فنزويلا: الصحافيون يلجأون إلى الذكاء الاصطناعي لتجنب القمع

28 اغسطس 2024
مراسلون في هيئة الانتخابات الفنزويلية في كاراكاس، 27 يوليو 2024 (خوان باريتو/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مبادرة "عملية إعادة التغريد"**: أطلق الصحافيون الفنزويليون مبادرة "عملية إعادة التغريد" بعد الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو/تموز، بمشاركة 20 منصة إخبارية و100 صحافي، باستخدام شخصيات ذكاء اصطناعي لحماية هوياتهم وكشف القمع الحكومي.

- **الاضطهاد والقمع**: يقبع تسعة صحافيين في السجن، وتم طرد عشرات العاملين في وسائل الإعلام العامة بسبب تعاطفهم مع المعارضة. منصة إكس محظورة منذ 8 أغسطس.

- **تغطية الأحداث والاحتجاجات**: كشفت تحقيقات "عملية إعادة التغريد" مسؤولية قوات الأمن عن قتل المتظاهرين، مما يتناقض مع الرواية الرسمية، ووصف الصحافيون الفنزويليون بـ"رجال الإطفاء الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الديمقراطية".

في ظل الضغوط المتزايدة على العمل الصحافي في فنزويلا تحت حكم الرئيس نيكولاس مادورو، بدأ الصحافيون الفنزويليون باستعمال شخصيات مصنوعة بالذكاء الاصطناعي لنقل الأخبار وتغطيتها ضمن مبادرة تحمل اسم "عملية إعادة التغريد" (Operación Retuit)، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية.

وانطلقت المبادرة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو/ تموز الماضي، والتي شهدت فوز مادورو بولاية ثالثة، وسط اتهامات من معارضيه المدعومين من الولايات المتحدة بتزوير الانتخابات، ويشارك فيها قرابة 20 منصة إخبارية ونحو 100 صحافي.

يقدم المذيعان الافتراضيان "لا شاما" و"إل بانا" نشرات إخبارية يومية، تكشف عن واقع القمع الحكومي للمعارضة. يساعد هذا النهج المبتكر في حماية هويات المراسلين الحقيقيين مع ضمان استمرار مشاركة الأخبار والمعلومات حول الوضع في فنزويلا مع العالم.

وقال مدير منصة كونيكتاس الموجودة في كولومبيا التي تدير المبادرة، كارلوس إدواردو هويرتاس إن استخدام الذكاء الاصطناعي ليس مجرد حيلة، بل استجابة "للاضطهاد والقمع المتزايد الذي يعاني منه زملاؤنا في فنزويلا". أضاف في حديث مع "ذا غارديان" أن "الظهور أمام الكاميرا لم يعد منطقياً" في ظلّ قمع نظام مادورو، لذاك كان الحل بخلق صحافيين افتراضيين لإخفاء هويات المراسلين الحقيقيين".

في أوّل إطلالة للمذيعة الاصطناعية "لا شاما"، مطلع أغسطس/ آب الحالي، رفقة زميلها "إل بانا"، قالت إنّها تأمل في نشر الحقائق "حول ما يجري فعلاً في فنزويلا". تابعت: "ولكن قبل أن نستمر - في حال لم تلاحظ - نريد أن نعلمك أننا لسنا حقيقيين".

وفقاً لاتحاد الصحافيين الفنزويليين، يقبع في السجن حالياً تسعة صحافيين، من بينهم: المراسل الرياضي باول ليون (26 عاماً)، والذي قبضت عليه الشرطة أثناء تصويره الاحتجاجات السلمية، قبل أنو توجه له اتهامات بالإرهاب تصل عقوبتها إلى 30 عاماً. إضافة إلى الصحافية المعروفة في مجال الترفيه كارميلا لونغو، والتي اعتقلتها الشرطة من منزلها الأحد الماضي، إثر طردها من صحيفتها الموالية للحكومة "أولتيماس نوتيسياس".

ومنذ انتهاء الانتخابات، ندد الاتحاد بطرد عشرات العاملين في وسائل الإعلام العامة بسبب تعاطفهم مع المعارضة على شبكات التواصل الاجتماعي. علماً أن مادورو يتهم المعارضة باستخدام المنصات لشنّ "حملات كراهية"، كما أن منصة إكس التي أعلن الرئيس تعليق الوصول إليها لمدة عشرة أيام في الثامن من أغسطس الحالي، لا تزال محظورة.

وكتب موقع "كاراكاس كرونيكلز" المختص بالشأن الفنزويلي: "المصادر لا تتحدث. الصحافيون مجبرون على العمل بشكل مجهول، وفي بعض الأحيان مختبئين، ويخفون هوياتهم خوفاً من انتقام الحكومة. كما صمتت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي".

وصادقت المحكمة العليا، التي يعتبرها معظم المراقبين تابعة للحكومة، على فوز نيكولاس مادورو (61 عاماً) بولاية رئاسية ثالثة. وأثار إعلان فوز الرئيس الاشتراكي احتجاجات عفوية قُمعت بعنف. وسقط في تلك الاحتجاجات 27 قتيلاً وجُرح 192 شخصاً، بينما أوقفت السلطات 2400 آخرين، وفق مصادر رسمية.

في الحلقة الثانية من "عملية إعادة التغريد" قدّم المذيعان الافتراضيان خلاصة تحقيقات جماعية أجراها صحافيون محليون، تشير إلى مسؤولية قوات الأمن الحكومة عن قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات، بما يتناقض مع الرواية الرسمية التي تلقي باللوم على المعارضة.

وقال المذيع "إل بانا": "لقد قُتل جميع الضحايا بأسلحة نارية، ووفقاً لشهود العيان، فإن الجناة المشتبه بهم كانوا ضباط شرطة أو جنوداً أو مجموعات شبه عسكرية تُعرف هنا في فنزويلا باسم كوليكتيفوس".

وشبه هويرتاس الكولومبي زملاءه الفنزويليين بـ"رجال الإطفاء الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الديمقراطية"، تابع: "إنهم موجودون في الخطوط الأمامية، ويقومون بالعمل الذي يحتاجه المجتمع منهم".

المساهمون