غضب فلسطيني بسبب حفلة صاخبة داخل مقام النبي موسى

27 ديسمبر 2020
مقام النبي موسى (تويتر)
+ الخط -

أثارت مشاهد حفلة صاخبة لمجموعة "بويلر روم"، داخل مقام النبي موسى، بين القدس وأريحا في الضفة الغربية، غضب الفلسطينيين الذين رفضوا ما جرى، داعين إلى "محاسبة أية جهة رسمية فلسطينية سمحت لها بانتهاك حرمة المقام الديني"، وسط اتهامات لوزارتي السياحة والآثار والأوقاف والشؤون الدينية، فيما قررت الحكومة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة.

وفي التفاصيل، أظهرت مقاطع فيديو، مساء السبت، قيام شبان فلسطينيين من القدس بإخراج الحاضرين في حفل صاخب كانوا يرقصون على نغمات الموسيقى الإلكترونية داخل المقام، وسط صراخ وإطلاق ألعاب نارية لإخراجهم.

الغضب الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، إلى تشكيل لجنة تحقيق فيما جرى في مقام النبي موسى، الليلة الماضية. على أن تبدأ لجنة التحقيق أعمالها مباشرة.

ووصفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، على لسان وكيلها حسام أبو الرب، في حديث لـ"العربي الجديد"، ما جرى بأنه "اقتحام لحرمة المقام"، فيما حاول "العربي الجديد" الاتصال بالعلاقات العامة والإعلام في وزارة السياحة والآثار للحصول على تعقيب على ما جرى، لكن لم يتم التمكن من ذلك.
وقال أبو الرب: "إن وزارة الأوقاف لم تعط إذنًا لهذه المجموعة بدخول المقام، وما جرى هو اقتحام للمقام من قبل تلك المجموعة، من دون إذن أو سماح من قبل وزارة الأوقاف، ونحن ننتظر لجنة التحقيق ونتائج التحقيقات، وجاهزون لمتابعة كل كبيرة وصغيرة".
قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، علق على صفحته الرسمية على ما جرى وقال: "أشعر بتقزز وغضب تجاه ما حدث في مسجد النبي موسى شرقي القدس، ولا أعرف حتى اللحظة من المسؤول عن هذا الإثم، لكن أيًا كان هذا المسؤول فيجب أن ينال جزاءً رادعًا يتناسب مع فظاعة ما حدث، لأن المسجد بيت الله، وحرمته من حرمة الدين".

مواقع التواصل الاجتماعي شهدت غضبًا واستياءً على ما جرى، حيث كتب عادل اغريب في حسابه على موقع "فيسبوك": "لا صباح ولا خير، إن مرت جريمة النبي موسى دون عقاب، صباح شباب القدس".

أما أسامة برهم، فقد كتب منشوراً طويلاً في حسابه على "فيسبوك" تعقيباً على ما جرى في النبي موسى، موضحًا ما جرى داخل المقام، وأن المقتحمين صرحوا بأن لديهم إذنًا من وزارة السياحة الفلسطينية، وقال أحدهم إن المسجد سيصبح فندقاً سياحياً ومطعماً، لكن الشبان طردوا من كان هناك، داعيًا الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية، إن صحت الرواية، إلى إقالة الوزير وحاشيته، ومحاكمتهم ومحاسبة أي جهة شريكة في هذا التدنيس، وأن تصدر السلطة الفلسطينية بيانًا واضحًا، وسحب صلاحية وزارة السياحة عن المكان، وإعادة الأمر للأوقاف، وإعادة فرشه بسجاد يليق بالمكان، وتوظيف طاقم كامل للمسجد، وإن كانت وزارة الأوقاف شريكة في الكارثة، فعلى الأئمة والعلماء والمشايخ رفض وصاية الأوقاف وإعلانهم عصيانًا مدنياً ودينياً.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وقال برهم: "من يدعم نزع المكان من حاضنته الإسلامية يدعم تهويد المسجد الأقصى وهدمه، و من ساهم أو شارك أو دعم أو تستر أو ساعد في تنجيس المسجد هو أعظم كفرًا ممن خان، ومن يعرف أي مؤسسة شريكة لا جدوى من إخفاء اسمها، أو الاكتفاء بالتلميح، يجب أن تنشر كل الأسماء دون خجل".

في حين، كتب حمزة مرعي: "بعد ما حصل في مقام ومسجد النبي موسى، احنا (نحن) كنا فاهمين الموضوع غلط، يا إخوان التجمع في المساجد مش ممنوع، ممكن توخذ تصريح وتعمل سهرة وتنبسط في المسجد، لكن الممنوع الصلاة في المسجد".

المصور الصحافي أشرف النبالي علّق على ما جرى، داعيًا إلى ضرورة أن يكون هناك موقف واضح من وزارتي الأوقاف والسياحة على ذلك، ووجّه التحية لشباب القدس الذين دخلوا وطردوا تلك الفرقة.
أما إبراهيم سبع، فقد عقب قائلاً: "المطلوب أن يعبد الشيطان في بيت المقدس، في الوقت الذي تغلق فيه المساجد أمام المصلين يسمح بحفلات الدعارة وبترخيص رسمي بشكل عام وبشكل خاص في مسجد ومقام النبي موسى عليه السلام".

أما الصحافي أسيد عمارنة فقد كتب على "فيسبوك": "طول اليوم ومؤذن الأذان الموحد ينادي (صلوا في بيوتكم)، وطلع مسجد مقام النبي موسى مفتوح!".
في حين، كتب الأكاديمي والأسير المحرر عدنان أبو تبانة: "المهزلة التي حصلت في مسجد النبي موسى يجب محاسبة مرتكبيها ومن سمح لهم بتدنيس المسجد دون النظر لخلفيتهم الدينية والفكرية فالفعل مخزي ومعيب".

أما الصحافي جورج قنواتي، فقد نشر على حسابه توضيحًا حول ما يشاع أن الاحتفال له علاقة بعيد الميلاد، وأن الصحافية كريستين ريناوي تواصلت مع وزيرة السياحة رولا معايعة التي نفت أن يكون الموجودون مسيحيين، وأنهم كانوا موجودين في المكان لتصوير مادة لمؤسستهم والمسؤولة عنها مواطنة من إحدى محافظات الضفة الغربية، حيث لم تمنح وزارة السياحة إذناً للمؤسسة بالتصوير، بل وزارة الأوقاف المسؤولة عن المكان، والتي أتاحت للمؤسسة الوجود في المكان واستخدامه للتصوير، وختم بالقول: "الفتنة نائمة لعن من يوقظها".

المساهمون