فنانون من غزة يحيون حفلات بدوية في سيناء

15 نوفمبر 2021
"الدحية" من التراث الفني البدوي (يوتيوب)
+ الخط -

شهدت محافظة شمال سيناء شرقي مصر إحياء حفلات بدوية بمشاركة فنانين بدو من غزة للمرة الأولى، في ظل الهدوء الأمني الذي تشهده المحافظة منذ عدة أسابيع، والتسهيلات المحدودة التي يقدمها الجيش المصري للمواطنين على الكمائن والحواجز العسكرية.

وسمحت الأوضاع الجديدة بعودة مئات المواطنين إلى منازلهم في القرى التي كانت مسرحاً لعمليات الجيش ضد تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، فيما شكل حضور الفنانين الفلسطينيين، عبر معبر رفح البري الواصل بين سيناء وقطاع غزة، بارقة أمل في ذهاب الأوضاع الحياتية في شمال سيناء للأفضل خلال الفترة المقبلة.

وفي التفاصيل، قال أحد وجهاء عائلة أبو سنجر التي استضافت الفنانين أو من يسمون "بديعة الدحية"، وهو تراث بدوي أصيل، إن الفكرة جاءت من باب التغيير وإحياء الحفلات بشكل جديد، وبعد نقاش طويل تم الاتفاق على استضافة البديعة من سكان قطاع غزة لإحياء حفلات خاصة بالعائلة في شمال سيناء، وتحديداً في مدينة الشيخ زويد.

وأضاف أنه "كان هناك هاجس من عدم موافقة الأجهزة الأمنية على استضافة الفنانين الفلسطينيين، إلا أن ذلك الهاجس أزيل بحضور بعض القيادات الأمنية الميدانية إلى الحفل ومشاركتنا فرحتنا بأبنائنا".

وأوضح أن الاستضافة كانت لبديعة الدحية المعروفين في غزة، وهم أيوب أبو جليدان ومحمود أبو خماش وأنس أبو جليدان، وجميعهم من مدينة رفح الملاصقة للحدود مع مصر، وتربطهم علاقات صداقة ومتابعة لأعمالهم الفنية من قبل مئات الشباب البدو في شمال سيناء.

وبيّن أن الحفل جذب المئات من أبناء المحافظة إلى أفراح آل أبو سنجر لحضور الحفل والاستمتاع بمشاهدة البديعة عن قرب، بعد سنوات من مشاهدتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن المواطنين شعروا ببارقة أمل بدأت تلوح بالأفق بإمكانية تبدل الحال الذي عاشوه منذ عام 2013، نتيجة الحرب التي كانت دائرة بين الجيش وتنظيم داعش الإرهابي، وأدت إلى تكبيد المواطنين خسائر في الأرواح راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح ومعتقل ومفقود، بالإضافة إلى خسائر مادية فادحة طاولت لقمة عيشهم، ومسكنهم وكل مقومات الحياة.

يشار إلى أن محافظة شمال سيناء شهدت زيارات مكوكية لقيادات عسكرية وأمنية خلال الفترة الماضية، وتبعتها قرارات تتعلق بالحياة اليومية للمواطنين على صعيد تحسين شبكات الاتصال وإمدادات الوقود، وتسهيل الحركة على الطرقات، والسماح لسكان عدد من القرى بالعودة إليها، وصرف جزء من التعويضات والمستحقات المالية للمواطنين بعد فترة طويلة من الانتظار، فضلاً عن تخفيف وجود قوات الجيش في المناطق السكنية وتسليمها لقوات الشرطة المدنية.

وفي التعقيب على ذلك، قال أحد مشايخ محافظة شمال سيناء لـ"العربي الجديد" إن قطاع غزة مرتبط بعلاقات تاريخية على الأصعدة كافة مع محافظتنا، إذ إن عشرات العائلات مقسمة بين شطري الحدود كآل زعرب وقشطة والشاعر وبرهوم وسنجر والحمايدة وأبو عكر، والكثير من القبائل العربية تنقسم بين المنطقتين.

المساهمون