عودة "مي تو".. ممثلات فرنسيات ينددن بإساءات المخرجين في مراهقتهن

23 فبراير 2024
اتهمت جوديت غودريش المخرجين بونوا جاكو وجاك دويون بالاعتداء (باسكال لو سوغرتان/ Getty)
+ الخط -

تسلّط ممثلات فرنسيات، يزعمن أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي والجسدي في مراهقتهن على يد مخرجين أكبر منهن بعقود من الزمن، الضوء على الجانب السفلي المثير للاشمئزاز لصناعة السينما.

ومن الممكن أن تأتي أحدث خطوة لحركة مي تو خلال حفل توزيع جوائز السينما الفرنسية الجمعة. فقد أفادت وسائل إعلام فرنسية بأنّ جودي غودريش ستلقي خطاباً حول العنف الجنسي في حفل توزيع جوائز سيزار، النسخة الفرنسية من حفل توزيع جوائز أوسكار، والذي يبث مباشرة على شاشة التلفزيون.

بعثت غودريش بالفعل رسالة قوية إلى الجمهور من خلال المقابلات الأخيرة التي نددت فيها بـ"الصمت" في صناعة السينما.

يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع أن تتألق فيه السينما الفرنسية الشهر المقبل في حفل توزيع جوائز أوسكار مع فيلم "أناتومي أوف أ فول" للمخرجة جوستين تريت.

واتهمت غودريش (51 عاماً) مؤخراً اثنين من مخرجي الأفلام بالاغتصاب والاعتداء الجنسي عندما كانت مراهقة، وقدمت شكوى رسمياً في وقتٍ سابق من فبراير/ شباط الحالي، وفقاً للمدعي العام في باريس.

ووجهت غودريش اتهاماً للمخرج السينمائي بينوا جاكو، الذي يكبرها بـ25 عاماً وربطتها به علاقة لمدة ست سنوات بدأت عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، بالاغتصاب والاعتداء الجسدي.

كذلك، اتهمت مخرجاً آخر هو جاك دويون، الذي يكبرها بـ28 عاماً، بالاعتداء الجنسي بينما كان يقوم بإخراج فيلم عندما كان عمرها 15 عاماً.

ونفى كل من جاكو ودويون هذه المزاعم.

في حديثها لإذاعة فرانس إنتر في وقت سابق من هذا الشهر، قالت غودريش إنها لم تنجذب قط إلى جاكو، "لكن انتهى بي الأمر معه، في سريره". أضافت: "تم تلقيني، كما لو كنت انضممت إلى طائفة دينية"، مشيرةً إلى أن العلاقة شابها العنف والحبس والسيطرة.

وسبق أن تحدثت غودريش عن علاقتها مع جاكو، دون أن تذكر اسمه، في برنامج تلفزيوني عن سيرتها الذاتية بعنوان "أيقونة السينما الفرنسية"، والذي عرض في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وكانت غودريش من بين الممثلات اللاتي تحدثن في عام 2017 ضد المنتج السينمائي الأميركي هارفي وينستين وسط حركة مي تو، واتهمته بالاعتداء الجنسي عندما كان عمرها 24 عاماً.

من جهته، قال جاكو لصحيفة لوموند إنّه "لا يشعر بقلق مباشر" من اتهامات غودريش، مشيراً إلى أنه وقع في حبها في ذلك الوقت، ونفى أي إساءة استخدام النفوذ.

فيما قال دويون في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية الدولية إن "القضية العادلة لا تبرّر الإدانات التعسفية والاتهامات الباطلة والأكاذيب".

بعد اتهامات غودريش، قرّرت ممثلات فرنسيات أخريات التحدث علناً. إذ اتهمت إيسيلد لو بيسكو، 41 عاماً، جاكو بارتكاب "عنف نفسي وجسدي" في علاقتها معه التي بدأت عندما كان عمرها 16 عاماً وكان عمره 52 عاماً. كما اتهمت دويون باختيار امرأة أخرى للدور الذي كان من المفترض أن تحصل عليه لأنها رفضت محاولاته الجنسية.

كذلك اتهمت ممثلة أخرى، آنا موغلاليس (45 عاماً)، دويون بالاعتداء الجنسي في عام 2011.

وكانت صناعة السينما الفرنسية قد اهتزت في وقت سابق بسبب اتهامات بسوء السلوك الجنسي ضد الممثل جيرار ديبارديو.

في عام 2020، تم تنظيم احتجاجات للناشطين في مجال حقوق المرأة خلال حفل توزيع جوائز سيزار، حيث فاز المخرج رومان بولانسكي غيابياً بجائزة أفضل مخرج. نهضت الممثلة أديل هاينيل، التي نددت بالاعتداء الجنسي المزعوم من قبل مخرج فرنسي آخر في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وخرجت من الغرفة.

لا يزال بولانسكي مطلوباً في الولايات المتحدة بعد عقود من اتهامه باغتصاب فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً عام 1977.

(أسوشييتد برس)

المساهمون