فلسطين في صاندانس: صانعو أفلام ينحازون لغزة

04 فبراير 2024
ناشطون متضامنون مع فلسطين خلال مهرجان صاندانس (أرايا دوهيني/ Getty)
+ الخط -

أعلن عدد كبير من العاملين في مجال السينما حول العالم دعم فلسطين في بيان مشترك يطالب بوقف إطلاق النار، ويرفض التحيز والملاحقات التي تطاول الأصوات الرافضة لحرب الإبادة الإسرائيلية. الإعلان عن البيان كان في مهرجان صاندانس السينمائي الدولي الأخير في الولايات المتحدة الأميركية.
خلال أيام المهرجان الذي انطلق في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني الماضي وامتد لعشرة أيام، وقّع على هذه الرسالة أكثر من 700 من العاملين في مجال السينما. حمل البيان عنوان "صانعو الأفلام من أجل فلسطين"، وتواصل التوقيع على نصّه بعد انتهاء المهرجان، إذ تخطى عدد الأسماء الموقعة عليه خلال الأيام القليلة الماضية فقط ستة آلاف توقيع.
كان من بين الموقعين ممثلون، ومخرجون، وكتاب سيناريو، ومصورون، وشخصيات عامة مرتبطة بصناعة السينما العالمية، منهم أسماء معروفة مثل المخرجين البريطانيين مايك لي وكين لوتش، والممثلة الأميركية سوزان سارندون والفنانة والكاتبة الأميركية مولي كرابل، والموسيقي والناشط الأميركي سول ويليامز، والفنان البصري الصيني آي ويوي. ومن الأسماء العربية الموقعة على البيان، برز اسم الفنانة لاريسا صنصور من فلسطين، والممثل المصري أحمد مجدي، والممثلة المصرية روزالين البيه.

فلسطين في بيان

حث البيان المشاركين في مهرجان صاندانس على الانضمام إلى الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار والهجمات المستمرة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، وطالب بأن تكون غزة محوراً أساسياً لنقاشاتهم وأحاديثهم العامة طوال أيام المهرجان. وقد اتفق الموقعون، بحسب البيان، على الوقوف معاً من أجل وضع حد للإبادة الجماعية، ومن أجل فلسطين حرة، كما تعهدوا بتنظيم أنفسهم للمشاركة في أي أنشطة تدعم مطالبهم.
كان لافتاً أيضاً في هذا البيان الإشارة القوية إلى التعتيم الإعلامي على الجرائم الإسرائيلية والتحيز الواضح من قبل العديد من المؤسسات الثقافية، والمضايقات التي تتعرض لها الأصوات المطالبة بوقف العدوان. إذ أشار البيان إلى أن هذا التجمع من صانعي الأفلام حول العالم يأتي رداً على الحرب على الفلسطينيين، وفرض الرقابة على الأصوات التي تتحدث علناً ضد حملة الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل. كما طالبت الرسالة الموقعة بإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ودعت أيضاً الولايات المتحدة إلى وقف مساعداتها العسكرية لإسرائيل.
جاء في نص البيان: "لأكثر من 100 يوم، غمرت صور الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين وغزة شاشاتنا، من دون توقف لهذه الجريمة التي وصفتها المحامية بلين غراليغ في محكمة العدل الدولية بأنها أول إبادة جماعية تُبث على الهواء مُباشرة. ليس لدى سكان غزة اليوم أي وسيلة للفرار من القنابل التي دمرت القسم الأكبر من منازلهم، ولا يمكنهم الحصول على الماء والغذاء والوقود والكهرباء. ولقد صدمنا بمقتل عدد كبير من الصحافيين والشعراء والفنانين الذين استهدفتهم الغارات الجوية الإسرائيلية عمداً".
وأعلن الموقعون على هذا البيان انضمامهم إلى حركة التضامن العالمية للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحصار المفروض على غزة منذ 16 عاماً، "نحن نرفض المعايير المزدوجة التي تفترض أن حلفاء الولايات المتحدة فقط هم من لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم. ونتوقع أن تعمل مساحاتنا الثقافية المشتركة على تعزيز سلامة صانعي الأفلام والفنانين والداعمين الذين يطالبون بالحرية لفلسطين. من برلين إلى لوس أنجليس، تعرض زملاؤنا للمضايقة والتهديد والتأديب والرقابة والطرد بسبب التعبير عن معارضتهم للحملة العسكرية، التي اعتبرها العديد من خبراء حقوق الإنسان إبادة جماعية. إننا نرفض الحظر الذي تفرضه المؤسسات الثقافية الألمانية على الأصوات الداعمة للفلسطينيين، كما نرفض الجهود الرامية إلى تجريم الخطاب المؤيد للفلسطينيين، التي وصلت إلى قاعات الكونغرس الأميركي. نعلن رفضنا أيضاً للتقارير المتحيزة من قبل وسائل الإعلام الرئيسية التي تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وتتجاهل عمداً الأسباب الحقيقية لهذا الصراع، وتستمر في تشويه سمعة المجتمعات العربية والإسلامية. كما نعلن رفضنا للاستخدام المتعسف لتهمة معاداة السامية سلاحاً لإسكات وإدانة أولئك الذين يطالبون بوضع حد للعنف والإبادة الجماعية والفصل العنصري".

لن نصمت

أضاف الموقعون في بيانهم: "لن نصمت ما دامت هناك فرصة لإنقاذ الأرواح، ونحن على قناعة تامة أنه في يوم من الأيام سيوثق مجتمعنا ما يحدث من جرائم في حق الفلسطينيين. إن صناعتنا لا يمكن أن تستمر في العمل كالمعتاد في ظل هذا القمع والتعتيم الممنهج على تلك الجرائم، وفرض الرقابة على الأصوات التي تتحدث علناً ضد حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وقد اختتم البيان بدعوة صانعي الأفلام حول العالم إلى استخدام منصاتهم للمساهمة في تسليط الضوء على النضال الفلسطيني من أجل الحرية، والتذكير بأن حياة الفلسطينيين متساوية مع حياة الآخرين. كما دعا الموقعون إلى التضامن معاً ضد أي مضايقات أو ملاحقات قد تحدث لزملائهم، وأنهم لن يكونوا متواطئين مع أي شخص يتصرف بطريقة أخرى.
ويأتي إصدار هذا البيان في ظل تضييق كبير تفرضه شركات الإنتاج والاستديوهات في هوليوود حول العالم، على كل الأصوات المساندة للغزيين أو المطالبة بوقف لإطلاق النار، مع استبعاد فنانين عن أعمال وحفلات بسبب مواقفهم من العدوان على قطاع غزة.

المساهمون