فرنسوا سيفيل: "تحقيق مشروع سينمائي كهذا مذهلٌ"

07 يونيو 2023
فرنسوا سيفيل: "تمثيلي أنا لا تمثيلات الآخرين لدارتانيان" (سيلفان لوفافر/Getty)
+ الخط -

 

منذ 5 إبريل/نيسان 2023، يُعرض "الفرسان الثلاثة: دارتانيان" (2023) لمارتن بوربولون، في الصالات الفرنسية، تمثيل فرنسوا سيفيل (دارتانيان) وفانسان كاسيل (آتوس) ورومان دوريس (بورتوس) وبيو مارماري (أراميس). إنّها نسخة سينمائية جديدة، مقتبسة من الرواية الأشهر لألكسندر دوما (1802 ـ 1870)، "الفرسان الثلاثة"، أول "ثلاثية الفرسان" (1844)، التي تلتها "بعد 20 عاماً" (1845)، ثم "فيكونت بْراجولون، أو بعد 10 أعوام" (1847 ـ 1850).

أشارت "يونيفرانس" إلى أنّ مليوناً و374 ألفاً و768 مُتفرّجاً شاهدوه منذ بدء عروضه التجارية (لغاية 15 مايو/أيار الماضي)، محقّقاً بذلك 7 ملايين و332 ألفا و252 يورو (5540 نسخة عرض). أما "آلوسيني" (موقع إلكتروني فرنسي)، فذكر أنّ هناك 3 ملايين و274 ألفاً و97 متفرّجاً شاهدوه في 8 أسابيع.

في هذه المناسبة، نُشرت حوارات عدّة مع فرنسوا سيفيل (منها حوار منشور في "لو سوار"، الصحيفة اليومية البلجيكية، الناطقة باللغة الفرنسية، أجراه معه فابيان بْرادْفَر. 4 إبريل/نيسان 2023).

سؤال يُطرح عمّا إذا طُلب منه دراسة الرواية الكلاسيكية في المدرسة، أم أنّها متأتية من ذكرى سينمائية: "لا ذاكرة قراءة لديّ، رغم أنّه يبدو لي أنّه مطلوبٌ مني قراءتها في الكلية. صغيراً، أتذكّر رسماً متحرّكاً لكلابٍ تؤدّي أدوار الفرسان. في الواقع، هناك إدراك لهذا العمل، فلجميعنا تصوّر عمن هو دارتانيان والكاردينال وغيرهما. نعرف ماهية الفارس. هناك بقايا من الرواية عالقةٌ في الأذهان، إنْ قُرأت الرواية أم لا. لا عمر لها"، تلك المكتوبة في القرن الـ19، عن قصّة من القرن الـ17. يضيف أنْ لها "صلة بالراهن أيضاً".

ما ملاءمة الرواية للراهن؟ يقول: "السؤال مطروحٌ منذ اقتباس العمل. لأنّه، منذ 60 عاماً، لم يقم أحدٌ بذلك في فرنسا". هذا دافعٌ للمنتج ديمتري رسّام، الذي عهد بالمشروع إلى مارتن بوربولون، والأخير طرح على نفسه هذا السؤال، وعلى الفريق التقني والممثلين، بمن فيهم سيفيل: "أين يُمكن أن يكون ملائماً الآن تحقيق هذا المشروع؟ هناك رغبة في السينما والاستعراض وإعادة التواصل مع نوع من الأفلام، لم نعد نشاهده كثيراً. نوع ملحمي، مع نَفَسٍ مختلف. نوع من أفلام الدرجة الأولى، تركناه في الولايات المتحدّة، مثل "أنديانا جونز". لدينا سينما قوية في فرنسا. لكنْ، في هذا المجال، نحن غير مُمَثَّلين حقاً. أرى أنّ تحقيق مشروع كهذا مذهلٌ، مع قصّة مستلّة من تراثنا".

 

 

ودارتانيان: "كيف تُبنى شخصية كهذه؟". يُجيب سيفيل: "في ملعب المدرسة، كنا نؤدّي الفرسان"، أما دارتانيان، فـ"كان عليّ التخلّص أولاً من كلّ "التمثيلات" المُقدَّمة سابقاً: (جان ـ بول) بلموندو، ودوغلاس فيربانكس، وجين كيلي، ووفرة من الممثلين اللامعين. سقف التحدّي مرتفع جداً، خاصة بالنسبة إلى مسألة (ضرورة) عدم مقارنة نفسي معهم، لأنّي سأكون حينها جامداً. الفكرة كامنةٌ في أنْ أصنع أداءً خاصاً بي، كما أؤدّي في كلّ مرة دوراً آخر. أتساءل عمّن يكون هذا الرجل، وكيف كانت حياته في القرن الـ17، ولماذا قرّر الذهاب إلى باريس. (أتساءل) أيّ نار مشتعلة فيه. إذاً، ما أتشارك به مع "التمثيلات" الأخرى كامنٌ في حماسة هذا الرجل وشجاعته واندفاعه وغريزته. ربما منحته شيئاً من الهشاشة، خاصة إزاء كونستانس (لينا خضري ـ المحرّر)".

يُسأل سيفيل: "يُغرقنا الفيلم في قلب مبارزات السيف الواقعية جداً. هل تعلّمها صعبٌ؟". يُجيب: "المبارزة في صالة التمارين الرياضية مختلفة عن تلك التي تحصل مع الزيّ الخاص بالفارس، والوزن والقبعة والرأس الذي يُقطع بالسيف. يجب تعلّم كيفية التأقلم معها. لكنّ هذا الزيّ يمنح المرء مكانة مختلفة، تُساعد على التواصل مع الشخصية. أمضيت 5 أشهر من التحضيرات والتمارين مع ماريو لوراشي، سيّد الفروسية، وابنه ماركو، لاعب الدفاع الفخري. كنت جديداً كلّياً في مسألتي ركوب الخيل والمبارزة بالسيف. في الجلسة الأولى، الخاصة بتمرين على ركوب الخيل، جعلني أهتزّ خبباً بإيقاع خاص، في 60 دورة، من دون استخدام يديّ. قال لي: "ستتعلّم بالطريقة الأصعب"، فأجبته بـ"نعم". كنت مغطى بالكدمات. هناك أناس يتمتّعون بمهارة كبيرة في المبارزة بالسيف، مثل يانيك بورِل، البطل الأولمبي. هذا رفع سقف التحدّي مباشرة. هذا أجبرني على قبول الصعب في التدريبات".

المساهمون