"غوغل" تخطط لشبكة ألياف ضوئية تتصل عبر السعودية وإسرائيل

25 نوفمبر 2020
مشروع "بلو رامان" يربط الهند بأوروبا (Getty)
+ الخط -

تضع "غوغل" أساسات لشبكة ألياف بصرية ستتصل لأول مرة عبر المملكة العربية السعودية وإسرائيل، بينما تفتح ممراً جديداً لحركة الإنترنت العالمية، وفقاً لما نقلته "وول ستريت جورنال" أول من أمس الاثنين عن أشخاص مطلعين على الخطط.

يُعَدّ المشروع الذي يربط الهند بأوروبا أحدث جهود "غوغل" لبناء شبكات الإنترنت عبر العالم. تتنافس شركة "غوغل" التابعة لألفابيت مع "فيسبوك" لبناء المزيد من سعة الشبكة لدعم طلب المستخدمين المتزايد على مقاطع الفيديو ونتائج البحث والمنتجات الأخرى. كذلك سيساعد الاتصال الموسع بين أوروبا والهند "غوغل" في طرح مراكز البيانات عالمياً واللحاق بمنافسيها "مايكروسوفت" و"أمازون" في مجال الحوسبة السحابية عند الطلب.

أطلقت شركة "غوغل"، التي سمّت معظم كابلات الإنترنت الخاصة بها بأسماء العلماء، اسم "بلو رامان" Blue Raman على المشروع الجديد، وهو اسم الفيزيائي الهندي تشاندراسيخارا فينكاتا رامان. ووفقاً لشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية Salience Consulting ومقرّها دبي، فإن مشروع الكابلات البحرية "بلو رامان" يمتدّ على بعد أكثر من 5000 ميل، وسيكلف ما يصل إلى 400 مليون دولار.

ومن المتوقع أن تتجه "غوغل" إلى شركاء للمساعدة في تمويل المشروع، بما في ذلك شركة الاتصالات العمانية وشركة Telecom Italia SPA، التي ستساعد في تمويل المسار، وفقاً لمن هم على دراية بالمشروع. سيساعد هؤلاء الشركاء وغيرهم في تمويل إنشاء الكابل مع مشاركة البنية التحتية للألياف الضوئية.

ووفقاً للصحيفة، حذّر الأشخاص المطلعون على مشروع "بلو رامان" من "غوغل" من أنه قد لا يتحقق. نظراً لأنه يتجاوز حدوداً متعددة، سيتطلب المشروع اتفاقيات مع العديد من المنظمين، وقد تجبر نكسة واحدة "غوغل" على إعادة تصميم المسار. ولا يزال مشروع تحالف "غوغل" يفتقر إلى الضوء الأخضر الذي يحتاجه من السلطات الحكومية السعودية لربط مشروع "بلو رامان".

وقال الأشخاص المطلعون على مشروع "بلو رامان" لـ"وول ستريت جورنال"، إن عملاق التكنولوجيا يريد فتح طريق جديد للتخفيف من ازدحام الإنترنت في مصر. تفرض الحكومة المصرية على مشغلي الاتصالات بعض الرسوم الأكثر ثقلاً لعبور أراضيها ومياهها، التي يمكن أن تضيف ما يصل إلى 50 بالمئة من تكلفة المشروع من أوروبا إلى الهند، وفقاً لمستشاري الصناعة. كذلك تزداد مخاطر انقطاع الإنترنت بسبب انقطاع الكابلات تحت ممرات الشحن المزدحمة بالبحر الأحمر.

من المحتمل أن يتكون المسار من كابل بحري بين الهند والسعودية مع روابط دول مجاورة مثل عمان. وقال أشخاص على دراية بالمشروع للصحيفة إنه سيعبر براً عبر الأردن وإسرائيل، على الأرجح عبر البنية التحتية الحالية للألياف الضوئية. وأضافوا أنه من هناك، تساعد "غوغل" في مد كابل آخر تحت البحر ينتقل عبر البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا.

وتضيف الصحيفة أنّ خلفية مشروع "بلو رامان" هي سلسلة من الصفقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والتي خلقت علاقات دبلوماسية وتجارية جديدة بين دول الخليج العربية وإسرائيل. قامت كل من الإمارات والبحرين والسودان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بتنسيق من إدارة دونالد ترامب. وقالت عُمان إنها تدعم التحركات الرامية إلى تحقيق السلام مع إسرائيل، بينما التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ولي العهد السعودي في المملكة يوم الأحد، وفقاً لاثنين من مستشاري الحكومة السعودية، في أول اجتماع معروف لهما ووسط مسعى أميركي لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. وقال إيفان سكندروسكي، الشريك الإداري في Salience Consulting: "إنّ المشروع يربط بين التكنولوجيا والجغرافيا السياسية".

لم تردّ مصر على طلبات التعليق. ولم يردّ مسؤولون في وزارة الاتصالات العمانية على طلبات للتعليق. وامتنع متحدث باسم وزارة الاتصالات السعودية عن التعقيب. وقال وزير الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال الأردني، أحمد الهناندة، إن المشروع سيوفر طريقاً بديلاً عبر أوروبا وآسيا ويقلل تكاليف الاتصال. وقال: "أي برقية تربطنا بالعالم تعود بالفائدة على الأردن".

وتضيف الصحيفة: كانت اتصالات الكابلات عبر إسرائيل مشحونة سياسياً. لعقود من الزمان، لم ترغب الشركات الخليجية علناً في التعامل مع الشركات الإسرائيلية، لذلك لم تكن هناك رحلات جوية مباشرة أو اتصالات هاتفية بين المكانين. وأدت النزاعات الحديثة، كما هو الحال في سورية والعراق، إلى زيادة مخاطر انقطاع الطرق عبر تلك البلدان. حدّت العقوبات الأميركية على طهران من قدرة الشركات على إنشاء اتصالات من الهند إلى أوروبا عبر إيران. وقد ترك ذلك مصر باعتبارها الخيار الوحيد القابل للتطبيق.

تنتقل بعض حركة الإنترنت أيضاً على العديد من شبكات مشغلي الاتصالات من الخليج عبر الأردن وإسرائيل ومن ثم إلى أوروبا، وفقاً لما تنقل الصحيفة عن مستشاري الصناعة. لكنهم قالوا إن "بلو رامان" سيكون أول اتصال مخصص غير منقطع بسعة مئات تيرابت في الثانية.

وقال شخص مطلع على الخطط للصحيفة إن "غوغل" تدرس إقامة شبكة اتصال منفصلة بين الهند وأوروبا عبر مصر يمكن أن ترتبط أيضاً بمشروع "بلو رامان". بينما تسعى "غوغل" للتخفيف من الازدحام على طريق مصر، فإن هدفها الرئيسي هو توفير مجموعة متنوعة من الخدمات وزيادة السعة بين الهند وأوروبا.

و"غوغل" ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على مثل هذه الاتصالات، بحسب "وول ستريت جورنال". إذ تخطط "سينتوريون كورب" Cinturion Corp ومقرها الولايات المتحدة لمجموعة منافسة من الكابلات، التي ستمرّ من أوروبا عبر إسرائيل قبل التوجه إلى الهند. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "سينتوريون"، غريغ فاريسكو، إن مشغلي الاتصالات يبحثون عالمياً عن طرق بديلة. وأضاف: "السياسات الأخيرة في المنطقة هي بالتأكيد لمصلحة ما نقوم به".

ويركز "فيسبوك" على مشروعه 2Africa، وهو عبارة عن شبكة بطول 23000 ميل مصممة لتوفير سعة أكبر من جميع الكابلات البحرية الحالية في أفريقيا مجتمعة. ومن المتوقع أن يجتاز هذا النظام مصر إلى أوروبا، لكنه قد يرتبط أيضاً بالمملكة العربية السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى.

المساهمون