غنى نجم البوب البريطاني روبي ويليامز في حفل افتتاح مونديال روسيا 2018. لكن قلة تعرف أنه بدأ حياته لاعب كرة قدم لفترة وجيزة في فريق بورت فاليه Port Vale، قبل أن ينخرط في فرقة البوب الإنكليزية Take That، بداية التسعينيات، ليحقق بعد ذلك مسيرة منفردة تُعد واحدة من الأكثر نجاحاً في البوب البريطاني.
لم يكن ويليامز فقط بين قائمة المشاهير الذين غيروا مسارهم من كرة القدم إلى الفن أو مجالات أخرى. هناك بعض مشاهير السينما والغناء، سواء من العالميين أو العرب، تطلعوا إلى احتراف كرة القدم، قبل أن يتجهوا لأسباب مختلفة نحو عالم التمثيل أو الغناء. حتى أن بعضهم تمتع بموهبة كان يمكنها أن تجعل منهم لاعبين محترفين. لكن آخرين لم تكن رغبتهم كافية في دفع مسيرتهم إلى مرحلة احترافية، وحققوا النجاح في ما أصبحوا عليه لاحقاً. ولعل ذلك هو خيارهم الأصوب لما حققوه من نجاح وشهرة كفنانين.
وهكذا، استمر اهتمام كثير من الفنانين بكرة القدم، من بوابة الانتماء إلى أندية شهيرة، ومتابعتها إلى جانب زحمة مشاغلهم. وبين أولئك أسماء لامعة في الفن، في السينما والغناء.
أنطونيو بانديراس
التحق الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس بأحد الأندية المحلية في مدينة ملقة الإسبانية، مسقط رأسه. وكان من الممكن أن يكون لاعب كرة قدم محترفاً، بل أن ذلك ما سعى إليه حتماً. ووفقاً لمدربه السابق، أنطونيو ماتيز، كان الممثل مهاجماً موهوباً، مؤكداً أنه كان مهذباً للغاية بالنسبة لمجال كرة القدم، إذ لعب لفريقه المحلي في ملقة بين عامي 1974 و1977، من دون أن يتعرض إلى الطرد. حتى أنه ظهر أمام فريق شباب ريال مدريد آنذاك، قبل أن تدفعه إصابة في الكاحل لإنهاء مسيرته مبكراً، ويتجه إلى التمثيل.
شون كونري
يعتبر الممثل الاسكتلندي، شون كونري، أشهر من أدى دور جيمس بوند على الإطلاق. وخلال شبابه، كان لاعباً مع فريق سلتك، وممثلاً غير متفرغ. حتى أنه حصل على عرض من مدير مانشستر يونايتد للعب ضمن صفوف الشياطين الحمر، بعقد أسبوعي قيمته 25 جنيهاً إسترلينياً. لاحقاً، يؤكد كونري، أنه بالفعل أراد قبول العرض لأنه يحب كرة القدم. لكنه فكر في أن مسيرة أي لاعب كرة قدم من الدرجة الأولى تنتهي في الثلاثين من عمره. وكان وقتها قد بلغ الثالثة والعشرين. واتخذ، حينها، قراره رافضاً العرض، ليتفرغ من أجل العمل في السينما. وحقق نجاحاً كممثل استمر معه عقوداً. ومن حسن الحظ أن لاعبي كرة القدم المحترفين لم يفكروا مثله.
بوب مارلي
خوليو إغلسياس
عُرف المغني الإسباني خوليو إغلسياس على نطاق واسع حول العالم. وإضافة إلى الإسبانية، غنى بلغات أخرى، مثل الإنكليزية والفرنسية والإيطالية. وفي فترة مبكرة، انضم لنادي ريال مدريد فريقه المُفضل، وكان الحارس الاحتياطي في فريق الكاستيا شباب الريال. ومثل آخرين، تعرض لإصابة أنهت مسيرته الكروية، ليركز على موهبته في الغناء. وربما كلاعب كرة قدم، لم يكن ليحقق نفس نجاحه وشهرته مُغنياً. تميز بصوت مبحوح انسجم مع طابع أغانيه الحزينة والرومانتيكية التي تحدثت عن الحب والفراق.
توم كروز
أولي مورس
أجبرت الإصابة المُبكرة لمغني "ذا إكس فاكتور"، أولي مورس، على أن ينهي مسيرته مبكراً في كرة القدم. لكن مورس يمتاز عن كثيرين مما هم في القائمة بموهبة استثنائية، كان يمكنها أن تجعل منه لاعب كرة قدم بارزاً، إذ كان بمقدوره وضع الكرة بين قدميه والاحتفاظ بها. وربما كانت ستمنحه فرصة لأن يلعب جنباً إلى جنب مع نجم وسط ريال مدريد الألماني الدولي السابق توني كروس، والذي يعتبره مورس لاعبه المُفضل. ومورس من عشاق مانشستر يونايتد، ومشجع متعصب له.
كولين فاريل
ينتمي الممثل الأيرلندي كولين فاريل إلى أسرة رياضية، فوالده وعمه كانا لاعبي كرة قدم محترفين في أحد الأندية الأيرلندية. وتطلع فاريل في طفولته إلى أن يصبح لاعباً مثلهما. وفي التاسعة من عمره، رأى مارادونا كيف كان بمقدوره جعل الكرة تتحدث. لكن والده ظل يخبره بشكل دائم، أنه ليس متعطشاً بما يكفي لكرة القدم. وعندما بلغ الرابعة عشرة، عرف جيداً أن الكرة سقطت من مشروعه. كان والده محقاً، إذ إنه كان متعطشاً بما يكفي لركوب طائرة إلى لوس أنجيلس، وفي هوليوود حقق نجاحاً لافتاً كممثل سينمائي.
ستيف هاريس
لم يتعرض عازف الباص الشهير ستيف هاريس الذي أسس فرقة "آيرون ميدن" لإصابة حالت دون أن يكمل مسيرته في كرة القدم. لعب في مراهقته لنادي ويستهام الذي ما زال أحد مشجعيه المتعصبين. يقول مايدن، في تصريح له، إن عمر 14 هو العمر الخطأ. حينها كل ما أراد فعله البدء بتناول القليل من البيرة والتعرف على بعض الطيور. إنها مسألة، على حد تعبيره، لا صلة لها بلعب كرة القدم، إذ يريدونك مبكراً في السرير. لم يكن هاريس مستعداً للانضباط الذي تتطلبه اللعبة، وغادرها إلى الفن، مُبقياً شغفه لها كمشجع ومُتابع لناديه اللندني.
لوتشيانو بافاروتي
كان مغني التينور في الأوبرا، الإيطالي لوتشيانو بافاروتي، الابن الوحيد لعائلته. وتطلع، مثل كثير من أبناء بلده المولعين بكرة القدم، إلى احتراف اللعبة، وتحديداً كحارس مرمى. ونزولاً عند رغبته، منحته عائلته حق التجربة. وآخر الأمر انتصر الغناء على اللعبة. وكانت الأوبرا محظوظة بذلك، فالتينور الإيطالي واحد من أهم المغنين الأوبراليين خلال النصف الثاني من القرن العشرين. واستمرت علاقة بافاروتي بكرة القدم كواحد من أبرز مشجعي فريق السيدة العجوز، يوفنتوس. وحين رحل عام 2007، أرسل النادي الإيطالي العريق ممثلاً عنه لحضور تشييع جنازة أحد رموز إيطاليا الفنية.