عرف الجمهور الفنان الشاب عمرو المصري، خلال العامين الماضيين، كاتباً غنائياً؛ إذ قدّم أعمالاً لعدد من المغنين، أبرزها "ابقى قابلني" لفضل شاكر، و"حان الآن" لأدهم نابلسي، و"أخباره إيه" لرابح صقر، و"حيطة سد" لأصالة نصري، و"الجمال ليه ناسه" لنوال الزغبي، و"خاصمت النوم" لشيرين عبد الوهاب، و"مش حرام" لمدحت صالح. وينتظر الجمهور تعاونا جديدا له، في الصيف المقبل، مع كل من فضل شاكر وتامر حسني ورامي جمال.
إلى جانب ذلك، للفنان تجربة في غناء الراب، وها هو يجدّدها في ألبوم يتكون من 12 أغنية، سيطرحها منفردة، بمعدل أغنية لكل ثلاثة أسابيع، بدأها بأغنية صدرت حديثاً بعنوان "في إيرور".
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول المصري عن عودته لتقديم موسيقى الراب بعد انقطاع 12 عاماً: "منذ زمن طويل وأنا أقدم موسيقى الراب. وخلال السنوات الماضية، تابعت تطور هذا الشكل الموسيقي. حالياً، أسعى إلى تقديم شكل مختلف عن الدارج والمعروف".
لا يخفي المصري أن نجاحه كاتباً غنائياً، منحه الجرأة لتقديم نفسه كمغنّي راب، كما تلقى دعماً من زملائه الفنانين والموسيقيين، لكنه يستدرك قائلاً: "لست على عجلة في ما يخص إيصال الأفكار التي أنوي تقديمها. وأسير في مشروعي الموسيقي على مهل، في سبيل ترسيخ نمط غنائي خاص بي، خاصة أن التطور التكنولوجي، الذي يرافق فورة مواقع التواصل الاجتماعي، يسهل إيصال وانتشار الأفكار الموسيقية الجديدة بين الناس".
لا ينفي المصري أنه يخوض مغامرة كبيرة في ما يقدمه، لكنه لا يتفق مع الرأي الذي يرى أنه في حال إخفاقه كمؤدي راب، سيؤثر سلباً على شهرته ككاتب أغان: "قد لا يعجب كل الناس ما سأقدمه؛ فالأذواق تختلف وتتباين، لكنني أفصل بين عمرو الكاتب، وعمرو مغني الراب، فلكل منهما طريق مختلف لا يؤثر على الآخر؛ إذ سأستفيد من نقاط قوتي كشاعر غنائي في رسم ملامح تجربتي الجديدة، وفي حال أخفقت، لن أسمي ذلك فشلاً، بل اعتبره تجربة خضتها ليس أكثر".
يبرر المصري عدم اختياره تقديم صوته للجمهور باللون الغنائي الرومانسي، بالقول: "هناك أصوات غنائية أهم وأجمل من صوتي، ولها طريقتها في الغناء، ولأصحابها الأولوية في هذا المضمار. لكن طموحي وميولي يتجهان نحو موسيقى الراب".
في سياق آخر، نسأل المصري عن رأيه باعتزال الفنان أهم نابلسي. يشير إلى أن نابلسي كانت لديه النية لاتخاذ القرار منذ زمن طويل، مضيفاً: "هو اختار الطريق الذي وجده ملائماً لشخصيته وظروفه، وأنا أحترم قراره وأرجو له التوفيق".
وحول شراكته الفنية مع الملحن عمرو الشاذلي، يوضح المصري أن علاقته بالشاذلي تتعدى مفهوم العمل؛ إذ تجمعهما علاقة إنسانية وصداقة، مشيراً إلى أن نجاحهما يأتي بسبب الانسجام بينهما في الأفكار والرؤية الفنية لما يقدمان.
كما سألنا المصري عن رأيه في أغاني المهرجانات، خصوصاً أنها تثير جدلاً فنياً وقانونياً في الآونة الأخيرة. في هذا السياق، يقول إن هذا اللون من الغناء ناجح جداً، وله جمهوره الكبير. لكن يبدي المصري تحفظه على مسألتين، الأولى حول استخدام بعض الكلمات التي يجدها مسيئة، والثانية سرقة بعض الألحان وتحويلها إلى أغاني "مهرجانات". يقول: "إذا استمعنا إلى الأعمال التي يقدمها مغنو "المهرجانات"، سنجد في معظمها أعمال جميلة، لها وقعها الصاخب ولونها الذي يفضله شريحة كبيرة من الجمهور". يلفت المصري إلى أنه سيقدم في ألبومه أغنية تمثل مزيجاً بين أغاني "المهرجانات" والراب