"غوغل" تطرد 50 موظفاً احتجوا على تعاونها مع إسرائيل

23 ابريل 2024
محتجون على مشروع "نيمبس" في بالو ألتو، 21 إبريل 2024 (طيفون كوسكون/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "غوغل" طردت أكثر من 50 موظفًا، بمن فيهم 28 دفعة واحدة و20 احتجوا على تعاون الشركة مع الحكومة الإسرائيلية، عقب اعتصامات في نيويورك وكاليفورنيا، مما يعكس تصاعد الإجراءات ضد المناصرين للفلسطينيين.
- الإجراءات ضد الموظفين المحتجين تأتي في سياق محاولة "غوغل" قمع المعارضة لتعاونها مع إسرائيل، خصوصًا بعد الجدل حول عقد "نيمبس" بقيمة 1.2 مليار دولار لتوفير خدمات سحابية لإسرائيل.
- الاحتجاجات ضد تعاون "غوغل" مع إسرائيل تندرج ضمن موجة أوسع من المعارضة في الولايات المتحدة، شملت اعتقالات في جامعات مثل ييل وكولومبيا، ما يبرز التوترات حول مسؤولية الشركات في الصراعات الدولية.

بعدما طردت "غوغل" 28 موظفاً دفعة واحدة، أقدمت على طرد 20 موظفاً آخرين احتجوا على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية، ليصل إجمالي عدد من فصلتهم خلال الأسبوع الماضي بسبب هذه القضية إلى أكثر من 50، وفقاً لمجموعة "لا تكنولوجيا للأبارتهايد"، في تصعيد لحدة الإجراءات التي اتخذتها الشركة العملاقة ضد الموظفين المناصرين للفلسطينيين وسط حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال عليهم في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأكد متحدث باسم "غوغل" لصحيفة واشنطن بوست، الاثنين، أن الشركة طردت المزيد من الموظفين بعدما استكملت تحقيقاتها بشأن الاعتصامات التي نظمت في مكتبيها في نيويورك وسانيفيل (كاليفورنيا)، في 16 إبريل/ نيسان الحالي. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من مذكرة وجهها الرئيس التنفيذي لـ"غوغل" ساندر بيتشاي إلى جميع الموظفين، حذرهم فيها من استخدام الشركة "منصةً شخصية"، وشدد على أنها ليست المكان المناسب "للنضال في سبيل القضايا التي تخل بالنظام أو لمناقشة السياسة".

في المقابل، قالت المتحدثة باسم مجموعة "لا تكنولوجيا للأبارتهايد" التي نظمت الاحتجاجات الأخيرة على تعاون "غوغل" و"أمازون" مع الحكومة الإسرائيلية منذ عام 2021 جين تشونغ إن شركة غوغل "تحاول قمع المعارضة وإسكات موظفيها وإعادة تأكيد سلطتها عليهم". كما نفت المجموعة أن يكون كل الموظفين الذين طردتهم "غوغل" قد شاركوا في الاعتصامات خلال الأسبوع الماضي. وجاء في بيان نشرته المجموعة الخميس الماضي: "هذا العمل الانتقامي الصارخ يوضح أن شركة غوغل تقدر عقدها الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار مع الحكومة والجيش الإسرائيليين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية أكثر من موظفيها الذين يخلقون قيمة حقيقية للمديرين التنفيذيين والمساهمين".

وكان عدد من موظفي شركة غوغل قد اعتقلوا، مساء الثلاثاء الماضي، من مكتبيها في نيويورك وسانيفيل، بعد تنظيمهم اعتصامات للاحتجاج على تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية. الموظفون المحتجون كانوا قد أصروا على عدم المغادرة حتى تستجيب الشركة لطلبهم بالانسحاب من مشروع "نيمبس" الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، وتتقاسمه مع شركة أمازون لتوفير الخدمات السحابية ومراكز البيانات للحكومة الإسرائيلية. وطردت "غوغل" المهندس إيدي هاتفيلد، الناشط في "لا تكنولوجيا للأبارتهايد"، بعدما احتجّ على مشروع نيمبس خلال فعاليات "مايند ذا تِك"، وهو مؤتمر إسرائيلي سنوي للتكنولوجيا في نيويورك، في مارس/ آذار الماضي. وكشفت مجلة تايم الأميركية أن اثنين من موظفي "غوغل" استقالا احتجاجاً على المشروع نفسه الشهر الماضي. كما أوردت "تايم" أن موظفي الشركة يخشون الاعتراض داخلياً على مشروع "نيمبس" أو دعم الفلسطينيين، بسبب ما وصفه البعض بالخوف من الانتقام.

عارض بعض الموظفين والناشطين مشروع "نيمبس" منذ تدشينه عام 2021، إذ تسمح التكنولوجيا التي يوفرها بمزيد من المراقبة وجمع البيانات بشكل غير قانوني عن الفلسطينيين، وتسهيل توسيع المستوطنات اليهودية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية. وُقّع هذا العقد في الأسبوع نفسه الذي هاجمت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد ما يقرب من 250 شخصاً، من بينهم أكثر من 60 طفلاً.

هذه ليست المرة الأولى التي تطرد فيها "غوغل" الموظفين لانتقادها علناً، لكنها لم يسبق أن طردت هذا العدد الكبير من الأشخاص دفعة واحدة. وهذا الإجراء الانتقامي والعدائي يتناقض مع السمعة التي بنتها "غوغل" لنفسها خلال السنوات الماضية، إذ اعتبرت الشركة الأكثر حرية وانفتاحاً بين شركات التكنولوجيا الكبرى.

وتأتي الاحتجاجات في "غوغل" ضمن موجة من المعارضة للإدارة الأميركية والشركات التي تعمل مع الحكومة والجيش الإسرائيليين. فقد اعتقل متظاهرون مناصرون للفلسطينيين في الأيام الأخيرة في جامعتي ييل وكولومبيا. ويطالب المشاركون في الاحتجاجات في جامعة كولومبيا بقطع الصلات بين المؤسسة المرموقة وإسرائيل. وقوبلت النشاطات الداعمة للفلسطينيين في جامعات عدة، خصوصاً المرموقة منها مثل هارفارد وكولومبيا، بالقمع، إذ اعتقل أكثر من مائة طالب من جامعة كولومبيا بعدما دعت سلطات الجامعة الشرطة للحضور إلى الحرم الجامعي الخاص، الخميس الماضي، في خطوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عدداً أكبر من الأشخاص للمشاركة في التحرك بنهاية الأسبوع. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الاحتجاجات امتدت إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغان، فيما تم توقيف 47 شخصاً على الأقل خلال تظاهرة في جامعة ييل الاثنين.

المساهمون