- الحكومة القيرغيزية تفرض قيودًا على تيك توك لعدم احترامه قوانين حماية الأطفال، وسط قلق من منظمة مراسلون بلا حدود بشأن حرية الحصول على المعلومات.
- الإجراء يأتي في سياق تعزيز السلطات القيرغيزية لسيطرتها على المجتمع المدني والإعلام، في بلد كان يُعتبر استثناءً لحرية التعبير في آسيا الوسطى.
توقف تطبيق تيك توك عن العمل منذ الخميس في قرغيزستان، بناء على طلب الأجهزة الأمنية في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، والتي بررت ذلك بضرورة "حماية صحة الأطفال".
وعند محاولة الاتصال بـ"تيك توك"، تظهر رسالة مفادها أن "التحميل متعذر، يرجى المحاولة مرة أخرى" على الشاشة الرئيسية السوداء للتطبيق، وفق ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس في هذا البلد المجاور للصين، والذي يبلغ عدد سكانه نحو سبعة ملايين نسمة.
وأشارت وزارة الشؤون الرقمية في قرغيزستان في بيان، الثلاثاء، إلى أنها "أبلغت مشغّلي الاتصالات بضرورة تقييد الوصول إلى تطبيق تيك توك، بناءً على قرار من الأجهزة الأمنية"، بقيادة المسؤول النافذ كامتشيبيك تاشييف.
وبحسب الوزارة، فإن الشبكة الاجتماعية المملوكة لمجموعة بايتدانس الصينية "لم تحترم" مادة في القانون بشأن "التدابير الرامية إلى منع الإضرار بصحة الأطفال ونموهم الجسدي والفكري والعقلي والروحي والأخلاقي".
وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود، الثلاثاء، عن "قلقها إزاء هذا القرار الذي يقيّد الحق في الحصول على المعلومات بحجة حماية القاصرين". ودعت المنظمة "الحكومة إلى رفع هذا الحجب الاستنسابي، وتحديد إطار قانوني واضح لتنظيم المنصات".
ويأتي حظر "تيك توك" بعدما اتهمت منظمات غير حكومية السلطات القيرغيزية في الأشهر الأخيرة بالرغبة في تعزيز سيطرتها على المجتمع المدني. وسبق لوزارة الثقافة القرغيزية أن هددت، في أغسطس/آب، بحظر "تيك توك"، وأشارت إلى تلقيها "طلبات عدة من المنظمات غير الحكومية المعنية بآثاره الضارة على الأطفال".
ومن بين الجمهوريات السوفييتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى حيث تظل حرية التعبير محدودة والمعارضة السياسية شبه معدومة، شكّلت قرغيزستان استثناءً لفترة طويلة. لكن في الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات القرغيزية عدداً من الصحافيين، وأوقفت نشاط وسائل إعلام خاصة بشكل متكرر، واعتمدت قانوناً مشابهاً للنموذج الروسي بشأن "العملاء الأجانب"، ما عزز قبضة الحكومة على المنظمات غير الحكومية.
ويواجه "تيك توك"، الذي يضم أكثر من مليار مستخدم نشط في أنحاء العالم كافة، بالفعل قيوداً متزايدة في الغرب. ووسط اتهامات بنقل بيانات المستخدمين إلى الصين، أعربت دول وتكتلات عدة، مثل الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، عن مخاوف على أمنها القومي بسبب التطبيق.
(فرانس برس)