قشرة الأرض: 500 مليون سنة أكثر؟

04 مايو 2021
تتكون الأرض من تسع صفائح تكتونية كبيرة و12 صفيحة صغيرة (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة، أنّ قشرة الأرض ربما تكونت قبل 500 مليون سنة أكثر مما كان العلماء يقدرّون عمرها في السابق. تكتسب هذه النتيجة أهمية كبيرة، لأنّها يمكن أن تساعدنا في تحديد توقيت نشوء كوكبنا، وفهم الظروف التي بدأت فيها الحياة البدائية.

في الدراسة التي نشرت يوم 26 إبريل/ نيسان الماضي، حلل فريق بحثي من جامعة "بيرغن" في النرويج، 30 عينة صخرية قديمة، من ستة مواقع في أستراليا وجنوب أفريقيا والهند. تحتوي العينات على "الباريت" الذي يمكن أن يتشكل في فتحات حرارية مائية (شقوق) في قاع المحيط، حيث تتفاعل المياه الدافئة الغنية بالمعادن مع مياه البحر.

في الوقت الحالي، ترتفع قشرة محيطية جديدة عند تلال وسط المحيط، حيث تنجرف الصفائح التكتونية بعيداً بعضها عن بعض. وعادة ما تكون القشرة القارية أقدم بكثير من القشرة المحيطية، وتتكون على إثر حدوث البراكين، إذ تصطدم الصفائح التكتونية بعضها ببعض، ما يؤدي إلى نشوء طبقة أكثر سمكا وأقل كثافة فوق مستوى سطح البحر.

تضيف عمليات التجوية (النحت والنقل والإرساب) التي تتعرض لها القشرة القارية، مغذيات إلى المحيط، وهي عملية يعتقد الباحثون أنّها لعبت دوراً محورياً في دعم الحياة البدائية.

تتكون الأرض من تسع صفائح تكتونية كبيرة و12 صفيحة صغيرة، تمثل الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بالكرة الأرضية، وتتكون من القشرة الأرضية والطبقة العليا لوشاح الأرض التي تسمى الغلاف الصخري (ليثوسفير) والذي بدوره ينقسم إلى "الصفائح التكتونية". 

تكون الصفائح إما قارية أو محيطية، أو قارية ومحيطية معاً، وتتسم حركتها بالبطء الشديد جداً فوق الطبقة اللدنة لوشاح الأرض، وقد يصاحب تحركها أنشطة زلزالية وبركانية على طول حدودها، إضافة إلى تكون مظاهر تضاريسية جديدة مثل الجبال الشاهقة والصدوع والأخاديد والفوالق وغيرها، ويستغرق ذلك ملايين السنين. 

كانت للظهور الأول للقشرة القارية على الأرض خلال العصر الأركي (4 مليارات إلى 2.5 مليار سنة)، واستمرارها، آثار مهمة على الصفائح التكتونية وكيمياء المحيطات والتطور البيولوجي، وفقاً للدراسة التي قدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلوم الأرض. 

وبمجرد تكون الأرض من خلال عمليات ديناميكية مثل حركة الصفائح التكتونية، بدأت عمليات التجوية في النشاط وإضافة المعادن والمغذيات الهامة إلى المحيط  منذ حوالي 3.7 مليارات سنة.

يتم الاحتفاظ بتاريخ لهذه العناصر الغذائية في السجل الصخري القديم. واستخدمت الأبحاث السابقة نظائر "السترونشيوم" في الكربونات البحرية، لكنّ هذه النظائر عادة ما تكون نادرة أو متغيرة في الصخور الأقدم من 3 مليارات سنة.

تقول المؤلفة الرئيسية في الدراسة، ديزيريه روردينك، الباحثة في كيمياء الأرض في جامعة بيرغن النرويجية، إنّ "الباريت" يحتفظ بسجل قوي عن كيمياء المحيطات داخل هيكله، وهو مفيد لإعادة بناء البيئات القديمة. 

وتضيف الباحثة في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ تركيبة قطعة الباريت التي نلتقطها من الحقل الموجود حالياً على الأرض منذ 3.5 مليارات سنة هي نفسها تماماً كما كانت عندما ترسبت بالفعل في العصور السحيقة "لذا، من حيث الجوهر، يعد الباريت مسجلاً رائعاً للنظر إلى العمليات المبكرة على الأرض".

واستناداً إلى البيانات التي تم استنتاجها من "الباريت" خلص الباحثون إلى أنّ عمليات التجوية بدأت منذ حوالي 3.7 مليارات سنة، أي قبل حوالي 500 مليون سنة أكثر مما كان يعتقد سابقاً، وهي مدة زمنية طويلة ستكون لها آثار على الطريقة التي نفكر بها في كيفية تطور الحياة على الأرض.

دلالات
المساهمون