أكد خبير الإعلام الرقمي والتضليل الإعلامي، مارك أوين جونز، زيف فيديو ظهرت فيه فتاة تدعي أنها تتكلم من مستشفى الشفاء بقطاع غزة، يوم السبت الماضي، وزعمت فيه أن حركة حماس "سرقت وقوداً وأدوية من المستشفى".
وفي حديث لـ"الأناضول"، يشير جونز إلى أنّ الأصوات في الفيديو، تم التأكد من أنها تأثيرات صوتية مركبة على الفيديو.
وفي وقت سابق، نشر حساب باسم Open Source Intel على منصة إكس، فيديو لفتاة ترتدي لباس التمريض وتدعي أنها تعمل بمستشفى الشفاء بقطاع غزة، وزعمت باللغة الإنكليزية وهي "تبكي وخائفة"، أن "حماس سرقت الوقود ومواد مثل المورفين من المستشفى".
وشوهد الفيديو من حساب Open Source Intel وحده أكثر من 13 مليون مرة قبل أن يُحذف. وفي الفترة التي تم فيها تداول الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر الحساب قربه من الجيش الإسرائيلي، وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني حذف الحساب الفيديو.
وذكر منشور لاحق في حساب Open Source Intel أن الفيديو لا يمكن التأكد من صحة مصدره. وأكد جونز أنّ الفيديو مزيف بشكل واضح، ويبرز ذلك في اللكنة والإنارة بالغرفة رغم ادعاء الفتاة بأن عناصر حماس "سرقوا كل الوقود من المستشفى"، وأصوات الانفجارات المركبة على الفيديو.
وذكر جونز أنّ كشف الفتاة لوجهها جانب آخر لتلفيق الفيديو، قائلاً: "إذا كانت تخاف من حماس وتهمس بذلك، لماذا تكشف أثناء التصوير عن وجهها الذي سيراه العالم بأسره وقبل ذلك ستراه حماس". وفي إشارة إلى وضع الفتاة كمامة، أكد جونز أنّه من النادر ملاحظة ممرضة ترتدي الكمامة في مستشفى الشفاء، رغم كثرة المشاهد الواردة من هناك. ودعا الخبير الإعلام الرقمي إلى التنبه أيضاً لكون الممرضة وحدها أثناء التصوير.
وفي تقرير أعدّه موقع مسبار، أوضح الأخير أنه بعد انتشار مقطع الفيديو، لوحظ أن اللهجة التي تتكلم بها الممرضة ليست عربية. وجراء الشكوك في صحة المقطع، تواصل الصحافي يونس الطيراوي مع أطباء داخل مستشفى الشفاء. وفي منشور على منصة إكس، أوضح الطيراوي: "لقد تحدثت للتو مع العديد من الأطباء والممرضات من مستشفى الشفاء، وأجابوا جميعاً في بيان: لا نعرف هذه المرأة، ولم تعمل هنا من قبل ولم نرها أبدًا في المستشفى".
يشير "مسبار" إلى أن تحليل صوت الممرضة، يكشف وجود قنوات صوتية عدة داخل الفيديو، ويُظهر أن هناك لحظات من الصمت الكامل، وهو أمر غير متوقع في مستشفى مزدحم مثل مستشفى الشفاء. علاوة على ذلك، يتضح من التحليل وجود تكرار في أصوات القصف بترددات صوتية متشابهة للغاية، ما يشير إلى احتمالية كبيرة أن الفيديو قد تم تعديله، وأن أصوات القصف أُضيفت إليه كتأثيرات صوتية.
من ناحية أخرى، تتبع "مسبار" شبكة ناشري الفيديو، ووصل إلى أحد الناشرين الأصليين للمقطع، وهو حساب على تيك توك كان من أوائل من شاركوا الفيديو، ووجد مسبار أنه حديث؛ إذ أُنشئ بالتزامن مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي.