فنزويليات يعانين مضاعفات تلقيهِنّ حقناً من مادة البوليمرات التجميلية

22 اغسطس 2023
تصل كلفة عمليات استخراج المواد من الجسم إلى 11 ألف دولار (ماغدة جيبيلي/ فرانس برس)
+ الخط -

تسير ماريا سانشيز (50 عاماً) ببطء داخل منزلها في كاراكاس وهي تحمل كيسَي تصريف معلّقين في خاصرتها، بعد خضوعها لعملية جراحية هي الثانية لها... فبعد عشر سنوات على تلقيها حقن البوليمرات الحيوية لزيادة حجم أردافها، تعاني راهناً من تبعات قرارها.

وتمتد إحدى الندوب عبر أسفل ظهرها، لتذكّرها بأوّل عملية خضعت لها قبل ثمانية أشهر لإزالة 90% من 125 ملليمتراً من البوليمرات الحيوية حُقنت في أردافها عام 2006.

وتقول لوكالة فرانس برس: "أنا مشوّهة، وعليّ أن أتحمّل".

وحُظرت البوليمرات الحيوية غير المغلفة التي يجري حقنها وتتوسّع داخل الجسم على عكس الأطراف الاصطناعية في فنزويلا سنة 2012، بعدما كانت تُستخدم بصورة كبيرة وعلى مدى سنوات في صالونات التجميل وحتى في العيادات الطبية.

وتُعدّ الجراحات التجميلية تقليداً راسخاً في فنزويلا التي تشتهر بملكات جمالها اللواتي يشاركن في مسابقات الجمال العالمية.

وكانت حقن البوليمرات الحيوية تبدو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بمثابة عملية ثورية، تجنّب مستخدميها الخضوع لعمليات جراحية. وفيما كانت زيادة حجم الأرداف رائجة آنذاك، كان هذا السائل الثمين يُحقَن أيضاً في الثديين والساقين والأعضاء التناسلية لدى الرجال.

ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الأشخاص الذين واجهوا مضاعفات خاصة بالبوليمرات الحيوية، وعبثاً حاولت وكالة فرانس برس الحصول على إحصاءات من وزارة الصحة. أما وسائل الإعلام المحلية فتحدّثت عن حالة وفاة واحدة مرتبطة بحقن البوليمرات الحيوية.

ويقول الجراح خوان كارلوس بلانكو، الذي يسعى إلى ترميم الضرر الناجم عن تحلل البوليمرات الحيوية "ما يخرج من الجسم هو زيت". وتولّى منذ سنة 2018 معالجة نحو خمسين حالة، تعيّن خضوع 20 منها إلى عمليات جراحية، على غرار ما حصل مع ماريا سانشيز.

تعطّل البوليمرات الحيوية جهاز المناعة الذي لا يتوقّف عن محاربتها، مما يعرّض الشخص لحمى وتورّم وآلام.

وواجهت ماريا سانشيز معاناة على مدى أشهر. وشُخّصت بأمراض مختلفة من التهاب المفاصل والروماتيزم وصولاً إلى مرض الذئبة، قبل أن يتوصّل الأطباء إلى أنّ البوليمرات الحيوية هي السبب الكامن وراء مشاكلها الصحية. وتقول: "لم يخطر ببالي قط أنّ ما كنت أعانيه هو نتيجة حقن هذه المادة في أردافي".

وقد تصل كلفة عمليات استخراج هذه السوائل من الأرداف إلى 11 ألف دولار.

وهذا هو المبلغ الذي يتعيّن على سوزانا (39 عاماً)، وهو اسم أُعطي لامرأة فضّلت عدم ذكر اسمها الحقيقي، لدفع تكاليف ثالث عملية تخضع لها.

وقبل 12 سنة، حقنت سوزانا أردافها بالبوليمرات الحيوية رغبةً منها أيضاً في رفع حجمها. وبعد خمس سنوات، بدأت تشعر بآلام عقب حملها للمرة الثانية.

وتقيم سوزانا في أعلى قسم من أحد الأحياء الفقيرة الواقعة على تلال كاراكاس، ويُعتبر التنقّل بمثابة جحيم لها. وتقول: "أعجز عن المشي لمسافات طويلة، إذ عليّ نقع قدميَّ في ماء ساخن".

ويتّفق الجراحون على أنّ إزالة كل المادة المحقونة خطوة مستحيلة. ويؤكّد الطبيب بلانكو أنّ أي متخصص يدّعي عكس ذلك يكون "كاذباً"، مضيفاً: "ستبقى كمية ما ولو صغيرة داخل الجسم".

وكان يوصَى قبل اعتماد التقنيات الجراحية، بعدم لمس المنطقة المصابة.

وتروي سوزانا أنها بعدما مرضت، خضعت سنة 2017 لعملية جراحية بتقنية محظورة مشابهة لشفط الدهون، في خطوة تصفها بـ"الخاطئة". وكلّفتها هذه العملية ثلاثة آلاف دولار فيما زادت من "سوء" وضعها. وتقول: "لم أعد أستطيع المشي". وفي عام 2019، خضعت لعملية جراحية طارئة كلّفتها خمسة آلاف دولار.

وتظهر الندوب على القسمين العلوي والسفلي من أردافها، وقد أصيبت بضرر بسبب العمليتين الجراحيتين، فيما تنتظر الخضوع لعملية ثالثة.

وتقول إنّ "الطبيبة المتخصصة ستزيل أكبر كمية ممكنة من السائل، وقالت لي ألّا أكرهها في حال عادت أردافي مسطّحةً"، مضيفةً: "لن أشعر بأي كره تجاهها بل سأكون ممتنة جداً لها".

(فرانس برس)

المساهمون