بصورة ومنشور على موقع فيسبوك، أثار الأكاديمي المصري وأستاذ العلوم السياسية، حازم حسني، شجون المغردين وغضبهم، إثر ما كتبه والحالة التي ظهر بها. فبعد 5 أيام من إخلاء نيابة أمن الدولة العليا سبيله، على ذمة القضية 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا بتدابير احترازية، اشترطت تحديد إقامته في منزله وعدم مغادرته، نشر حسني على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، صورة له قارن المغردون بينها وبين صورته قبل 17 شهراً من الحبس الاحتياطي، كدليل على سوء حال المعتقلين السياسيين.
وكتب حسني في منشوره مقالاً طويلاً بعنوان "قبل المطر أم بعده؟"، قال فيه: "صور الواقع في هذه الأوضاع المشوَّهة والمشوِّهة تستدعي دائماً معاني الإرهاق، كهذا الإرهاق الذى يتبدى على وجهي في هذه الصورة التي كانت أول ما التُقِط لي فور إخلاء سبيلي بعد 17 شهراً من الحبس الاحتياطي".
ووصف حسني الصورة، قائلاً: "هي صورة التُقِطت لي بعد سويعات فقط من وصولي إلى بيت العائلة، حيث أقضي فترة الإقامة الجبرية التي قررتها النيابة بديلاً من استمرار الحبس، وهي فترة قدرتها النيابة بـ15 يوماً قابلة للتجديد". وأضاف: "قد يبدو إجراء الإقامة الجبرية بعد إخلاء السبيل إجراءً قاسياً، لكنه في نظري أقل قسوة بكثير من إجراءات احترازية أخرى مهينة للكرامة ومرهقة للنفس وللجسد؛ فعلى مدى 17 شهراً من الحبس لم أكن أحمل هموم السجن بقدر ما كنت أحمل هموم ما سيتبع مغادرتي إياه من إجراءات".
وتمنى: "وأتمنى بالطبع أن يلحق بي كل سجناء الرأي الذين ما زالوا حبيسي الزنازين، حتى وإن اختلفت معهم فى هذه الرؤية أو تلك، وكان لي من الآراء غير هذا الرأي أو ذاك".
المغردون تفاعلوا مع كلمات حسني وصورته، ودونوا عن مصير من يعارض من داخل البلاد كما يطالب إعلاميو النظام وكتائبه الإلكترونية، خاصة بعد اختفاء الكاتب جمال الجمل قسراً، بعد عودته إلى القاهرة، والمعروف بمعارضته الرئيس عبد الفتاح السيسي.
فكتبت الصحافية شيرين عرفة: "صورة الدكتور حازم حسن" الناشط السياسي، وأستاذ العلوم السياسية، عقب خروجه من المعتقل (الرجل يبلغ 70عاماً وتم اعتقاله لمدة 17 شهراً وخرج منه بهذه الحالة المؤسفة) ثم منشور نجل الكاتب الصحافي الكبير الأستاذ "جمال الجمل"عن الاختفاء القسري لوالده، فور وصوله إلى مطار القاهرة عائداً من إسطنبول".
وأضافت: "يظهر لنا حجم البطش والإجرام الذي يتعامل به نظام السيسي الغاشم مع معارضيه... حجم الرعب الذي يعانيه هذا النظام من أصغر كلمة تكشف زيفه وتعريه... نحن في معركة صفرية، مع أغبى نظام حاكم شهدته مصر عبر التاريخ.. يارب.. اكتب لنا مخرجاً مما نحن فيه".
صورة الدكتور "حازم حسني" الناشط السياسي، وأستاذ العلوم السياسية،عقب خروحه من المعتقل (الرجل يبلغ 70عاما وتم اعتقاله لمدة 17 شهرا وخرج منه بهذه الحالة المؤسفة)
— شرين عرفة (@shirinarafah) February 27, 2021
ثم منشور نجل الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ "جمال الجمل"عن الاختفاء القسري لوالده، فور وصوله مطار القاهرة عائدا من اسطنبول pic.twitter.com/9X0KntFWwC
يذكر أنه قد ألقي القبض على حسني، الأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة يوم 25 سبتمبر/ أيلول 2019، وذلك في إطار عملية القبض العشوائي على مواطنين وناشطين وسياسيين على خلفية احتجاجات 20 سبتمبر/ أيلول عام 2019، واتهامهم بنشر أخبار كاذبة، والانضمام إلى جماعة إرهابية ومشاركتها في أغراضها.