استفاقت صباح اليوم الثلاثاء، عائلات 45 فناناً أردنياً راحلاً ومعهم 58 فناناً في مرحلة متقدمة من العمر، على خبر توقف نقابة الفنانين الأردنيين صرف رواتبهم التقاعدية اعتباراً من شهر إبريل/ نيسان الحالي.
يعود ذلك إلى عدم توفر سيولة مالية في صندوق التقاعد، مما يضيف أزمة جديدة إلى قائمة لا تنتهي من المشاكل التي يعيشها الفنان الأردني، أبسطها قلة الدعم لأعماله، وندرة شركات الإنتاج التي تقدمه بصورة لائقة.
وفوق ذلك تأتي الإغلاقات التي فرضتها جائحة كورونا مما أدى إلى تعطل أكثر 90% من الفنانين وجلوسهم في بيوتهم، بحسب حسين الخطيب نقيب الفنانين الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن النقابة ستكون ملتزمة بدفع الرواتب المتأخرة للفنانين أو ذويهم حال انفراج الأزمة الحالية.
أصل المشكلة
وعزا الخطيب الأزمة التي تعيشها نقابة الفنانين الأردنيين، إلى تأثيرات جائحة كورونا، وأوضح "توقفت الحركة الفنية في الأردن، سواء من قبل الفنانين المحليين أو العرب، حيث تعتمد النقابة في إيراداتها بشكل رئيسي على تصاريح ممارسة العمل الفني في الأردن، من الفنانين العرب والأردنيين، فيتم اقتطاع مبلغ مالي منهم".
وأضاف "منذ عام وشهرين لم يدخل النقابة أي مبلغ مالي، واعتمدت على الرصيد المتوفر لديها واحتياطاتها لدفع رواتب صندوق التقاعد، حتى انتهت المخصصات تماماً".
وبين الخطيب أن رواتب الفنانين التقاعدية تتراوح ما بين 180 إلى 360 ديناراً أردنياً (من 253 إلى 507 دولارات أميركية) وأن مجموع الرواتب الشهرية التي يدفعها صندوق التقاعد للمستفيدين تبلغ 27 ألف دينار أردني (38 ألف دولار أميركي).
صندوق التأمين يئن
ولفت الخطيب إلى مشكلة أخرى تواجه أعضاء النقابة، تتمثل بالتأمين الصحي للأعضاء، حيث يواجه الصندوق عجزاً مالياً كبيراً، نتيجة المبالغ المطلوب دفعها للجهات الطبية المختلفة، مشيراً إلى أن النقابة كانت تراهن لاستعادة عافيتها، على زوال كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهو الأمر الذي لم يحدث.
تدخل رسمي
وأكد الخطيب أن مجلس نقابة الفنانين خاطب الحكومة الأردنية ووضعها في صورة ما يجري، ولم يصل حتى الآن أي قرار رسمي بمساعدة النقابة والوقوف بجانب الفنانين، شارحاً: "تلقينا رداً من مؤسسة الضمان الاجتماعي، وربما نوفق معاً في إيجاد حل دائم خلال فترة قريبة".