فنانون تايلانديون يستلهمون التظاهرات المؤيدة للديمقراطية

25 ديسمبر 2020
حضور بارز لناشطي الفن الحر في تظاهرات تايلاند (Getty)
+ الخط -

يعتمر الفنان التايلاندي تشاليرمبول جونراياب خوذة لـ الواقع الافتراضي، ويمسك مقبضاً بيده لينجز بدّقة فائقة رسماً يكتسي رمزية كبيرة من الناحية السياسية.

يرسم الفنان طالباً معلّقاً على شجرة، في مشهد يذكّر بمذبحة الطلّاب التي وقعت في جامعة تاماسات في بانكوك سنة 1976 وأودت رسمياً بحياة 46 شخصاً.

وفوق هذا المشهد المأساوي، كُتب شعار "تايلاند الرائعة" المستوحى من الإعلانات المروّجة للسياحة في المملكة، بأحرف شبيهة بالخطّ المعتمد في كتب القصص المصوّرة.

وتشكّل التظاهرات التي يطلقها شباب للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية في البلد مصدر إلهام لجيل جديد من الفنانين في المملكة يستمدّ الوحي من رياح التغيير التي تعصف بالبلد.

ويقول تشاليرمبول (35 عاماً) وهو في صالة العرض حيث تقدّم أعماله "أسعى إلى الترفيه عن الناس من خلال الفنّ ورسم البسمة على وجوههم".

وتضفي التجربة الافتراضية لمسة من الواقعية تتيح للجمهور التنقّل في سياق العمل الفنّي. وبالإضافة إلى الواقع المعزّز، يحلو لتشاليرمبول تكييف أغلفة روايات مصوّرة أميركية ليدمج فيها شخصيات سياسية تايلاندية في دور أبطال أو أشرار، مع البقاء على مسافة واحدة منها، بحسب قوله.

ويصرّح "من الأفضل الاكتفاء بما يطرأ من مستجدّات، وكلّ يقرأها على طريقته". وغالباً ما يدمج الفنان في أعماله شخصية رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا، وهو قائد عسكري سابق وصل إلى السلطة إثر انقلاب في 2014 يطالب المتظاهرون برحيله.

التاريخ يشهد

وبالنسبة إلى سيلابا (24 عاماً)، تشكّل التظاهرات فرصة لتوسيع قاعدة الزبائن لقمصانه المطبوعة المستوحاة من أسلوب فريق الروك "ايه سي/دي سي".

وهو يهزأ في قميصه الأكثر مبيعاً من قرار تخلّى عنه رئيس الوزراء كان يقضي بشراء غوّاصات من الصين أثار جدلاً بسبب تكلفته الطائلة في خضمّ الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كوفيد-19. ويقول في تصريحات لوكالة فرانس برس "أريد أن تبقى قمصاني رائجة حتّى ما بعد انتهاء التظاهرات".

متظاهرون مؤيدون للديمقراطية يتابعون عرضاً فنياً (فرانس برس)

وباع الفنّان نحو 3500 قميص بسعر 200 بات (7 دولارات تقريباً) خلال الاحتجاجات. ويقول سيلابا "أريد أن يسجّل التاريخ ما فعله برايوت ببلدنا".

رفع الصوت

وبقيت التظاهرات سلمية بجزء كبير منها، غير أن تشاليرمبول لم ينس الأيّام السوداء في 2010 وقت قضى 90 شخصاً على الأقلّ إثر القمع الذي استهدف القمصان الحمراء. وتلك الحادثة ماثلة في كلّ الأذهان ولا يرغب أحد بعيشها مجدّداً.

تسعى إيفانا كورينياواتي المتحدرة من إندونيسيا إلى تسليط الضوء على الطابع السلمي لهذا الحراك، مع صور رقمية لأبرز وجوهه الطالبية وسط أجواء طفولية على خلفية سماء زرقاء.

وتخبر الشابة البالغة 24 عاماً وكالة فرانس برس "إنه حراك سلمي وأنا حريصة على أن تكون أعمالي وفيّة لهذه الروحية".

وانطلقت إيفانا في مسيرتها في أغسطس/ آب الماضي وقت توقيف المحامي الشهير أنون، أحد أبرز وجوه الحراك، الذي يشبه بمظهره شخصية هاري بوتر مع نظّاراته المستديرة.

وأضافت سبع شخصيات أخرى إلى أعمالها مذاك في ظلّ توقيف المزيد من الأشخاص وتوجيه التهم إليهم. وتُرفع اليوم لافتاتها خلال التجمّعات التي يطالب فيها المتظاهرون بوقف الملاحقات التي تطاول قياديي الحراك.

وتؤكّد كورينياواتي أنها لا تخشى عواقب فعلتها، قائلة "أفضل ما يمكن للفنان فعله هو رفع الصوت من خلال الفنون البصرية".

(فرانس برس)

المساهمون