بعد ضغوط وحراك وتوقيع على عريضة تشمل مطالب عدة، اضطرت الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين للإعلان، مساء أمس الأربعاء، عن عقد أعمال المؤتمر العام وإجراء الانتخابات النقابية في التاسع والعاشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل. ستكون هذه الانتخابات الأولى منذ نحو 11 عاماً.
ويطالب الصحافيون من خلال العريضة بتحديد جدول زمني لإجراء الانتخابات الخاصة بنقابتهم، وتصويب ملف العضوية، وذلك من خلال أكثر من نقطة، أبرزها ملف غزة والصحافيين العاملين في الضفة الغربية، وغيرها من الملفات العالقة.
الحراك تواصل عبر الأيام الماضية، وسط الدعوة للتوقيع على عريضة تطالب بإجراء الانتخابات وإصلاح النقابة وتصويب أوضاعها. ويؤكد الصحافي ثائر الفاخوري، أحد الموقعين على العريضة: "أعتقد أن الحراك ساهم في تحريك المياه الراكدة في مسألة إجراء الانتخابات، لأن النقابة اعتمدت منذ سنوات مبدأ التسويف. إطلاق عريضة وتوقيع أكثر من 400 صحافي عليها دفع النقابة لتفكر جدياً في ضرورة وضع جدول زمني".
ويقول الفاخوري لـ"العربي الجديد": "إن نضالنا نقابي مستمر، ونحن نطمح لأن تستجيب نقابة الصحافيين لمطالبنا، لأن خطواتنا مستمرة ولن تنتهي إلا بتحقيق أهدافنا، ولدينا العديد من الأدوات التي سنستخدمها، وهذا يتعلق بالبعد والمسار القانونيين، ومن الممكن اللجوء إليها إذا رفضت النقابة الاستجابة لأي من بنود هذه المبادرة أو العريضة".
ويضيف الفاخوري: "إن شعوري كصحافي بغياب النقابة في المرحلة الأخيرة، دفعني للتوقيع على هذه العريضة وقوفاً عند مسؤوليتي، تحديداً كصحافي فلسطيني يرى أن جسمه الصحافي مغيب وغير قادر على أن يأخذ دوره في المرحلة الحالية، وأيضاً غير قادر على أن يلبي احتياجات الصحافيين".
ووفق الفاخوري، فإن جزءاً كبيراً من الموقعين على العريضة هم ممن أمضوا في المهنة أكثر من 10 سنوات، وجزءاً آخر يعمل في المهنة منذ 3 إلى 9 سنوات، وجزءاً كبيراً منهم حصل على عضوية كاملة في النقابة منذ سنوات، لكنه لم يستفد منها.
الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين أعلنت، الليلة الماضية، أنها اتخذت قرار الدعوة لإجراء الانتخابات بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة والمتواصلة خلال الأشهر والأسابيع الماضية، وبعد مشاورات مع الكتل الصحافية الممثلة في النقابة.
ودعت الأمانة العامة، وفق صلاحيتها التي نصت عليها المادة 24 من النظام الداخلي، أعضاء النقابة للمشاركة في أعمال المؤتمر العام يومي التاسع والعاشر من ديسمبر الذي يتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان وانطلاق الانتفاضة الأولى المجيدة.
وأشارت إلى أنها قد أنجزت إعداد الخطة الاستراتيجية للفترة المقبلة 2023-2026 لتقديمها للمؤتمر لإقرارها، وأنجزت مشروع النظام الإداري والمالي للنقابة لإقراره من المؤتمر، كما أنجزت التقرير المالي لكل السنوات الماضية بين المؤتمرين، وأخضعتها للتدقيق من مكتب تدقيق حسابات قانوني وفق القانون والنظام، وبذلك تصبح الأمانة العامة جاهزة للانتخابات المقبلة.
وأضافت: "حرصاً من الأمانة العامة للنقابة على التشاور مع جميع مكونات الجسم الصحافي والأطر الصحافية، فإنها ستعطي فترة زمنية كافية للتشاور معها".
ورحبت الأمانة العامة بكافة دعوات إجراء الانتخابات التي تنسجم مع هذا الشأن، وأعلنت استعدادها للقاء والتشاور مع "الجميع من دون استثناء، والأخذ بكل الأفكار والمقترحات التي تخدم وجود نقابة قوية فاعلة ومهنية، بما يستحق الجسم الصحافي الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام من أجل إعلاء كلمة فلسطين ورايتها خفاقة عالية".
وتابعت: "وبالتزامن، سيواصل زملاؤنا في الأمانة العامة في قطاع غزة التشاور مع كافة الكتل الصحافية للتحضير للانتخابات في التاريخ المذكور".
كما أعلنت الأمانة العامة أنه "وفق النظام، سيتم تشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات حسب ما تنص عليه المادة 34 من النظام الداخلي، مكونة من خمسة أعضاء وهم: ممثل منتدب عن مجلس نقابة المحامين، وقاضٍ متقاعد أو خبير انتخابات ترشحه لجنة الانتخابات المركزية، وثلاثةُ أعضاء مشرفين من أعضاء الشرف المدرجين في سجلات النقابة، وذلك قبل 48 يوماً على الأقل من موعد انعقاد المؤتمر العام، مشيرةً إلى أنها ستزود لجنة الانتخابات بقوائم العضوية وتصنيفها وأصحاب حق الاقتراع".
وأوضحت أنها، وحسب النظام الداخلي للنقابة، "ستعلن جدول العملية الانتخابية بما يتضمن نشر سجل العضوية وأصحاب حق الاقتراع على لوحة الإعلانات في مقر النقابة وعلى موقعها الإلكتروني قبل 48 يوماً من موعد الانتخابات، وفتح باب الطعون والنظر بها من لجنة الانتخابات وفق ما نص عليه النظام الداخلي".
وأشارت إلى أنها كانت قد عقدت سلسلة اجتماعات مكثفة ومتواصلة مع الكتل الصحافية الممثلة في النقابة خلال الأشهر والأسابيع الماضية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما توجه نقيب الصحافيين إلى غزة وعقد بمشاركة أعضاء الأمانة العامة فيها سلسلة لقاءات "ناجحة ومتميزة" مع أغلب الكتل الصحافية التي استجابت لدعوات الحوار من أجل التحضير لانتخابات النقابة.
وفي هذا السياق، دعت النقابة كافة منتسبيها إلى تجديد اشتراكات عضوياتهم وتصويب أوضاعهم وفق ما نص عليه النظام الداخلي، حرصاً على مشاركة الجميع في العملية الانتخابية. كما دعت كافة الصحافيين غير المنتسبين للنقابة إلى الانتساب إليها وفق النظام الداخلي والأصول.