قرارات مباغتة تربك الصحافيين المصريين

07 يناير 2021
عارض صحافيون قرار تسديد الاشتراكات إلكترونياً (زياد أحمد/Getty)
+ الخط -

أزمة جديدة تواجه الصحافيين المصريين مع مجلس نقابتهم، وتحديداً السكرتير العام محمد شبانة الذي أصدر قراراً قبل أيام بتأجيل سداد الاشتراك السنوي والعلاج في نقابة الصحافيين لمدة ثلاثة أيام، واستئنافه عبر خدمة الدفع الإلكتروني من "شركة فوري".

يتزامن بداية كل عام مع موعد اشتراك الصحافيين في مشروع العلاج المقدم من النقابة كغطاء للتأمين الصحي، أو تجديد الاشتراك، والاشتراك أو تجديد عضوية النقابة.

بيان شبانة بشأن هذه القرارات المفاجئة جاء "تماشياً مع الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية وللحفاظ على صحة الزملاء الصحافيين، وحرصاً على التباعد في ظل الازدحام المتوقع في مبنى النقابة خلال هذه الفترة من كل عام، وهو ما لا يجوز حدوثه خلال العام الحالي لظروف تفشي (كوفيد-19)".

لكن الصحافيين لم يرضوا بهذه القرارات، واعتبروها مباغتة وغير صائبة وتعطل جميع مصالحهم، فضلًا عن كونها غير مدروسة وغير مخطط لها، وكان ينبغي التحضير لها منذ فترة، خاصة أن فيروس كورونا الجديد منتشر منذ أكثر من عام.

تُصوب الانتقادات على السكرتير العام محمد شبانة

شبانة ليس فقط السكرتير العام لنقابة الصحافيين المصريين، بل عُين أخيراً عضواً في مجلس الشيوخ المصري، وهو إعلامي رياضي بارز، وأحد أبرز أعضاء مجلس نقابة الصحافيين الداعمين للنظام المصري الحالي، ما يجعله على خلاف دائم مع عدد غير قليل في مجلس النقابة وبالطبع أعضاء الجمعية العمومية للصحافيين، لا سيما بعد مواقفه الصريحة والمعادية للحريات الصحافية وشق وحدة الصف النقابي.

استمر الحال على ما هو عليه منذ صدور تلك القرارات، من دون إعلان عن أي تفاصيل لاحقة، ما زاد من حالة الغضب على أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين الذين فوجئوا بإغلاق مبنى النقابة كله باستثناء الطابق الأرضي بقرار من شبانة، عندما توجه عدد منهم لتجديد مشروع العلاج أو الاشتراك.

فقرارات سكرتير النقابة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ولم يسمع بها قطاع كبير من الصحافيين، ما زاد من حدة غضبهم. وكتب الصحافي علي القماش عبر حسابه على "فيسبوك": "ذهبت إلى مبنى النقابة صباح اليوم. لم أجد فوضى أكثر من ما رأيته أنا وغيري نتيجة عبقرية شبانة... عبقري زمانه جمع كل إدارات النقابة من دون استثناء في مكان واحد وهو الطابق الأرضي الذي ليس فيه أي منفس هواء تحت شعار القرافة للجميع!".

وأضاف القماش "لم تتوقف المسخرة عند هذا الحد من التزاحم وتداخل الأصوات... زميلة صحافية ــ ومؤكد فيه حالات كثيرة مثلها ــ ذهبت لمبنى النقابة على عجل لتحصل على العلاج الجديد لإنقاذ أمها، فإذا بالموظفين يردون أن الاشتراك متوقف وفقا للتعليمات. تم الاتصال بمقرر مشروع العلاج وعضو المجلس أيمن عبد المجيد، فكشف عن فضيحة بجلاجل وهي أن النقابة عبارة عن عزبة يديرها شبانة لوحده، وأنه لم يوافق على إيقاف الاشتراك إلا عند التنفيذ الفعلي لما يسمى بنظام فوري لإنقاذ مثل هذه الحالة... وطلب أيمن أي موظف يحدثه تلفونياً، فرفض مدير النقابة سعيد حسني، رغم أنه المختص بالعلاج".

وقال إن "الابن المدلل لسكرتير عام النقابة سعيد حسني تواصل معه تلفونياً ليؤكد له إصراره على وقف مشروع العلاج، وبالتالي فلتتعرض والدة الصحافية للموت في سبيل تنفيذ حياة قرارات شبانة! أوامر شبانة وصلت إلى إطفاء الأنوار في أدوار النقابة وإيقاف موظفي أمن على أبواب المصاعد".

وقال أحد الصحافيين رافضاً الكشف عن هويته إن شبانة الذي حول مسماه الوظيفي من سكرتير عام النقابة إلى الأمين العام، حول النقابة إلى "عزبة"، ويرجح أن يكون "النقيب القادم" في ظل رضا الجهات الأمنية والسيادية عليه. وأضاف أن "العمل داخل النقابة أصبح بالواسطة أو الاتصال التلفوني، رغم أن معظم تلفونات الأعضاء مغلقة أو لا ترد، وأصبح الصحافي يتسول الخدمات الخاصة به خاصة مشروع العلاج"، مؤكداً أن نظام "الدفع الفوري" غير قانوني وربما هو أمني بحت، علماً أن الصحافي مطالب بتسجيل كافة بياناته.

دشن صحافيون وسم #أرفض_وصاية_محمد_شبانة

وعلى خلفية هذه الاعتراضات، صاغ شبانة بياناً من 11 بنداً، ونشره أيضاً عبر حسابه الخاص على موقع "فيسبوك" للرد على الصحافيين. وجاء فيه "قرر مجلس النقابة بالإجماع، حفاظاً على أرواح وصحة الزملاء، الاتفاق مع شركة (فوري)، لتكون الاشتراكات جميعها من خلالها، سواء الاشتراك السنوي أو اشتراك العلاج أو رسوم استخراج بطاقة العضوية… لم نخترع الذرة، وإنما في ظل ظروف الجائحة قامت الكثير من النقابات بالإجراءات نفسها في خدمة العلاج والاشتراكات، ومنها اتحاد الأطباء أخيراً".

وأضاف "هناك قليلون جداً نسجوا من خيالهم قصصا وحكايات غير صحيحة وغير أمينة في محاولة للتقليل من المجهود الذي يحدث، وهي أمور مفهومة مع اقتراب موعد الانتخابات ولا تستحق عناء الرد عليها، إذ إن الأهم هو الحفاظ على صحة جميع الزملاء والزميلات".

ورد عشرات الصحافيين على البيان الذي وصفوه بالهجومي، مدشنين وسم "#أرفض_وصاية_محمد_شبانة"، ومؤكدين أن واحدة من أساسيات الإدارة الصحيحة وتحديداً في سبل الدفع والسداد هي الإتاحة والتنوع، وعدم إجبار الجميع على اعتماد آلية واحدة.

المساهمون