فنانون أستراليون: وقف إطلاق النار يجب أن يحدث الآن

09 يناير 2024
في سيدني (ديفيد غراي/ فرانس برس)
+ الخط -

مثل نظرائهم في أغلب بلدان العالم، اندفع فنانون أستراليون، على اختلاف مجالات إبداعهم، إلى إعلان دعمهم لقطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة القائمة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتضمن ذلك عديداً من المبادرات الداعية إلى التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية، ووقف إطلاق النار.
من بين تلك الفعاليات، واحدة أقيمت أخيراً، حثت خلالها المغنية إنجي مكماهون على حماية فلسطينيي قطاع غزة، وذلك خلال حفل غنائي، أكدت الفنانة عبره: "يجب أن يتحرر الفلسطينيون".
كلمة مكماهون بالغة القصر، ألقتها أثناء احتفال رأس السنة في سيدني، الذي بثته هيئة الإذاعة الرسمية، ليثير زوبعة من ردود الفعل المتباينة، فهناك من رحب بما قالته المغنية الكندية، بينما رأى بعضهم فيه "بياناً سياسياً" لا يتفق وأجواء رأس السنة الاحتفالية.


وفي عرض موسيقي آخر في مدينة ملبورن، حمل الحضور العلم الفلسطيني على المسرح، بينما أعرب المغني عن دعمه لفلسطين، وردد متظاهرون شعارات مثل "كلنا فلسطينيون" و"لا احتفال قبل التحرير".

فنانون يدعمون فلسطين

دعا أيضاً مغني الراب والموسيقي الأسترالي- الغاني المعروف جينيسيس أوسو، خلال الشهر الماضي، إلى دعم الفلسطينيين وإلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك أثناء البث المباشر لجوائز صناعة الموسيقى ARIA.
وقال أوسو في خطاب تسلمه الجائزة إن ألبومه استهدف إبراز معنى الإنسانية، وتشجيع تلك المثابرة العنيدة للمؤمنين به على الاستيقاظ كل يوم والتغلب على جميع المظاهر القمعية في عالمنا: "إنه ألبوم يعبر عن قوة المجتمعات وقدرتها على التغيير".
وخطب الفنان الأسترالي قائلاً: "هناك الكثير من الأشياء الفظيعة التي تحدث في العالم اليوم، وعلينا ننتهز أول فرصة ونفعل ما في وسعنا لإيقاف تلك الفظائع. وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يحدث الآن. وقف إطلاق النار يجب أن يحدث الآن، وقف إطلاق النار يجب أن يحدث الآن. تحيا فلسطين حرة".
القضية التي كانت الشغل الشاغل للأوساط الثقافية الأسترالية استدعت حراكاً واسعاً خلال الأشهر الماضية، من ذلك عرض ضخم شهده مسرح "بليد إس سيدني"، أقيم تضامنا مع فلسطين.

فنانون بالكوفية

ساهم في الفعالية ما يقرب من 3200 فنان أسترالي؛ إذ أصدرواً بياناً قوياً طالبوا فيه بوقف إطلاق النار، كما خططوا لارتداء الكوفية الفلسطينية خلال عروضهم في جميع أنحاء البلاد.
أشعل هذه الحركة فنانون بينهم الممثلون ميغان وايلدينغ ومابل لي وهاري غرينوود، بعدما تصدروا عناوين الأخبار عند ارتدائهم الكوفية الفلسطينية خلال ليلة افتتاح فيلم The Seagull الذي أنتجته شركة الاتصالات السعودية.
تطورت مبادرتهم إثر ذلك إلى حملة أوسع، وشملت رسالة وقع عليها عدد كبير من المبدعين الأستراليين، وتوجهوا بها إلى رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، والمؤسسات الفنية الكبرى، مطالبين بدعم وقف إطلاق النار وبالعمل على انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.
حظيت الرسالة، التي تضمنت عبارات مثيرة للجدل مثل "من النهر إلى البحر"، بدعم شخصيات بارزة على الساحة الفنية الأسترالية، من بينهم ميراندا تابسيل وكيت بوكس وميلي ألكوك، ومذيعة البودكاست الشهيرة آبي شاتفيلد، كذلك الممثلة الكوميدية سيليا باكولا، والكاتبتان جينا أوين" وفيك زيربست.
حثت الرسالة الفنانين والجمهور على ارتداء الأوشحة الفلسطينية التقليدية في العرض الذي شهده مسرح "إس سيدني" كما دعا الموقعون إلى إظهار الدعم لفلسطين على المستوى الوطني خلال يوم 13 ديسمبر/كانون الأول.
وجاء في البيان: "لن يتم تجاوز مقاومتنا أو تجاهلها. إن العمل علانية لدعم تحرير فلسطين أمر ضروري". وإلى جانب الفنانيين، كان هناك ما يزيد عن 300 صحافي شاركوا في التوقيع على رسالة تناشد دعم الممارسات الصحافية الأخلاقية في تغطية الحصار على غزة "في ظل مقاومة عمرها أكثر من 75 عاماً وزخم آخذ في النمو".
من تلك المبادرات التي أطلقتها الأوساط الفنية الأسترالية، بيان وقع عليه أكثر من 300 فنان وموظف وصاحب عمل، ينتمون إلى "مجتمع الحياة الليلية الأسترالي".
شهدت الرسالة، التي حملت عنوان "الحياة الليلية من أجل فلسطين حرة"، نحو 300 توقيع حتى الآن من أصحاب الملاهي والمروجين والفنانين والموظفين الذين يشكلون مجتمع الحياة الليلية الأسترالي.
احتوى البيان على تأييد كامل لحق الشعب الفلسطيني في حياة طبيعية وحقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني حتى التحرير، وأوردت الرسالة أنه "من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نستخدم منصاتنا للدفاع عن حقوق الإنسان الأساسية للفلسطينيين، إننا نمقت أعمال العنف والإبادة الجماعية التي يُطلق لها العنان في فلسطين، وما يصاحبها من حملة إرهاب عشوائي تشن ضد أهلها هنا في أستراليا وفي الخارج".
أكد البيان أيضاً على "ما تتمتع به الحياة الليلية من تاريخ ثوري، يحتل مكانة خاصة في قلب المقهورين، ونحن نكرم هذا الإرث من خلال تضامننا مع النضال الفلسطيني من أجل التحرير".
دعت الرسالة المفتوحة أيضاً إلى وقف إطلاق النار، بينما أعرب الموقعون عن أملهم أن "يحظى جميع أبناء الشعب الفلسطيني بالحرية والسلامة والعدالة"، مؤكدين أنه "يجب احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي".

كما ندد الموقعون بمحاولات المنظمات الصهيونية إسكات الأصوات المدافعة عن الحقوق الفلسطينية، مؤكدين أن موقف الحركة المتضامنة مع فلسطين "هو نفسه موقف منظمات حقوق الإنسان المستقلة مثل منظمة العفو الدولية، وأطباء بلا حدود، وأوكسفام، وبلان إنترناشيونال، والأمم المتحدة ويونيسف، أما هذه الهجمات التي تسعى إلى إسكات موقفنا فما هي سوى محاولات سافرة لعرقلة السعي إلى تحقيق العدالة والتحرير والسيادة للفلسطينيين، كما أنها أمثلة واضحة على العنصرية المناهضة لهم".

المساهمون