عارضة تفتح الملف: كيف تُستغل النساء في دور الأزياء؟

05 أكتوبر 2020
مقال العارضة إميلي راتاجكوفسكي يفجّر القضية (Getty)
+ الخط -

أثار مقال كتبته العارضة إميلي راتاجكوفسكي عن استغلال دور الأزياء لها، ردود فعل مختلفة، صادماً الكثير من القرّاء، لكنّه لاقى ادعاءات مماثلة من قبل العديد من عارضات الأزياء.

أصبحت راتاجكوفسكي، التي يتابعها ما يزيد على 26 مليون شخص على إنستغرام، عارضة أزياءً مشهورة عالمياً في عام 2013، بعد ظهورها في الفيديو الموسيقي Blurred Lines.

بيد أنّ المقال الذي كتبته عن تجربتها في عرض الأزياء، حدّد سلسلة من القضايا المنهجية، التي تشعر بأنها موجودة في هذه الصناعة. كذلك كتبت عن اضطرارها إلى القيام بأعمال لم  يُدفَع أجرها قطّ، وعن فقدانها السيطرة على كيفية استخدام صورها، وتعرّضها لاعتداء مزعوم، من قبل مصور عندما كانت في العشرين من عمرها.

أظهر هذا المقال على وسائل التواصل الاجتماعي، ما تواجهه عارضات الأزياء حول العالم من استغلال.

قابلت صحيفة "ذا غارديان" العديد من عارضات الأزياء والعاملين في عالم صناعة الأزياء، الذين وصفوا ثقافة الاستغلال المثيرة للقلق في عالم الموضة، التي غالباً ما يكون ضحاياها من الشباب الصغار.

تقول ماجدالينا كوسيوسكا، عارضة الأزياء البولندية، التي تقيم في لندن حالياً، إنّها أقامت في مناطق مختلفة من العالم منذ بلوغها السابعة عشرة من العمر. وتضيف أنها في سنّ المراهقة كانت على استعداد للقيام بأي عمل للوصول إلى مستوى النجاح الذي هي عليه اليوم. وتشير أيضاً إلى أن قصص راتاجكوفسكي، كانت مألوفة للغاية بالنسبة إليها، وأنّها اختبرت تجارب استغلال عديدة في عالم صناعة الأزياء، ولم يكن بوسعها القيام بأي شيء حيالها.

"كنت في السابعة عشرة من العمر، عندما تواصلت معي شركة أزياء بولندية، عبر فيسبوك. رافقني أهلي إلى المقابلة. بالتحديد قيل لي آنذاك إنني سأسافر حول العالم وأشارك في عروض ضخمة... كان ذلك بالنسبة إليّ مثل حلم يتحقق، وكنت متحمسة جداً. لكن أهلي كانوا أقلّ حماسة لأنّهم قرأوا العقد، كذلك عمي المحامي، طلب مني عدم توقيع العقد".

منح العقد وكالة الأزياء القدرة الكاملة على التحكّم بمظهر ماجدالينا، حيث لا يمكنها تبديل أي شيء من دون موافقتهم، مثل لون شعرها أو قصّته. كذلك طلبوا منها إنقاص وزنها.

أما عارضة الأزياء السابقة، ليان ماسكل، فتقول إنّها خلال عملها عارضة أزياء، صُوِّرَت في مشاهد مخزية، وهي في الرابعة عشرة من العمر، ولم تدرك حينها معنى تلك الصور. تضيف: "تجد نفسك في مواقف غريبة لا يمكن أيَّ شخص تخيلها".

 المشكلة أنّ عارضات الأزياء الجدد لا يُخبَرنَ بتفاصيل العقود التي يوقِّعنها. ولم تدرك ليان أنّها كانت تغرق في المزيد من الديون، من ضمنها مبلغ 400 دولار أميركي لصالون شعر، حجزوا لها موعداً فيه، وتكاليف ملابس وغيرها. كذلك لم تدفع لها الوكالة عن العديد من الصور التجريبية التي التقطت لها، ولم تجرؤ على السؤال عن المبلغ الذي ستتقاضاه عند التصوير، وأحياناً كثيرة لم تأخذ أي مقابل.

تروي ليان قصصاً عن استغلالها في منازل المصورين حيث كانت تبكي، وتنفّذ أحياناً ما يطلب منها خوفاً من طردها.

كانت ليان تدرس المحاماة في أثناء عملها عارضة أزياء بدوام جزئي. وبعد تخرجها، ألفت ونشرت كتاباً بعنوان The Model Manifesto حول مكافحة الاستغلال في صناعة الأزياء من الألف إلى الياء.

ناقش جون هورنر، العضو المنتدب لإحدى أكبر وكالات الأزياء في العالم "موديلز 1"، ورئيس جمعية وكلاء عارضات الأزياء البريطانية، كيفية حماية عارضات الأزياء من الاستغلال، في حديثه إلى الغارديان، فقال إنّه صُدم عندما قرأ المقال الذي نشرته راتاجكوفسكي، مع العلم أن بعض ما جاء فيه كان مألوفاً بالنسبة إليه. لكنّه يعتقد أن مستوى الاستغلال الذي تعرّضت له كان حالة واحدة، لافتاً إلى أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي يستغل بها المصورون عارضات الأزياء.

عارضة الأزياء السابقة، ليان ماسكل، تقول  إنّها خلال عملها عارضة أزياء، تمّ تصويرها في مشاهد مخزية، وهي في الرابعة عشرة من العمر.

وأكّد هورنر أن وكالته تقوم بما يلزم لحماية عارضات الأزياء، حيث لا تسمح لهن بالذهاب إلى منازل المصورين، وأن التصوير يجري داخل الاستوديوهات فقط.

يتابع هورنر، قائلاً إن وكالته توضح لعارضات الأزياء مضمون العقد، لكنّه اعترف بأنّها تتحكم بوزنهن، حيث يطلب منهن ممارسة التمارين الرياضية أحياناً للمحافظة على الرشاقة المطلوبة في عالم الموضة.

ويوضح كذلك أنّ عارضة الأزياء بإمكانها التقدم بشكوى إليه أو إلى وكيلها المباشر، في حال انزعاجها من موقف ما، وأن هناك خطاً هاتفياً للمساعدة.

ويؤكّد هورنر أن الحكومة وحدها يمكنها إيقاف استغلال عارضات الأزياء، من خلال تنظيم هذه الصناعة.

المساهمون