فرقة "تيرز فور فيرز" تثير قضايا مهمة في ألبومها الأول منذ 18 عاماً

21 فبراير 2022
كورت سميث ورولاند أورزابل في 2019 بلندن (روبن ليتل/Getty)
+ الخط -

تجاوزت فرقة "تيرز فور فيرز" Tears For Fears الخلافات والانقسامات وفاجأت الجمهور بإصدارها ألبوماً غير متوقع هو الأول لها منذ 18 عاماً، يتناول قضايا عدة، من بينها الديمقراطية المهددة، وضرورة التكافؤ بين الجنسين.

ولكن لماذا لم تصدر الفرقة أي عمل جديد طوال عقدين؟ يوفر ألبوم "ذي تيبينغ بوينت" The tipping point أو "نقطة التحوّل" الذي يصدر الجمعة إجابات عن هذا السؤال.

ففي أغنية "ستاي"، لا يخفي قائدا الفرقة رولاند أورزابل وكورت سميث حقيقة أن الاتفاق لم يكن يسود دائماً بينهما خلال الأعوام الأربعين الأخيرة التي بدأت مع الأسطوانة الأولى للفرقة عام 1983 بعنوان "ذي هرتينغ".

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس في باريس، وصف رولاند أورزابل "ذي تيبينغ بوينت" بأنه "ألبوم قوي لأنه صادق". وأضاف وإلى جانبه زميله "قدرانا لم يكونا دائماً مترابطين، إذ كنا بحاجة إلى النمو روحانياً كل على حدة قبل أن نلتقي مجدداً، بعدما وصلنا إلى النضج نفسه".

أما كورت سميث حليق الرأس الذي حافظ على لياقته البدنية بفضل الرياضة، فقال "بتنا ندرك الآن أن أحدنا بحاجة إلى الآخر"،

وعلّق أورزابل الذي غزا البياض شعره الطويل ولحيته قائلاً إن بينه وبين زميله الستيني مثلَه "نوعاً من رابط الأخوة".

والمسار الذي سلكته "تيرز فور فيرز" مألوف في عالم موسيقى البوب ويشبه ما حصل نظيراتها: تنشأ صداقة بين مراهقين إنكليزيين، فيؤسسان فرقة، ثم يجدان نفسيهما أمام زوبعة نجاح ينبغي أن يُحسنا التعامل معها، وهو ما حصل مع "تيرز فور فيرز" في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، بعد أغنيتي "شاوت" و"إيفريبادي وانتس تو رول ذي وورلد". إلا أن وقع النجاح على كورت كان سيئاً، فكان السبّاق إلى خوض مغامرة فردية في التسعينيات، ثم راح تكراراً يعود إلى الفرقة ويتركها.

 "عمق"

ولكن الأغرب هو أن مدير أعمال الفرقة السابق هو الذي عرقل في السنوات الأخيرة رغبة الرجلين في إصدار ألبوم جديد، على ما أكدا، وكان يكتفي بجعل الفرقة تحيي حفلات بأغنياتها القديمة.

وقال رولاند إن حالاً من "انعدام الثقة" كانت سائدة معه، واتهمه بأنه "كان شخصاً متلاعباً نوعاً ما"، مضيفاً "لكننا استعدنا السلطة". وهذا الموضوع هو ما تتمحور عليه أغنية "ماستر بلان".

وروى رولاند قائلاً "كان مدير أعمالنا السابق يرفض كل شيء، وكان يقول لي: يجب أن نحكي قصة. أي قصة؟ لقد توفيت زوجتي، وخضعت لعلاجَين من الإدمان، أريد التحدث عن ذلك".

وألهمت هذه التجارب أغنيتي "ذي تيبينغ بوينت" و"بليز بي هابي" ضمن الألبوم الجديد. وقال كورت سميث عن ذلك "نريد أن نعمل على العمق، لا أن نكتفي بالسطحي". أما أورزابل، فعلّق بقوله "نحن بارعون في تناول المواضيع السوداوية، ولكن، ثمة دائماً تفاؤل وأمل في أغنياتنا".

ولا يزال المغنيان يتمتعان بالبراعة إياها في التعبير عن أفكار قوية بألحان ناعمة، على غرار ما فعلا من خلال أغنيتهما "وومان إن تشينز" عام 1989 التي كانت تتناول العنف الأسري، وهو "ما فعله والدي بوالدتي جسدياً ومعنوياً".

"صدمة"

ومن المواضيع التي يطرحها الألبوم الجديد، في أغنية "بريك ذي مان" تحديداً، وضع حد للذكورة المؤذية وبناء تكافؤ حقيقي بين النساء والرجال.

ويقف كورت سميث وراء هذه الأغنية، إذ هاله، نظراً إلى كونه يعيش في الولايات المتحدة، لجوء الرئيس السابق دونالد ترامب إلى استخدام كل أدوات الهيمنة الذكورية للفوز بالسلطة.

أما أغنية "ريفرز أوف ميرسي" فمطلعها عبارة عن أصوات أعمال شغب وصفارات الشرطة.

وقال كورت، الذي كان في الولايات المتحدة يوم تعرّض مبنى الكابيتول لهجوم من قبل أنصار ترامب "لقد كان ذلك بمثابة صدمة لي، ولكن حذار، فالأمر لم ينته، ويمكن انتهاك الديمقراطية في أي وقت". وأضاف "يتم إضعاف الديمقراطية أيضاً مع كل ما تعدّه شركات التكنولوجيا العملاقة وراء الكواليس ويمكن أن يغير وجه عملية انتخابية".

ويمكن أيضاً قراءة "ماستر بلان" ("المخطط التوجيهي") على أنها إدانة للنزعة السلطوية التي تجسدها شخصيات كترامب أو الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو. ولكن ثمة دائماً ضوء في آخر النفق، إذ يمكن أن يستعيد الشعب زمام الأمور، كما فعل أورزابل وسميث من خلال تغيير مدير أعمال الفرقة السابق، لكي يتمكنا من التعبير عن نفسيهما من خلال أغنيات جديدة.

(فرانس برس)

المساهمون