عرس هندي في الدوحة

21 نوفمبر 2022
تحول الفيلم إلى مسرحية (العربي الجديد)
+ الخط -

كانت أمسية رائعة أن نحضر العرض الأول في العالم للنسخة الجديدة من المسرحية الغنائية "زفاف مونسون" للمخرجة المبدعة، ميرا ناير، على مسرح عبد العزيز ناصر في سوق واقف في قطر بدعوة من مؤسسة "قطر تبدع".

لقد امتعتنا المخرجة الهندية الأميركية ميرا بتحويل فليمها الكوميدي من الشاشة الكبيرة إلى المسرح رغم النجاح الذي حظي به "زفاف مونسون" كفيلم حائز على جائزة "الأسد الذهبي" في مهرجان البندقية 2001، وترشحه لجائزة "غولدن غلوب" وجوائز أخرى، ورغم شهرته كواحد من أهم الأفلام الهندية انتشاراً في العالم.

يقوم الفيلم والمسرحية على قصة عائلة هندية تقليدية تتهيأ لحفل زفاف ابنتها (اديتي) على الشاب الهندي (هيمانت) القادم من تكساس الأميركية باحثاً عن فتاة تقليدية من إقليم البنجاب يعزز بها هويته الهندية التي تخشى عائلته ضياعها.

خلال تحضيرات العرس تتشابك العلاقات الاجتماعية من خلال الانتماءات العائلية والدينية وتتضح الفوارق الطبقية وصراع الهويات بين عائلات لم تغادر الهند وأخرى في الولايات المتحدة وثالثة في الخليج، كما يظهر الصراع بين القيم التقليدية والحداثة.

تنتمي العائلة الأساسية (لاليت وزوجته بيمي) في العمل لطبقة ميسورة، ولكنها تعاني من صعوبات مالية تتجاوزها بمساعدة صهر العائلة زوج شقيقة الأب (تيجبوري) المقيم في الولايات المتحدة، الذي نكتشف لاحقاً أنه متحرش ويقوم الأب بعد صراع مع ذاته ومع ربيبته (ريا) التي كشفت التحرش بطرد الصهر والانتصار لقيم العائلة وحمايتها.

تكشف اديتي لخطيبها أنها كانت على علاقة غرامية بأحد مقدمي البرامج مما يؤدي لقراره بالعودة للولايات المتحدة، ولكن اديتي تلحق به إلى المطار فيعدل عن قراره ويقدر صدقها.

بالتوازي مع القصة الأساسية تنمو قصة أخرى حيث يغرم منظم الحفلات (دوبي) بمدبرة المنزل (اليس) ويعانيان نظراً لاختلاف دينهما، إلا أن والدة دوبي تنصحه بالزواج منها بغض النظر عن هذا الاختلاف.

ينتهي الفيلم كمعظم الأفلام الهندية نهاية سعيدة حيث يتزوج هيمانت واديتي ودوبي واليس تحت المطر الموسمي الغزير.

ما الذي يميز المسرحية عن الفيلم؟ لقد شاهدت العملين واستمتعت بهما إلا أنني أحببت النسخة المسرحية أكثر، ربما بسبب الأغاني والألحان والرقصات التي كانت أغنى في المسرح منها في الفيلم.

تجيب المخرجة عن هذا السؤال بتقديمها للمسرحية: "هل انتهت أجواء الانقسام التي صورها الفيلم؟ كلا، لذا يبقى حفل زفاف مونسون مناسباً كما كان دائماً، ولهذا السبب أشعر بسعادة غامرة أجلبها معي إلى المسرح.. من الجيد أن نصنع مضاداً للاكتئاب.. العالم يحتاج ذلك حقاً". 

لقد أدت الفرقة المؤلفة من ممثلين هنود، بعضهم يعيش في الهند والآخر في الولايات المتحدة، المسرحية باللغة الإنكليزية فيما كان الفيلم بالهندية وصُوّر في نيودلهي.

اعتمدت المخرجة التي كانت تعزف وتقود الفرقة الموسيقية في العرض المسرحي على ألحان مضافة للملحن والمخرج الهندي فيشال بهاردواج، الذي طوّع الحوار باللغة الإنكليزية بلكنة هندية للألحان التقليدية الهندية، واستعانت بثلاث أغانٍ من الفيلم من تأليف الملحن الحائز على جائزة الأوسكار، مايكل دانا.

يذكر أن المخرجة تعيش في الولايات المتحدة وقد اعتذرت عن إخراج جزء من سلسلة أفلام هاري بوتر لانشغالها وقتئذ بإخراج فيلم "مسألة اسم" عن المهاجرين الهنود في أميركا.

المساهمون