"فوكس نيوز": مجزرة الطحين لم تحصل

خصصت شبكة فوكس نيوز الأميركية 12 دقيقة فقط لتغطية مجزرة الطحين التي سقط على إثرها مئات الشهداء والجرحى، بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقافلة مساعدات في غزة، فيما خصصت لها "سي أن أن" و"إم إس إن بي سي" مجتمعتَين أربع ساعات.

جاءت هذه الأرقام في دراسة أجرتها "ميديا ماترز"، وهي منظمة أميركية غير ربحية تراقب أداء الإعلام داخل الولايات المتحدة.

وفي 29 فبراير/شباط الماضي، فيما بات يُعرف باسم "مجزرة الطحين"، استهدف جيش الاحتلال عشرات الفلسطينيين الذين تجمّعوا بالقرب من قافلة مساعدات غذائية في غزة، وهو ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 118 فلسطينياً وإصابة 760 آخرين، لتضاف إلى سلسلة المجازر التي يرتبكها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في غزة. على مدار الأيام الأربعة التالية، خصصت منابر الأخبار، تحديداً "سي أن أن" و"إم إس إن بي سي" جزءاً من التغطية للمجزرة، في حين تجاهلتها "فوكس نيوز" تقريباً. 

مجزرة الطحين في تغطية "فوكس نيوز"

في الفترة من 29 فبراير/شباط إلى 3 مارس/آذار، خصّصت شبكة فوكس نيوز 12 دقيقة فقط من التغطية للمجزرة بحسب أرقام "ميديا ماترز". وخلال تلك الفترة، بثت "فوكس نيوز" مقابلة واحدة فقط حول الجريمة الإسرائيلية، وكانت مع المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي ألقت باللوم على حركة حماس في ما حصل، رغم إظهار الفيديوهات بوضوح إطلاق جيش الاحتلال النار باتجاه الغزيين المتجمهرين. وادّعت المتحدثة، تال هاينريش، من دون معارضة من المذيع، أن المقاطع حول الحادث كانت دعاية لحركة حماس، وتهدف إلى "إثارة المعارضة الدولية ضد إسرائيل وحربها على غزة".
وفي أحد المقاطع، شكّك مذيع "فوكس نيوز"، جون روبرتس، في العدد التقديري للشهداء والجرحى، قائلاً إن العدد قدّمته "وزارة الصحة في غزة، وهي تابعة لحركة حماس" بحسب تعبيره.

مجزرة الطحين في تغطية "سي أن أن" و"إم إس إن بي سي"

أما "سي أن أن" و"إم إس إن بي سي" فأفردتا مساحة أكبر من التغطية للمجزرة، وبثتا مقاطع شاملة حول الجريمة والأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على شمال القطاع خاصة، بحسب ما رصدته "ميديا ماترز".

إعلام وحريات

التحديثات الحية

تقرير بالأرقام يعرّي اللغة المنحازة لإسرائيل في الإعلام البريطاني

وخصّصت شبكة "سي أن أن" ساعتين و39 دقيقة من التغطية لـ"مجزرة الطحين"، تلتها شبكة "إم إس إن بي سي" بساعة و57 دقيقة. وشدّدت تغطية الشبكتين على الآثار الإنسانية للمجاعة الوشيكة في غزة. وكضيف في برنامج "نيوز نايت" على شاشة "سي أن أن"، فضح مذيع "إم إس إن بي سي" السابق مهدي حسن الرواية القائلة إن سقوط الشهداء الغزيين كان نتيجة التدافع، مذكراً بأن معظم الجروح كانت ناجمة عن طلقات نارية.
وعلى شبكة "إم إس إن بي سي"، قال المقرّر الخاص المعني بالحق في الغذاء في اللأمم المتحدة والأستاذ في كلية القانون بجامعة أوريغون، مايكل فخري، إن مثل هذه الحوادث تظهر أن إسرائيل تنكر حق الفلسطينيين في غزة في الحصول على طعام جيد. وذكّر فخري بأن إسرائيل تتحمل المسؤولية بموجب القانون الدولي عن ضمان تقديم الإغاثة الإنسانية، أو تمكين الإغاثة من الوصول إلى الناس في فلسطين.