يسعى اليوتيوبر العراقي المعروف باسم "أبو هركي" إلى توظيف شهرته في وسائل التواصل الاجتماعي لعمل مشاريع خيرية في مدينة دهوك العراقية بإقليم كردستان شمالي البلاد.
وينشط الشاب البالغ من العمر 27 سنة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ تسع سنوات، ولديه جمهور واسع على منصات مختلفة تتجاوز مئات الآلاف من المتابعين، ويقدم بالعادة محتوى اجتماعياً وتوعوياً، ويعلق على الأحداث عبر نصائح مختلفة، إلى جانب جولات سياحية واستكشافية.
وبدأت شهرة أبو هركي بالزيادة في مجال الأعمال الخيرية عندما عمل بثاً مباشراً على منصات التواصل الاجتماعي لمدة 17 يوماً، مطلع عام 2022، بالتعاون مع فريقه، لهدف خيري كما يقول لـ"العربي الجديد"، حيث استمر البث أكثر من 271 ساعة على "يوتيوب"، تمكن خلالها من جمع تبرعات بلغت 200 ألف دولار أميركي.
ووزّع أبو هركي المبلغ على فئات من المجتمع، أبرزها المرضى من النساء والأطفال وكبار السن غير القادرين على العلاج، والمتضررين والنازحين وغيرهم.
وكان أبو هركي على وشك تسجيل رقم قياسي في موسوعة غينيس، لكن حصل خطأ تقني في اللحظات الأخيرة منعه من تحقيق حلمه، لكنه استطاع جمع التبرعات خلال فترة البث المباشر.
ونشاط أبو هركي على وسائل التواصل الاجتماعي في الغالب على "يوتيوب"، إذ يقدم فيديوهات ومواضيع ترفيهية تحظى بتفاعل واسع من الجمهور، بعد ذلك جاءته فكرة "تقديم محتوى إنساني يخدم المجتمع"، كما يقول.
وبالتعاون مع مجموعة أصدقاء ناشطين من شمال العراق، استطاع أن يضع صيغة لحملة فكرتها المساعدة في تزويج الشباب غير القادرين على تكاليفه، عن طريق جمع التبرعات.
ويضع الفريق شروطاً منها أن يكون المتقدم محتاجاً فعلاً، وأن يكون قد خطب فعلياً من أجل تسريع الزواج.
ويضيف أبو هركي لـ"العربي الجديد" أنه تلقى أكثر من 1500 طلب، وعمل على فرزها وتحديد الأشخاص المستحقين منهم. وتابع: "بدأنا فعلياً بتحقيق هذا الهدف، وتزوج قبل أيام أول المستفيدين من هذا النشاط الخيري".
ويضيف أبو هركي أنه تكفل رفقة فريقه بكل المستلزمات من الألف إلى الياء، بما في ذلك المصاريف وحجز الصالات والأطعمة والملابس.
ويشوب استخدام منصات وسائل التواصل في العراق الكثير من اللغط.
واعتقلت سلطات كردستان عدداً من المشاهير بتهمة سوء استخدام هذا التطبيق وتطبيقات أخرى، وتقول إن محتواهم لا يتوافق مع معايير المجتمع، في حين تلاحق السلطات العراقية في بغداد، منذ شهر، مشاهير منصات التواصل بتهمة "المحتوى الهابط" الذي أطلقته وزارة الداخلية العراقية للتقليل من سوء استخدام هذه المنصات.
ويختم أبو هركي حديثه لـ"العربي الجديد": "أشعر بالخجل عندما يكون هناك شيء أستطيع القيام به ولا أفعله، من وجهة نظري المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي يمكنهم أن يقدموا خدمات كبيرة للمجتمع، وذلك لأنهم يتمتعون بشبكة علاقات، يستطيعون أن يقدموا أعمالاً خيرية كثيرة دون أن يدفعوا أي مبلغ".