الصحافة في أفغانستان معرضة لخطر الاختفاء، بحسب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، الذي قال إنّ الصحافيين الذين يحاولون مواصلة العمل تحت حكم "طالبان" تعرضوا للضرب والسجن.
وأضاف الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين، أنتوني بيلانجر، في حديث لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أنّ "طالبان لا تريد إحداث الكثير من الهزّات في الوقت الحالي، لكنهم يريدون السيطرة على كل شيء، بما في ذلك الصحافة الأجنبية في أفغانستان". وكما يحدث غالباً في مثل هذه المواقف، يُعتبر الصحافيون الأجانب "وكلاء" لحكومات أجنبية.
وتابع: "أعتقد أنّ ما سنراه يظهر، إعلام رسمي، إعلام طالبان، وبلا نساء. كل الصحافيين الآخرين سيختفون. لم يكن الأمر سهلاً من قبل، وحتى قبل أن تتولى طالبان السلطة قُتل صحافيون، لكن الوضع كئيب للغاية الآن".
ويعتقد بيلانجر أنّ هناك حالياً فترة "سماح" قبل أن تشرع "طالبان" في قمع الصحافيين الدوليين والأفغان: "إنها مسألة أسابيع قبل أن تتغير. أنا متشائم، سأكون سعيداً لو تبث أنني على خطأ، لكن طالبان ما زالت طالبان. لقد أعلنوا تشكيل حكومة شاملة، وما حصلنا عليه حكومة بلا نساء. إنها كارثة".
وممثلو الاتحاد الدولي للصحافيين على اتصال وثيق بزملائهم في أفغانستان، ويعتقدون أنّ حوالى 1300 صحافي لا يزالون في البلاد، منهم حوالى 220 امرأة، معظمهم في كابول.
سجن وضرب
أضاف بيلانجر: "أصبح من المستحيل الآن تماماً على الصحافيات العمل. يقوم الباقون بعمل صعب للغاية ويفعلون ما في وسعهم. لدينا صور للصحافيين الذين تعرضوا للسجن والضرب، وبالتالي الوضع بالنسبة إليهم صعب وخطير للغاية.
وحذرت هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من "تزايد لجوء طالبان إلى القوة ضد المتورطين في المظاهرات أو الإبلاغ عنها".
وقال الاتحاد الدولي للصحافيين، الذي يمثل 600 ألف صحافي في جميع أنحاء العالم، إنه لا يزال يحاول إجلاء الصحافيين من كابول.
لكن بيلانجر قال: "الأمر لا يتعلق بإخراج جميع الصحافيين. لا يمكننا فعل ذلك ولن نرغب في ذلك، لأنه إذا لم يقم أحد بتغطية ما يحدث، فسيحدث ذلك في الظلام. سيكون هناك صحافيون يريدون البقاء والقيام بعملهم، لكن المستقبل مظلم بالنسبة إليهم".