كشف الفنان التونسي ظافر العابدين، عن إنجازه نصاً سينمائياً كتبه أخيراً، مشيراً إلى أنه يسعى حالياً إلى الاتفاق مع شركة لإنتاج الفيلم وتصويره في مصر، على أن يكون من إخراجه، في ثاني تجاربه الإخراجية سينمائياً، بعد فيلم "غدوة".
يؤكد العابدين، في حواره مع "العربي الجديد"، أنه لن يظهر ممثلاً في الفيلم الذي تدور أحداثه حول قصة اجتماعية، مهما كانت المغريات: "بصراحة، أرغب بتنفيذ الفيلم وفق رؤيتي وسأسعى جاهداً إلى أن أحصر تركيزي في الإخراج لأتمم فكرة القصة والسيناريو الموجودة في ذهني. وأرجو أن أوفق بأن يعرض الفيلم في صيف 2023".
وفي الوقت الذي يرفض فيه ظافر العابدين ترشيح أسماء معينة لبطولة الفيلم، يشير إلى أنه سيتعامل مع نجوم كبار، لكن بالدرجة الأولى يجب أن يناسبوا قصة الفيلم: "تجمعني علاقات طيبة مع نجوم الفن المصري، وكلهم مرحب بهم ليكونوا أبطالاً، لكن مرحلة الاختيار ستتأخر حتى نجد الشركة المنتجة، وبناء على ذلك سأبدأ الاتصال بالفنانين المرشحين".
غدوة
حول تقييمه لفيلمه السينمائي "غدوة"، أول تجاربه الإخراجية، يقول العابدين إن أمنية أي مخرج أن يرى فيلمه جمهور واسع من كل البلدان، وأن يهتموا بالقصة والفكرة التي يرغب بإيصالها: "سعيد لردود الفعل حول "غدوة". جبت به مهرجانات كثيرة حول العالم، وسمعت آراءً مختلفة، لكنها كانت تصب في صالحي دائماً كمخرج في أولى تجاربه".
وحول طبيعة الاختلاف بين المخرج والممثل الذي عاشه في فيلم "غدوة"، يشير العابدين إلى أن عين المخرج أوسع وأشمل من عين الممثل في ذات العمل، كون المخرج مسؤولاً عن كل التفاصيل، بينما الممثل يهتم بدوره وطريقة تقديمه للناس: "على المخرج أن يكون عادلاً مع الجميع، وأن يهتم بأن يصل العمل للجمهور بدقة وتركيز وأمانة".
راهن العابدين على حقيقية القصة التي قدمها في "غدوة" لكي تصل للجمهور: "أعلم أن الفيلم محلي ويناقش قضايا تونسية بالمجمل، لكن معظم الشعوب العربية تتشابه قريباً في قصصها المجتمعية، لذا وجد الناس أن ما يرونه أمامهم واقعي حتى لو حدث في مجتمع مختلف".
وحول توقيت طرح الفيلم، يرى العابدين أنه وجد أن الوقت الحالي هو المناسب لتقديم الفيلم، كون بلده تونس تمر بمنعرجات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية، فكان لا بد من الحديث عما يجري من باب الفن.
عروس بيروت
يرى العابدين في مسلسل "عروس بيروت" بأجزائه الثلاثة تجربة إيجابية: "كان تحدياً خاصاً بالنسبة لي بأن أقدم بطولة مسلسلاً باللهجة اللبنانية، وأجد أننا حققنا نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وأعد المسلسل من أهم النجاحات التي حققتها خلال العشر سنوات الماضية".
يرفض العابدين اعتبار أن جزء المسلسل الثالث جاء اجتراراً لنجاح الجزأين الأولين: "قدمنا الجزء الثالث بناءً على رغبة الجمهور باستمرار المسلسل، وهذا كان الداعي الحقيقي لتصوير جزء جديد، ولا أعتقد أننا أخفقنا بما قدمناه مقارنة بتحقيق المسلسل أعلى أرقام المشاهدة، ومتابعة الجمهور للعمل".
ينفى العابدين وجود جزء رابع، معللاً: "القصة انتهت ولا يوجد اتفاق على جزء جديد. الكل يعلم بأن المسلسل معرب عن "عروس إسطنبول"، وقدمنا فيه ما يلائم العادات العربية. وكما علمت بأنه تم دمج أحداث الجزأين الثالث والرابع من المسلسل التركي، في الجزء الثالث والأخير من النسخة العربية، وأرى أن تقديم عمل ممتد لمائة وخمسين حلقة هو إنجاز مهم، وبالنهاية رأي الجمهور هو الأهم".
العنكبوت
عن فيلمه السينمائي الأخير، "العنكبوت"، الذي ظهر فيه إلى جانب أحمد السقا ومنى زكي، يقول العابدين إنه رغب بتقديم دور أكشن في السينما المصرية من باب تجديد ثوبه الأدائي: "بالعادة أحرص على تقديم عمل مختلف في كل تجربة جديدة، ورصيدي كان يخلو من أعمال الأكشن الدرامية التي قدمتها في "العنكبوت"، ومن واجب الممثل ألا يكرر في أدواره وينسخ ذات الشخصية دائماً، حتى يواصل نجاحاته".
وحول عدم تحقيق الفيلم للانتشار الفني والجماهيري، رغم وجود فنانين معه مثل أحمد السقا ومنى زكي، يشير العابدين إلى أن الفيلم حقق النجاح والانتشار المطلوب وهذا هو المهم برأيه، رادّاً مسألة الانتشار وتحقيق أعلى الإيرادات المالية لطريقة عرض وتسويق الفيلم وهو أمر يخص الشركة المنتجة.
الفنان العربي عالمياً
وحول حضوره في السينما العالمية وعمله في عدة أفلام أجنبية، لم يقدم فيها دور شخصية عربية، يشير العابدين إلى أنه يسعى إلى تقديم صورة مشرقة عن الفنان العربي، ويحريص على إظهار براعته كممثل: "كل فنان مسؤول عن الصورة التي يظهر بها أمام الجمهور، وحتى إن كان الغرب يحاكمنا ويراقبنا كعرب أكثر من غيرنا، لكن هذا لا يمنع من عكس حقيقتك أمام الناس، والتزامك المهني والفني وهذا الأمر يحظى بتقدير كبير هناك".
وعن مدى إمكانية اجتماع فنانين من أصول عربية في السينما العالمية، مثل محمد كريم وسامر المصري وغسان مسعود وآخرين في فيلم واحد، يقدم فكرة أو رسالة معينة موجهه إلى الغرب، يوضح العابدين: "هذه الأسماء جميلة جداً وعملت معهم جميعاً، لكن أهم ما في الموضوع القصة التي نرغب بتقديمها ومحاورها ورسالتها، قبل أن نقول يجب التعاقد مع هؤلاء الفنانين. لذا يجب كتابة قصة الفيلم بطريقة نستطيع من خلالها إيصال الرسالة التي نرغب بها. وشخصياً أنا ضد اختيار أي فنان مهما كانت شهرته لدور لا يناسبه، وطبعاً علينا إيجاد شركة إنتاج مؤمنة بهذا المشروع، الذي أجده من خبرتي صعباً، لكنه ليس مستحيلاً".
يشير ظافر العابدين إلى أنه مؤمن بفكرة اختيار الدور المناسب لمن يلائمه، بغض النظر عن أسماء الفنانين المرشحين له وتاريخهم وشهرتهم: "هناك أدوار معينة في الدراما تحتاج فنانين مبدعين أكثر من احتياجها لفنان شهير. يجب على من يقدم الدور أن يكون مبدعاً، وأنا مع إتاحة الفرصة للشباب الموهوبين، لأنني يوماً ما كنت مبتدئاً وأبحث عن فرصة، لذا قناعاتي تقول إن الجميع يستحق فرصة، لأن أي عمل فني يركز على الأسماء الشهيرة فقط ولا يلتفت للمبدعين سيفشل".