ملكاً، ربما يحاول الاحتفاظ بأوراقه أقرب إلى صدره.
الصورة

منوعات

دافع الأمير ويليام، الخميس، عن العائلة الملكية البريطانية في وجه اتهامات بالعنصرية وجهها شقيقه هاري وزوجة الأخير ميغان، خلال مقابلة عبر التلفزيون الأميركي، أغرقت الأسرة في أزمة عميقة.
الصورة

منوعات

قال الأمير هاري، حفيد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، إن عائلته قطعت عنه الدعم المالي منذ بداية العام الماضي، بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة، خلال المقابلة الصادمة التي أجرتها معه وزوجته ميغان ماركل، الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري.
المساهمون