تسعى الحكومة الفيتنامية إلى تشديد التدقيق في محتوى البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"غوغل"، في آخر تحرك لها لكبح الأنشطة الرقمية التي تتهمها بمعاداة الدولة.
وتنص مسودة مشروع مرسوم صادر عن وزارة الإعلام والاتصالات على أنه يجب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي العابرة للحدود العاملة في فيتنام توفير معلومات الاتصال لمشغلي الحسابات الذين لديهم أكثر من 10 آلاف متابع أو مشترك، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" اليوم الأربعاء.
تقدر الوزارة أن المنصات الفيتنامية الأفضل للتواصل الاجتماعي تضم نحو 80 مليون مستخدم مجتمعة، فيما يسيطر المنافسون الأجانب بـ65 مليون مستخدم لـ"فيسبوك" و60 مليون مستخدم لـ"يوتيوب" و20 مليون مستخدم لـ"تيك توك".
قالت الوزارة إن المنصات المذكورة "لا تبدي التزاماً كاملاً بالقوانين الفيتنامية" مضيفة أن الكثير من المحتوى المنشور عبرها "مضلل، ويثير القلاقل والارتباك في المجتمع، ويعزز غياب المساواة بين الشركات المحلية والأجنبية".
وزعمت أن الأشخاص يستخدمون منصات مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"تيك توك" بشكل متزايد في نشر أخبارهم الخاصة أو المعلومات الكاذبة.
تتطلب المسوَّدة ــ التي لم يُوافق عليها بعد ــ من مقدمي وسائل التواصل الاجتماعي حظر أو إزالة المحتوى الذي أبلغ عنه في غضون 24 ساعة، بناءً على طلبات "مبررة" من قبل الأفراد الفيتناميين والمنظمات المتضررة.
ذكرت وكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، أن "المؤثرين" على وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد هم أشبه بجنود معروفين باسم "القوة 47"، وهم مكلفون إنشاء مجموعات على "فيسبوك" موالية للدولة، والإشراف عليها، لتصحيح "الآراء الخاطئة" على شبكة الإنترنت.
واعتبرت "منظمة العفو الدولية" (أمنستي)، العام الماضي، أن "فيسبوك" و"يوتيوب" تسمحان لنفسيهما بأن تكونا أداتين للرقابة بيد السلطات الفيتنامية. وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما "فيسبوك" و"يوتيوب"، تتحول إلى "ساحات للرقابة وللجيوش الإلكترونية والمتصيدين الذين ترعاهم الدولة".
ولفتت المنظمة إلى انصياع "فيسبوك" للسلطات في فيتنام عبر الاستجابة للشكاوى التي تقدمها لفرض رقابة على المحتوى، وخاصة الانتقادات التي ينشرها ناشطون، علماً أنها محمية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وتعد فيتنام سوقاً مربحة لـ"فيسبوك" و"غوغل" التي تملك منصة "يوتيوب". عام 2018 بلغ دخل "فيسبوك" منها نحو مليار دولار أميركي، ما يقرب من ثلث إجمالي الإيرادات من جنوب شرق آسيا. كسبت "غوغل" 475 مليون دولار أميركي خلال الفترة نفسها، بفضل إعلانات "يوتيوب".