تنبّه الصحافي مثنى النجار، لما نشره الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، من صورة على صفحاته على "فيسبوك" و"تويتر"، والتي تشير إلى أنّ جنوداً من جيش الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، قاموا بإعطاء عجوز فلسطينية شربة ماء.
واتصل أحد أقارب العجوز الفلسطينية، التي تبينّ أنّها الستينية غالية العبد أبو ريدة، بالصحافي النجار، ليدعوه بعد ذلك لزيارتهم والحصول على شهادتهم حول الصورة المنشورة على صفحة أفيخاي، الذي أراد من خلالها تسويق "إنسانية" جيش الاحتلال غير المعهودة.
وجد النجار نفسه في هذه اللحظة محاصراً بتقرير طبي وصور للمسنة أبو ريدة، يُظهر أنّ من أشربوها الماء، قتلوها برصاصهم. فقرّر أن يقوم بدوره في إيصال حقيقة الصورة للعالم، فكتب على صفحته على "فيسبوك" شهادته، وذهب إلى ذوي العجوز الستينية وأنجز تقريراً عنها.
وكتب مثنى على صفحته: "أقول لكم إن من في هذه الصورة من ذوي الإعاقة البصرية ولا تقوى على المشي، قام الاحتلال بإعدامها خلال العدوان الأخير وهي من سكان بلدة خزاعة، وارتقت أبو ريدة شهيدة برصاص الجنود الذين يدعي أفيخاي أنهم شربوها الماء!". وختم كلمته، بالقول "هذه هي قمة الإنسانية التي تريدها فنحن لكم بالمرصاد!".
ويقول النجار لـ"العربي الجديد"، إنّه تأكدّ من أنّ العجوز الفلسطينية قضت برصاص الاحتلال، من خلال ذويها الذين أطلعوه على تقرير طبي رسمي، وعلى صورها شهيدة، لافتاً إلى ضرورة محاربة الدعاية الإسرائيلية التي تريد القول، إنّ جنود الاحتلال "إنسانيون" رغم بطشهم.
ويضيف النجار: "كابن بلدة خزاعة، وكصحافي منها، أردت أنّ أؤكد للجميع، أنّ جيش الاحتلال الذي ارتكب المجازر في غزة، ليست جيشاً إنسانياً، بل جيشاً قاتلاً".
ونشر رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، على صفحتيه في فيسبوك وتويتر، صورة لتغريدة أفيخاي، وإلى جوارها صورة أخرى للشهيدة أبو ريدة، لتجد صداها في الإعلام الغربي الذي يرى بعين إسرائيل.
وكتب عبده، على صفحته التي تعتبر مصدراً مهماً للصحافيين الفلسطينيين والأجانب باللغة الإنجليزية:
Israeli soldiers took pic arguing that they have helped her. Then they shot her dead in head 1 meter away #ICC4Israel
وأثارت الصورة التي نشرها أفيخاي أدرعي، والتعليقات الفلسطينية عليها، موجة من السخرية على المسؤول الإسرائيلي الذي لا يأبه بكثرة الشتائم التي تقع عليه على "فيسبوك".